هل تجب زكاة الفطر على الفقير، يعد شهر رمضان ذو أهمية دينية كبيرة، ففيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وصيامه كاملاً يكفر الذنوب والخطايا والمعاصي، وفيه يتصدق المسلمون على الفقراء والمساكين، كما أنّ ثواب العمرة في هذا الشهر مضاعف بأضعاف عديدة، وفيه ليلة القدر، والتي اعتبرها الله سبحانه وتعالى خير من ألف شهر، حيث تنزل الملائكة فيها على الأرض وتُفتح أبواب السماء للمحتاجين والمتضرعين لله، إضافة لذلك يمتاز شهر رمضان بصلاة التراويح، والتي تقرب العبد من الله وتجعله يسارع لنيل رضاه ومحبته، كما توفر جواً من الأمان له، كما أنه شهر مدراس القرآن والجود
هل تجب زكاة الفطر على الفقير
فرض الله-سبحانه وتعالى- زكاة الفطر من أجل مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين، وزكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، لديه ما يكفيه من قوت يوم وقوت أولاده، ولكن هل تجب زكاة الفطر على الإنسان الفقير؟
- إن كان الإنسان الفقير لديه ما يكفيه من ظروف المعيشة الكريمة من المأكل والمشرب والملبس، وما يلزم من نفقته للعيد، وقوته وقوت أطفاله، فإنّه يجب عليه أن يخرج زكاة الفطر قبل أدائه لصلاة عيد الفطر، وذلك لأنّه يستطيع إخراجها، ولا يجوز أن يأخر المسلم إخراج زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد.
- أما إن كان الإنسان الفقير لا يجد ما يكفيه من قوت يومه أو قوت أولاده، أو من ظروف المعيشة الكريمة، فإنّه معفى من إخراج زكاة الفطر، حتى أنّها لا تجب عليه إخراجها وذلك لأنّه غير مستطيع لفعل ذلك، فيسقط عنه في هذه الحالة التكليف، حيث أنّ الله-سبحانه وتعالى- رحيم غفور بالعباد ولا يكلف أي نفس إلا وسعها وما استطاعت.
هل تجب زكاة الفطر على المديون
بشكل عام فإنّ زكاة الفطر تجب على كل مسلم قادر، ولديه ما كيفيه من قوت يومه، وقوت أولاده، وما يكفيه من حاجته لنفقة العيد وأمور المعيشة الكريمة، فإن وجدت هذه الأمور لديه، وكان لديه ما يكفي من المال فإنّ زكاة الفطر قد وجبت عليه، والدين لا يسقط تكليف صاحبه من زكاة الفطر، ولا يمنعه من إخراجها، إلا في حالة واحدة وهي أن يكون صاحب المال يطالب به، وليس لديه ما يكفي من أجل الدين ومن أجل زكاة الفطر فهنا ليس عليه إخراج زكاة الفطر.
هل تجب زكاة الفطر على العاطل عن العمل
زكاة الفطر واجبة على كل من لديه ما يزيد عن حاجته من قوت يومه، وما يلزم العيد، فإن وجد الرجل العاطل عن العمل ما ييد عن ذلك، فإنّه تجب عليه إخراج زكاة الفطر قبل تأدية صلاة العيد، وإن كانت زوجته عاملة فيجب على الرجل أن يخرج زكاة الفطر على الرجل وزوجته وأطفاله، وإذا وجد الرجل العاطل عن العمل قوت يومه أو قوت العيد فإنّه يجب عليه إخراج زكاة الفطر ولو بصاع واحد عن نفسه، وإن زاد يخرج هذا الرجل عن زوجته، وإن زاد يخرج عن أطفاله، وإن زاد يخرج عن والديه إذا كانوا فقراء أو مساكين.
هل يجوز عدم إخراج زكاة الفطر
زكاة الفطر يتم إخراجها قبل أداء الرجل لصلاة العيد، أو من الممكن إخراجها آخر يومين في شهر رمضان المبارك، وذلك حتى يستطيع المسكين والفقير الاستفادة والنفع منها، وإذا لم يخرج الرجل زكاة الفطر في وقتها المفروض فإنّها تعتبر من الصدقات العادية، ولا يأخذ ثواب زكاة الفطر وإنما ثواب وأجر الصدقة العادية، وفي مذهب الحنفية فإنّه من المكروه أن يأخر الرجل إخراجه لزكاة الفطر، أما في مذهب الشافعية فإن الرجل الذي يستطيع إخراج زكاة الفطر ولم يخرجها في وقتها فإنّه يكتب عليه ذنب وإثم، وزكاة الفطر على من لم يستطع إخراجها ولم يخرجها تبقى دين حتى يخرجها وتكون بأجر صدقة، وأما في حالة أنّ الرجل المسلم نسي إخراج زكاة الفطر في وقتها المحدد قبل أداء صلاة العيد، أو قبل العيد بيوم أو يومين، فإنّه يجب عليه إخراج الزكاة حين يتذكر، ولو طالت مده نسيانه لذلك، وإذا وكل الرجل شخصاً ما أو جمعية ما بإخراج زكاة الفطر من ماله، وحصل التأخير من قبل وكيل الشخص فإنّه لا يؤثم هذا الرجل، لأن زكاة الفطر أصبحت في ذمة الوكيل.
الفئات التي تأخذ زكاة الفطر
قال الله-سبحانه وتعالى-: (إنّما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، حيث بين الله-سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة الأصناف الثمانية من الناس الذين تخرج لهم زكاة الفطر، وهم:
- الفقراء: والفقير هو الشخص الذي لا يجد ما يكفيه من قوت يومه، أو قوت أولاده فهو مستحق لزكاة الفطر.
- المساكين: والمسكين هو أيضاً لا يجد ما يكفيه من قوت اليوم أو كفايته، وهو الشخص الذي لا يستطيع السعي والعمل وكسب المال، فيجب على المسلمين إخراج زكاة الفطر له.
- الرقاب: ويقصد بالرقاب الأناس العبيد الذين كانو يدفعون لأسيادهم مبلغاً من المال من أجل تحريرهم وفك رقابهم، أو يقصد بهم المسلمين الذي وقعوا في الحبس وأسروا، فيجب دفع الزكاة لهم من أجل إخراجهم وتحريرهم.
- العاملين على الزكاة: وهم الأشخاص المختصون بأمور الزكاة من إخراجها، وجمعها، والعمل عليها، وحفظها فيكون لهم نصيب من الزكاة، وذلك بسبب العمل عليها وحفظها.
- الغارمون: والغارمون هم الأشخاص المديونين الذين لا يستطيعون سداد دينهم، أو هم الذين دفعوا بعضاً من مالهم من أجل إصلاح متخاصمين، وفض النزاع والخصومة بينهم، فهؤلاء يجوز إعطاء زكاة الفطر لهم.
- المؤلفة قلوبهم: وهم أسياد الأقوام وكبارهم الذين إن أسلموا فيسلم قومه بإسلامهم، فتعطى الزكاة لهم، أو هم ممن يخشى الناس منه ومن شره، فتعطى أيضاً الزكاة له، وذلك لما فيه من نفع ومصلحة للمسلمين وكذلك لما فيه من مصلحة للإسلام.
- ابن السبيل: الشخص الذي رحل وسافر عن بلده، ولا يوجد لديه ما يكفيه من المال من أجل العيش والحياة الكريمة، فهذا الشخص تخرج له زكاة الفطر.
- في سبيل الله: وهم المجاهدين والمقاومين الذين يقاتلون في سبيل الله، فتخرج لهم من الزكاة من أجل تجهيز ما يلزم من أمور الجهاد والقتال في سبيل الله من سلاح وعتاد، وكذلك هم العلماء أو من يطلبون العلم في سبيل الله فتخرج لهم زكاة الفطر.
أهمية زكاة الفطر
زكاة الفطر والتي هي واجبة على كل مسلم لديه ما يفضل عن قوته وحاجته وحاجة أولاده في ليلة العيد، فيجب عليه إخراج الزكاة عنه وعن المسؤول عنهم، وأهمية زكاة الفطر في الآتي:
- زكاة الفطر تطهر الصائم من فسق الكلام ولغوه، وتمحو ما قد يقع عليه من ذنوب أو سيئات في شهر رمضان.
- زكاة الفطر مظهر من مظاهر شكر العبد لربه على نعمة إتمام الصيام والقدرة على إكماله، وعلى نعمه الكثيرة ونعمه رمضان وثوابه.
- زكاة الفطر تسعد الفقراء والمساكين وتفرحهم في ليلة العيد المبارك، وهي إطعام وكفاية لهم عن السؤال والحاجة ليلة العيد، فتجعل الجميع مسرور وسعيد في العيد وكما يفترض للعيد أن يكون.
إذن في نهاية مقالنا هذا وضحنا حكم زكاة الفطر، وبينّا ما هي الفئات التي يتم إخراج زكاة الفطر لها، ووضحنا حكم إخراج زكاة الفطر، وحكم من نسي إخراجها في وقتها، ووضحنا إجابة هل تجب زكاة الفطر على الفقير أو العاطل عن العمل أو المديون، وفي نهاية المقال بينّا أهمية زكاة الفطر وثوابها العظيم عند الله سبحانه.