هل يجوز للمسافر أن يفطر في رمضان، من المعروف أن السفر إلي مسافات طويلة من بلاد الي بلاد اخرى، تعمل علي إرهاق الشخص المسافر بشكل كبير خاصة أنها تكون لساعات طويلة فماذا لو كان في نهار شهر رمضان المبارك وكان المسافر صائم، لذلك تكون هناك الكثير من الأسئلة حول موضوع السفر وهل يجوز أن يفطر المسافرون في رمضان.
هل يجوز للمسافر أن يفطر في رمضان؟
يقول البغوي أن السفر مباح فيه الصوم وجائز عند غالبية أهل العلم إلا ما روي عن ابن عباس وأبي هريرة وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين أنهم قالوا: لا يجوز الصوم في السفر ومن صام فعليه القضاء واحتجوا بقول النبي : “ليس من البر الصوم في السفر”.
وكذلك الشاهد عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال ما هذا قالوا هذا صائم، فقال: “ليس من البر الصوم في السفر”.
«عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أخبره أن رسول الله خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر قال وكان صحابة رسول الله يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره.»
وأيضا هناك أقوال بعض أهل الظاهر: لا يصح صوم رمضان في السفر، فإن صيامه لم ينعقد، ويجب قضاؤه؛ لظاهر الآية والحديث ليس من البر الصيام في السفر، أي أنه لا يصح للشخص الذي يجهد نفسه بالصيام خلال السفر.
وهناك اختلاف بين المذاهب وأهل العلم في جواز الصيام أو الإفطار، فقال مالك وأبو حنيفة والشافعي والأغلبية أن الصوم أفضل لمن يطيقه بلا مشقة ظاهرة، ولا ضرر، فإن كان الصيام يلحق الضرر بالصائم في فترة السفر فالإفطار أولى، وقال سعيد بن المسيب والأوزاعي وأحمد وإسحاق وغيرهم: أن الفطر للمسافر أفضل مطلقا، واحتجوا بما سبق بحديث حمزة بن عمرو الأسلمي المذكور في مسلم في آخر الباب، وهو: قوله : “هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه”، فظاهر الحديث يوحي بترجيح الفطر وليس الصيام، هذا بالتأكيد بخصوص من يخاف على نفسه من الضرر أو يجد المشقة في الصيام، هذا كما هو في صريح الأحاديث.
ها قد وصلنا الى نهاية موضوعنا الخاص بهل يجوز للمسافر أن يفطر في رمضان، وضحنا لكم كل ما يتعلق بالإجابة، استنادا على ما جاء في الآيات القرآنية وكذلك ما ورد في الاحاديث الشريفة، واختلاف أهل العلم ومذاهب الأئمة الأربعة.