من حقوق الزوجة على زوجها، من جمال ديننا الإسلامي أنه جعل جميع العلاقات تقوم على أساس المودة والمحبة والرحمة، ومن أبرز العلاقات التي أوضح ديننا الإسلامي أحكامها هي العلاقة الزوجية، حيث أن هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي توضح حقوق كل من الزوج على الزوجة، وكذلك حقوق الزوجة على زوجها وهذا ما سنتطرق للحديث عنه خلال سطور المقال.
من حقوق الزوجة على زوجها
تنقسم حقوق الزوجة على زوجها إلى حقوق مادية وحقوق معنوية، الحقوق المادية تتمثل في حقها في المهر، وفي الحصول على النفقات المالية، أما حقوق الزوجة المعنوية فتكون في حسن المعاشرة، أي أن يحسن معاملتها وأن يكرمها وأن يقدرها، حيث أن الرجل الذي يعامل زوجته بالحسنى يكون ذلك سبيل للتأليف بين قلبيهما كما ويزيد من الترابط بينهما، وعلى الزوج أيضاً أن يصبر على زوجته وأن يتحمل ما يصدر عنها، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً).
كما وأن من مظاهر الرجولة أن يكون الزوج رقيق وسمح مع زوجته، يقول رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم)، كما والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بمعاملة النساء معاملة حسنة وذلك في حديثه قالَ: استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ ليسَ تملِكونَ منهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ)، وهناك الكثير من المواقف التي كانت توضح مدى حسن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته، ومن ضمن هذه المواقف أنه سهر ليلة كاملة ليجمع خرزات عقد زوجته عائشة التي كانت حزينة على أنه أن عقدها قد انقطع.
حقوق الزوج على زوجته
على الزوجة أن تطيع زوجها في كل الأمور إلا إذا أمرها بمعصية الله، حيث أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هذا أمر متفق عليه من قبل العلماء والفقهاء، كما وأن من حقوق الزوج على زوجته حسن المعاشرة، وأعطى الإسلام الأحقية للزوج في إصلاح زوجته إذا كانت ناشزاً بالوعظ والإرشاد، فإن لم يصلح معها ذلك هجرها في المضطجع، فإن لم يصلحها الهجران ضربها ضرباً غير مبرح، ومن حقوق الزوج أيضاً عدم الرفض إذا دعاها للفراش إلا في حال العذر الشرعي، كما ولا يجوز التنفل بالصيام إلا بإذنه، كما ولا يصح للزوجة الخروج إلا بإذن زوجها، وأن لا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه.