هل تجوز الزكاة على الأخ، حيث أنّ الزكاة هي ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة عل كل مسلم بالغ عاقل قادر، ويطلق على الزكاة مسمى الصدقة وذلك لأنّها تبين مدى مصداقية الإنسان المسلم، وإخلاصه لله عزوجل وطاعته له وحده سبحانه، حيث قال الله-سبحانه وتعالى-:(خذ من أموالهم صدقة)، والزكاة توزع وتعطى لثمانية أصناف من الناس ذكرهم الله في سورة التوبة، قال تعالى:(إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، ولكن هل تجوز الزكاة على الأخ في حالات معينة؟
الزكاة على الأخ
اتفق الأئمة والفقهاء على أنّه يجوز دفع الزكاة على الأخ، ولكن ذلك يكون وفق شروط معينة، وحسب رأي الأئمة والفقهاء فإنّه لا يجوز دفع الزكاة على الأخ الوارث، أي الأخ من ذات الأب وذات الأم، إلا في بعض الحالات المعينة والمستثنية من هذا الحكم، وتجوز الصدقة أو الزكاة على الأخ الشقيق سواء أكان أخاً شقيق من الأب، أو أخ شقيق من الأم، وفي حالة أنّ الأخ كان محتاج للأموال فقير أو مسكين فإنّه تجوز عليه الصدقة والزكاة سواء أكان أخ وارث أم أخ شقيق، وذلك في حال أنّه لم يكن انفاقه عليه واجب، وفي مقالنا سنوضح الحالات المختلفة للزكاة، والذي يزكي عن أخيه له أجران: أجر الصدقة، وأجر صلة القرابة.
هل تجوز الزكاة على الأخ المدين
الإنسان المدين: هو الإنسان الذي استلف مبلغاً معيناً من المال من أحد ووعده بسداده، وفي مقالنا سنوضح هل تجوز الزكاة على الأخ المدين ام أنّها غير جائزة؟ حسب رأي الأئمة والفقهاء فإنّه يجوز إعطاء الزكاة للأخ المدين ولكن ذلك بشرط أن يكون غير قادر على سداد دينه أو اكماله أو قضائه، وزكاة الأخ إن كانت تعينه على سداد هذا الدين فهي جائزة، وذلك لأن الأخ أصبح من أصناف الناس الثمانية الذين تجب عليهم زكاة المال، فهو من الغارمين.
هل تجوز الزكاة على الأخ الطالب
يجوز للأخ دفع الزكاة على أخيه الذي يدرس ويجتهد في طلبه للعلم، ولكن ذلك يكون وفق شروط معينة:
- أنّ يكون الاخ طالب العلم يدرس أمور مفيدة وأمور محققة لفرض الكفاية، سواء أكانت أمور دينية أم أمور دنيوية.
- أن يكون الأخ غير قادر على كسب الأموال، وذلك بسبب انشغاله في طلب العلم و الاجتهاد فيه، أما الأخ المتقاعس عن طلب العلم غير المجتهد، فلا تجوز دفع الصدقة أو الزكاة له.
هل تجوز الزكاة على الأخ المحتاج
قال تعالى:(ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين)، إذا كان الأخ فقير، أو محتاج للصدقة فيجب على أخيه أن يعطيه زكاة ماله، حيث أنّ الاقربون أولى بالمعروف من غيرهم، ومن أخرج الزكاة على الأخ المحتاج فإنّ له أجر الزكاة وأجر صلة الرحم وصلة القرابة.
هل تجوز الزكاة على الأخ للزواج
الزكاة لا تجوز على الأخ الغني، وجوازها هو للأخ المحتاج، سواء لأمر زواج، أو ضائقة مالية، أو غيرها من أمور الحياة الاحتياجية، فهنا تجوز الزكاة على الأخ لسداد بعض تكاليف زواجه، والأخ في هذه الحالة أولى من غيره في الزكاة.
هل تجوز الزكاة على أولاد الأخ
الزكاة لا تجوز للقريب الغني، حيث قال الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم-: (لا حظ فيها لغني، أو لقوي مكتسب)، فالزكاة تكون على أولاد الأخ الفقراء والمساكين، الذين يجدون قوت يومهم بصعوبة، والزكاة على أولاد الأخ الفقراء هي صلة رحم وهي صدقة أيضاً.
هل تجوز الزكاة على الأخ العاطل عن العمل
هنا الزكاة على الأخ والصدقة لها حالات وهي:
- أنّه إذا كان الأخ عاطلاً عن العمل تقاعساً وتكاسلاً منه، فهنا لا يجوز الزكاة على الأخ، حيث قال النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:(لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي)، وذي المرة السوي هو القوي القادر على الكسب والسعي والرزق.
- أنّه إذا كان الأخ عاطلاً عن العمل بسبب ظروف خارجة عن طوعه أو إرادته، فإنّ الصدقة جائزة لها وهو أولى بها من غيره.
- أنّه إذا كان الأخ يعمل ولكن دخله قليل جداً، فتجوز الزكاة على الأخ في هذه الحالة أيضاً.
هل تجوز الزكاة على الأخت المتزوجة
من باب أنّ الأقربون هم اأولى بالمعروف فيجوز دفع الزكاة أو الصدقة للأقربين إن كانوا بحاجة لهذه الزكاة، وإن لم تجب نفقهتم على الشخص المزكي، وفي حالة الأخت المتزوجة فإنّ نفقتها واحتياجاتها ومسؤوليتها واجبة من زوجها، ولكن إن كان زوجها فقيراً وغير قادراً على تلبية احتياجاتها أو أنّ دخله قليل لا يكفي أسرته بشيء، فإنّ الصدقة في هذه الحالة جائزة عن الأخت المتزوجة وتدخل في باب الصدقة وباب صلة الرحم والقرابة.
هل تجوز الزكاة على الأخت غير المتزوجة
إخراج الأخ زكاة المال على أخته غير المتزوجة جائز في حال أن أباها هو الذي ينفق عليها، أما إذا كان أبيها متوفي والأخ هو معيلها فإنّ نفقة هذه الفتاة واجبة على الأخ، وفي هذه الحالة لا تجوز الصدقة.
فضل الزكاة وأهميتها
الزكاة ركن من أركان الإسلام، ولا يكمل الدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية الصحيحة للفرد إلا بإتيان الزكاة، وللزكاة أهمية كبيرة وفضل عظيم، ومن فضل الزكاة ما يلي:
- تقوي الزكاة روابط المحبة والمودة والقرب والتكافل والتعاون والإخاء بين الإنياء والفقراء في المجتمع الواحد.
- الزكاة تبارك في رزق المزكي وفي ماله وتبسطه، فيأخذ المزكي الأجر في الدنيا حيث نيل رضا الله سبحانه وتعالى وتوسيع الرزق، ويأخذ الأجر في الآخرة أبضاً.
- تطهر الزكاة نفس المزكي وتنقيها وتخلصها من عيوبها مثل: البخل، والشح، فهي تسمو بالنفس وتزكيها وتحثها على التعاون ومساعدة الغير.
- تحيي الزكاة الوضع الاقتصادي في المجتمعات الإسلامية وذلك من خلال تصدق الأغنياء للفقراء، وسد حاجتهم.
- الزكاة تمحو الذنوب والخطايا وتكفر سيئات العبد وتقربه من ربه وتنزل رحمة الله به.
- الزكاة مربطة ارتباط وثيق بالصلاة، حيث قال الله-سبحانه وتعالى-:(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، إنّ الله بصير بالعباد).
- تعد الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة.
- الزكاة هي من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وتقوي صلته به.
- وتقلل الزكاة من وجود الانحلال الأخلاقي أو المجتمعي.
وفي نهاية مقالنا هذا نكون قد ذكرنا أهمية الزكاة في الإسلام، وفضلها، وثواب المزكي عند الله-سبحانه وتعالى-، وكذلك وضحنا الأحكام الكثيرة المتعلقة بسؤال هل تجوز الزكاة على الأخ، حيث أنّها جائزة في عدة حالات ومنها: أن الأخ كان مديون، أو كان الأخ فقير ومسكين، أو كان أخ مقبل على الزواج وتكاليفه وبحاجة للمساعدة، أو كان دخله قليل لا يكفي لإعالة أسرته، أو كان عاطل عن العمل ولا دخل له، وكذلك الزكاة تجوز عن أولاد الأخ الفقراء والمساكين، وهي جائزة عن الأخت المتزوجة في حال كان دخل زوجها محدود، أو أنّ زوجها عاطل عن العمل، و في حالة الأخت غير المتزوجة فإن الزكاة جائزة ما لم تكن نفقتها عليه واجبة، والزكاة للأقربين له أجران هما: أجر صلة الرحم وأجر الزكاة.