لماذا دول الخليج غنية، من الأسئلة التي يطرحها الجميع في هذه الآونة، فمع الخريف العربي الذي تعرضت له الدول العربية وعانت فيه الويلات بسبب النزاعات على الحكم، والحروب الأهلية، بات بارزًا غنى دول الخليج العربي، ويقع الخليج العربي في الجنوب الغربي من قارة آسيا، وتضم البلاد العربية: المملكة العربية السعودية، العراق، عُمان، الكويت، الإمارات، البحرين، قطر، وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في الغنى حسب الناتج المحلي الإجمالي، تليها الإمارات والعراق وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين وذلك حسب دراسات واحصائيات تمت عام 2025، وقي مقالنا سنتعرف على إجابة سؤالكم، لماذا دول الخليج غنية.
سر ثراء بعض البلدان
يتساءل الكثير من الأشخاص حول سبب ثراء دول الخليج، وللإجابة عن ذلك السؤال لابد وأن نعرف أن هناك بعض العوامل البشرية التي تؤدي إلى ثراء الأمم وتقدمها مثل الإدارة الذكية والأيدي العاملة والتخطيط السليم وغيره من العوامل، ولكن هناك بعض العوامل الأخرى والتي ليس للبشر أي دخل بها مثل وجود بعض الثروات الطبيعية في جوف الأرض في تلك البلاد. على سبيل المثال إذا كان هناك الكثير من الذهب الخام –والذي يعتبر الوسيلة الثابتة لقياس احتياط النقد لأي بلد- داخل البلد فإن مواطنيها سيشعرون بالثراء حتى لو كانت الإدارة سيئة أما لو اقترنت الموارد الطبيعية بالإدارة والتخطيط المحنك فسيؤدي بدوره إلى ارتفاع شأن الأمم بين البلاد إلى جانب الثراء الذي سيزيد بدوره أيضًا.
لماذا دول الخليج غنية
وهذا هو الحال مع دول الخليج العربي، فعلى الرغم من حداثة معظم دول إلا أن الله قد من عليهم بأحد الموارد الطبيعية والتي لا غني عليها في عصر الثورة الصناعية وهو البترول والنفط والذي يدخل تقريبًا في صناعة جيع الأشياء. فإذا لم يكن النفط صناعة في حد ذاتها فإنه الوسيلة التي تُدار بها جميع الآلات والماكينات المستخدمة في صناعة كافة المنتجات الأخرى، ولكن السؤال الأهم هل هذه الموارد محدودة أم متجددة وإذا كان الجواب بمحدودية تلك الموارد، فهل أعدت دول الخليج نفسها لاستقبال تلك المرحلة؟!
أغنى أربع دول من دول الخليج
أشارت مجلة الإيكونوميست العالمية أن هناك أربعة من دول الخليج يمتلكون لوحدهم ما يصل إلى 25% من صناديق الثروة السيادي حول العالم والتي يصل قيمتها حوال ثمانية تريليونات دولار، وقد جاءت دولة الكويت على رأس تلك الدول والتي حصلت على الكثير من الأسهم الناجحة للغاية إضافة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة قطر.
هل دول الخليج غنية حقًا كما يراها الغرب
ينظر الغرب إلى دول الخلج العربي باعتبارها الكنز الذي لابد من الاستفادة من ثرواته الهائلة وأنها البلاد التي تعيش في نعيم دائم بسبب كثر ثرواتها، فهل الأرقام تؤكد ذلك بالفعل؟ فلنأخذ المملكة العربية السعودية مثالًا لمناقشته ونرى كيف أصبح الحال في النقاط التالية:
- كان الاحتياطي النقدي للمملكة العربية السعودية قبل تولك الملك سلمان بن عبد العزيز 740 مليار دولار وأصبح الآن 480 مليار دولار.
- كان الدين الخارجي صفر قبل تولي الملك سلمان وأصبح الآن 220 مليار دولار
- لو طرحنا قيمة الدين من الاحتياطي النقدي الحالي فيتبقى لنا 260 مليار دولار وهذا ولم نقم بحساب صفقات السلاح والعقود الأخيرة التي لو قمنا بافتراض تكلفتها لأصبح الاحتياطي النقدي في المملكة صفرًا.
- ربما يفسر ذلك مصادرة أموال بعض الأمراء بما يقرب من مائة مليار دولار، ويفسر أيضًا رغبة المملكة في بي 5% من أسهم شركة أرامكو التي يمتلكها العائلة المالكة في السعودية والتي إن قمنا بحسابها بالمنطق سنجد أن المملكة ستكون بحاجة إلى بيع الشركة بأكملها إن سارت على نفس النهج الذي تنتهجه.
ثروات البلدان وغناها بموارده الطبيعية يجعلها مطمع لكل أجنبي عن هذه الأرض ويطمح إلى أن يسيطر عليها وعلى مواردها، لذلك لابد لنا من الحفاظ على بلادنا مواردها الطبيعية والبشرية بمختلف الطرق، وفي نهاية مقالنا نتمنى أن نكون أجبنا على سؤالكم، لماذا دول الخليج غنية خلال مقالنا موضحين لكم السبب في ازدهار وثراء بعض البلدان من خلال طرح سر ثراء بعض البلدان، والإجابة على سؤالكم هل دول الخليج غنية حقًا كما يراها الغرب، ونظرة الغرب للدول العربية الثرية في منطقة الخليج العربي، موضحين لكم أغنى أربع دول من دول الخليج حسب الاتفاقيات والصفقات الناجحة التي قامت بها، نتمنى من الله أن يحفظ بلادنا العربية ويديم النعم عليه.