تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها، القرآن الكريم كتاب الله عز وجل لرسولنا الكريم، حفظه الله من التحريف، وهو صالح لكل زمان ومكان، لذا يختلف المفسرون حسب زمانهم ومكانهم، ويبقى القرآن هو الفاصل بين جموع التفاسير في كل زمن، ولا يختلف التفسير إلا في بعض القضايا التي لا تغير من المعتقد شيء، فالحلال بين والحرام بين، وسندرس “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”الآية 72 من سورة الأحزاب، من مختلف المفسرين والتفاسير، فهذه الآية لها تفسير “انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” كبير لما تحمله من مفاهيم ومعاني كبيرة كالأمانة وما هي.
القرآن الكريم – تفسير الطبري – تفسير سورة الأحزاب – الآية 72
“تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” في محتوى تفسير الطبري في اجتهاده، أنه اختلف أهل العلم في معنى الآية، فقال بعضهم إن الله عرض طاعته وفرائضه على الجبال والأرض و السماوات بشرط إن أحسنت استحقت الثواب والأجر من الله، وإن لم تحسن استحقت العقاب، فرفضت حملها خوفاً من أن لا تقوم بأداء الطاعة والفريضة فتعاقب، وقام آدم بحملها فظلم نفسه وجاهلاً لحظه وقدره، هذا وقد قال بشر أن يزيد قال عن سعيد بن قتادة أن (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال)، يقصد بها الدين والفرائض والحدود، حيث قيل للأرض والسماء والجبال أتحملن الأمانة فقلن لا نطيق، وقيل للإنسان أتحملها قال نعم، فقيل له أتعطيها حقها قال نعم، فقال الله عنه إنه كان ظلوماً جهولاً، وقال غيرهم أن الأمانة هي أمانات الناس، هذا مما ورد في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” في كتاب تفسير الطبري.
القرآن الكريم – تفسير ابن كثير – تفسير سورة الأحزاب – الآية 72
وقد جاء “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” في كتاب تفسير ابن كثير، أنه روى العوفي عن ابن عباس أن الأمانة هي الطاعة، في قوله تعالى:”تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” حيث عرضها على الأرض والسماء والجبال قبل عرضها على آدم، فلم يقدرن عليها، فقال لآدم أنه قد عرضها على الأرض والسماء والجبال فلم يقبلن بها، فقال الله لآدم أتأخذها بما فيها، قال آدم يا رب وما فيها فقال رب العزة إن أحسنت أثبت وإن أخفقت عوقبت، فقبلها آدم وحملها وفي هذا (حملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا)، وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” أن الأمانة هنا هي الفرائض، عرضها الله عز وجل على الأرض والسماء والجبال، إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عاقبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية وتعظيما لدين الله، ثم قام بعرضها على آدم فقبلها بما فيها وقوله تعالى:(وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا) يعني غراً بأمر الله، وروى ابن جرير عمن سبقه في الرواية في الآية”تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”، أن الله قال لآدم خذها بما فيها فإن أطعت غفرت لك وإن عصيت عذبتك، فقال آدم قبلت فما كان منه إلا أن يحملها ما بين العصر والمغرب حتى أصاب الخطيئة، وقال آخرون أن الأمانة هي الطاعة، وهذا بعض ما جاد به ابن كثير في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”.
تفسير البغوي – سورة الأحزاب – تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها
وقد جاء في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” بدراسة البغوي وكتابه في التفسير ما يلي:
- قول ابن عباس في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”، الأمانة هنا الطاعة والفرائض التي فرضها الله على عباده، عرضت قبلهم على السماوات والأرض والجبال على إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عاقبهم.
- وفي قول ابن مسعود الأمانة في”تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”، أداء الصلاة إيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وقضاء الدين، والصدق في القول والعدل في الميزان عند البيع والودائع.
- وقول مجاهد الأمانة الفرائض فقط، وقضاء الدين أي سدادها.
- وقول أبو العالية الأمانة ما أمروا به ونهوا عنه.
- وقول زيد ابن أسلم الأمانة هي الصوم والغسل من الجنابة، وما يخفى من الشرائع.
- وقول عبد الله بن عمرو بن العاص، أن الأمانة هي الفرج والعين واليد والأذن والرجل، ويستدل بأن الله أول ما خلق من الانسان الفرج وقال له هذه أمان استودعتك إياها.
- وقال أخرون الأمانة هي أمانات الناس والوفاء بالعهود.
وهذا أيضاً جزء يسير من “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” التى تحدث عنه البغوي والرواة في كتابه للتفسير.
تفسير الميزان – السيد الطبطبائي
“تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”، قال في ذلك أن الأمانة هي شيء يودع عند الغير ليحافظ عليه ثم يرده إلى صاحبه، والأمانة في الآية شيء ائتمن الله عليه الانسان ليحافظ عليها وعلى استقامتها، ثم يرده إلى الله عز وجل، وأن هذه الأمانة تقسم من يحملها إلى من أتقنها، فهو مؤمن ومن خذلها فهو منافق وأنها أمانة مرتبطة في الدين الحق، وما تم ذكره هو اجتهاد الطبطبائي في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”.
تفسير سورة الأحزاب الآية 72 – تفسير السعدي – القران للجميع
“تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها” في كتاب السعدي للتفسير، عظم الله سبحانه وتعالى الأمانة والتي ائتمن عليها المكلفين، وهي امتثال الأوامر واجتناب المحارم، في حال السر والعلن، وأن الله تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة السماء والأرض والجبال،كما ذكر فيتفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها، عرض تخيير وليس إجبار إن أدتها فلها الثواب، وإن لم تؤدها فلها العقاب، فرفضن حملها خوفاً لا عصياناً ولا زهداً في ثوابه عز وجل، وعرضها على الإنسان بنفس الشروط، فحملها الإنسان وقسم الناس بحسب الأمانة إلى ثلاث أقسام منافقون أظهروا أنهم قاموا بها ظاهراً لا باطنا، مشركون أعرضوا عنها ظاهراً وباطناً، مؤمنون حملوها ظاهراً وباطناً.
القرآن الكريم أمانة في عنق كل مسلم، والعلماء من واجبهم التفسير والتبيين للعامة من الناس، الأمانة التي وضعها الله في عنق الإنسان كما جاء في “تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها”، الأمانة مصطلح كبير يجب علينا التأمل والتفكير به جيداً، وجمع أكثر معلومات عنها في كتب التفاسير، ولقد أوجزنا بعضا منها علها تمكننا من فهم ميزان الأمانة عند الله.