حكم الافطار في رمضان بدون عذر، شهر رمضان الكريم عهدنا لله ونقوّي عزيمة التوبة والإيمان، حيث إمتاز رمضان بمكانة خاصة في قلوب المسلمين جميعًا في مشرق الارض ومغربها، فهو شهر الخيرات والبر والغفران، تطمئن فيه قلوب المؤمنين بالإيمان، ويجتهدون ويشجعون بعضهم على فعل الطاعات والعبادات على اختلافها، ذلك لأن صوم رمضان من أركان الإسلام التي لا يقوم إسلام المرء إلا بها، فاللهم اجعله شهر خير وعطاء ورحمة كما عهدناه منك يا أرحمن الراحمين.
حكم الافطار في رمضان عمدا
الصوم هو أحد أركان الاسلام الخمسة، ولا يجوز للمسلم التهاون في اداء الصوم، وذلك استنادا الى قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)، فلا ينبغي على المسلم أن يقصر بأداء هذه العبادة، ويترتب على من تعمد الافطار في رمضان بدون عذر أو رخصة شرعية، حكم الافطار ما يلي:
- الاثم وضياع الأجر، فالمسلم بذلك الفعل المتعمد قد أضاع على نفسه اجر عظيم من الله.
- القضاء عن ذلك اليوم الذي لم يصمه.
- الامساك بقية اليومن أي عدم تناول الطعام أو الشراب مرة أخرى خلال اليوم، مع وجوب قضاء ذلك اليوم.
كفارة افطار يوم في رمضان بدون عذر
يقصد بالكفارة هي ما يفعله المسلم ليزيل بذلك اثما أو عملا غير صالح قد فعلة، أو تقصير في أداء عبادة، فيلجأ المسلم الى التكفير عن خطاياه، راجيا الله أن يغفر ذنوبه، وأن يقبله الله من التائبين، ومن أشكال الافطار في رمضان المتعمد في رمضان الجماع، حيث أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ -والعَرَقُ المِكْتَلُ- قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا -يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ- أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ)، من خلال هذا الحديث نستعرض صور كفارة حكم الافطار في رمضان بدون عذر، وهي ما يلي:
- الكفارة العظمى: ويقصد بها صيام شهرين متتاليين متتابعين، بلا توقف من أجل كفارة الافطار في رمضان.
- اطعام ستين مسكينا، طعاما يسد حاجتهم ويكفيهم.
- عتق رقبة مسلمة، يعني اخراج أسير من السجن مثلا.
حكم الافطار في رمضان بعذر
أباح الله لبعض الحالات الخاص عدم الصوم، وذلك تسهيلا عليهم، وعدم تكليفهم العناء والمشقة، من باب قدرتهم على ذلك، لكن حذر الله البعض من التهاون في الرخص المباحة، والتحايل كذلك على الرخص والتسهيلات المعطية، ومن الأعذار المبيحة لعملية الافطار في رمضان نذكر منها ما يلي :
- المرض: حيث يجوز للمريض الافطار في رمضان، لقوله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَىٰ سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ”، فاذا كان الصوم يشق عليه ويتعبه، فلا حرج عليه بالافطار.
- السفر حيث يجوز للمسلم الافطار في رمضان، ويجوز له الصيام خلال السفر بشرط ألا يشق عليه الصيام ويتعبه،فاذا شق عليه أو أضرّ به فعملية الافطار في رمضان أصح له، ويجب عليه القضاء في جميع الأحوال إذا انتهى سفره وانتهى شهر رمضان..
- الحمل والرضاعة: المرأة الحامل أو المرضع إن خافت على نفسها أن يصيبها أضرار من الصيام يجوز لها الافطار في رمضان، وتقضي ذلك اليوم بعد شهر رمضان المبارك ولا حرج في ذلك، لقوله (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ الله تَعَالَى وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصيامَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ، وَعَنِ الْحَامِلِ أَوِ الْمُرْضِعِ الصيام”، وإِن خافت على طغلها الرضيع فقط اجاز لها الاسلام الافطار ويجب أن تطعم عن كل يوم مسكينا، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: “والمُرْضِعُ والحُبْلَى إذا خافَتَا عَلَى أَوْلادِهِما أفْطَرَتا وأطْعَمَتا”.
- الحيض والنفاس يوجب المرأة بهذا ان تقوم افطار في رمضان، ويجب عليها قضاء تلك الايام التي افطرت بها بعد رمضان.
لقد يسر الاسلام على الناس أداء العبادات، فمنح الله الرخص والتساهيل لمن لا يستطيع أداؤها من عباده المؤمنين، وحذر الله المسلمين من محاولة العمل على الاستهانة بأداء العبادات المفروضة، ومحاولة التحايل على الرخص الممنوحة، لأنه بذلك سوف يعاقب كل من سولت له نفسه بعصيان الله، أودنا خلال هذا المقال حكم الافطار في رمضان بدون عذر.