حكم الافطار في السفر بعد الوصول، يستطيع شهر رمضان أن يبعث فينا البهجة والفرح فتقف الكلمات عاجزة عن التعبير عن فرحتنا بحضوره، وفيه يرجع العاصي والغافل تائبًا، ويكثر فيه الصالح من أعمال الخير، يحتضن الجميع ليصبح التوجه نحو الله مُراد الجميع وشغلهم، ويتسابق الشباب في ختمات القرآن الكريم، ويتدون بعضهم، ويتدارس الناس كلماته فتهديهم أروع المعاني التي جعلها الله معجزة لخاتم الأنبياء -صلى الله عليه وسلم-، ويكافئ الله كل عامل مخلص أضعافًا في هذا الشهر الكريم، فيمحو السيئات لكثير من عباده رحمة ومغفرة نتيجة صبرهم على ساعات وأيام معدودات.
حكم السفر في رمضان
يضطر المسلم أحيانا لممارسة الأعمال خلال شهر رمضان المبارك، ولا حرج في ذلك، فيتساءل الإنسان عن حكم السفر في الإسلام، فمن خلال قوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، نستنتج أن الإسلام أحل السفر بلا محددات أو ضوابط، فأحل الكافر بكل الصفات الأفطار، فنجد أن الله قد أحل:
- يجوز للمسافر الافطار مهما اختلفت وسيلة السفر، فلو كانت جملا أو سيارة أو قطار أو طائرة او غيرها.
- يجوز للمسافر الافطار بسبب الحر، وحتى لو كان الطقس معتدلا، ولكن شق عليه الصيام، فيجوز له الافطار.
- يجوز للمسافر الافطار في السفر حتى ولو كان دائم السفر، كالسائقين مثلا.
متى يفطر المسافر
حرص الإسلام على التسهيل للمسلمين في أمور حياتهم، وبالتالي شرع لهم ورخص لهم بعض من تجاوزات العبادات، كافطار أيام من رمضان للمسافر، وذلك ليهون عليه مشاق سفره، على التخفيف على المسلمين في شعائرهم، ولكن هناك العديد من الشروط لكي يتمكن المسلم من الافطار بعد السفر، نذكر منها:
- أن تكون مسافة السفر طويلة جدا.
- عدم مكوثللمسافر فترة طويلة في ذلك البلد.
- أن يكون السفر لغرض صالح كعمل تجاري أو تعاوني او غيره.
- أن يكون المسافر ليس ممن هم معتاد على الخروج مسافات طويلة.
حكم السفر بنية الافطار
ركن الصيام واجب على كل مسلم، وهو أحد اركان الاسلام الخمسة، فوجب على الانسان الصيام، ولكن أحل الله للمتعذر الافطار، والمتعذر من وقع تحت ضغط، ولا قوة له على تغيير ذلك، فلو أراد شخص الافطار في رمضان، واتخذ من السفر حجة له فحكمه كالتالي:
- لا يجوز له السفر، وسفره اذا أصر عليه فهو حراما.
- لا يجوز له الافطار، ولو أفطر فسيكون قد ارتكب اثنا فاحشا.
- لا يجوز التحايل والقيام بالخدع، للتمتع بالتراخيص التي سمح بها الله للمتعذرين.
حكم الافطار في بلد السفر
سمح الإسلام للمسافر بالإفطار في نهار رمضان، ويجب عليه قضاء تلك الأيام التي افطرها، فمثلا عندما يسافر شخص إلى بلد ما، فإذا استطاع أن يكمل صومه فله الأجر والثواب، بينما ان لم يستطع بسبب مشقة السفر فعليه الافطار، لكن العلماء اختلفو في استمرارية إفطار الصائم عند وصوله بلد السفر، فكانت النتيجة قولان، سنذكرهما كما يلي:
- الرأي الأول وهو الاستمرار في الافطار، لأن سبب الافطار كان السفر، وعلى المسافر قضاء الايام التي افطرها بسبب السفر.
- الرأي الثاني وهو الإمساك عن الطعام، لأن سبب الافطار أبيح للسفر، وهنا قد انتهى السفر.
حكم الافطار في رمضان للمسافر للسياحة
لم يسجن الاسلام حرية المسلم في رمضان، بل سمح له بأداء أعماله وأشغاله كافة بدون نقصان، وله بذلك أيضا الأجر، وأباح أيضا للمسلم الترفيه عن نفسه في اطار شرعي محدد دون الوقوع في الشبهات، فمثلا سفر السياحة، حيث اعتبره العلماء حاله كحال المسافر لأي غرض كان، فيجوز له الافطار اذا كان في الصيام مشقة له.
لقد كرم الله الانسان، وحفظ له حقوقه الكاملة، ولم يقيد حريته مطلقا، حتى في شهر الصوم، فقد أباح الإسلام للمسلمين ممارسة أعمالهم المشروعة كما قبل الصيام، وإباح للمسلمين السفر سواء لأداء مناسك العمرة أو بغرض متابعة أعمالهم او غيرها، فلم يشعر المسلم يوما بأنه مقيد عن العالم الخارجي، ولقد تناولنا في هذا الموضوع مشروعية السفر في رمضان، وأحكام أخرى من بينها: حكم الافطار في السفر بعد الوصول.