حكم تصغير اسماء الله

حكم تصغير اسماء الله، يُلاحظ في المجتمعات العربية بصورة كبيرة أنهم يسمون أبناءهم بأسماء وينادونهم بألفاظ أخرى، كأن يكون اسم الشخص عبد الله وينادونه عبيد، أو عبود، وكذلك عبد الكريم وينادونه كرّيم، وعبد العزيز عزوز أو عُزيز….الخ، وفي بعض الأحيان يساور النفس الشك أن في هذا التصغير للأسماء فيه شيء من الإثم، فيلجأ البعض لسؤال أهل العلم والفقهاء عن حكم تصغير اسماء الله، وهذا ما سنعرفه في مقالنا بالتفصيل.

حكم تصغير اسماء الله

حكم تصغير اسماء الله
حكم تصغير اسماء الله

“لله تسع وتسعون اسماً” وقد اعتاد المسلمون تسمية أبنائهم واقرانها باسم الله، كأن يسمي الشخص ابنه عبدالله وعبدالرحمن وعبد الكريم وعبد القادر وعبد العزيز وغيرها الكثير من الاسماء، وذلك حباً وتقرباً الى الله، ولكن الملاحظ أن البعض ينادي ابنه بتصغير الاسم مثل عبيد وعزوز وكروم ودحوم وغيرها، فما حكم تصغير اسماء الله؟

اختلف الفقهاء وأهل العلم في مسألة تصغير الأسماء المعبدة لله، ففيها ثلاث أقسام، نشرحها كالتالي:

  • القسم الأول: لا يجوز تصغير الاسم الواقع على اسم الله، مثل تصغير عبد العزيز الى عُزيّز، فهنا لا يجوز التصغير، ويمنع ذلك لأنه لا يجوز تحقير الأسماء الشريفة، لا يجوز تصغير الاسم الواقع على من يجب تعظيمه شرعاً فيما يخص أسماء الله تعالى … وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم).
  • القسم الثاني: يجوز  أن يكون التصغير واقع في الجزء الأول من الاسم المعبد، كأن يكون التصغير في اسم عبدالله ليصبح عبيد الله، أو عبود أو عبيدة، أما ان لم يكن صاحب الاسم موافق على التصغير فلا يجوز مناداته بهذا الاسم المصغر.
  • القسم الثالث: أن يكون التصغير للاسم الأول من الاسم المعبد ولكن مضافاً ايه ياء المتكلم، فهنا لا يجوز ذلك، كأن تقول عن اسم عبد الله عبودي، فهنا لا يجوز نسب العبد للمتكلم، لأنه عبد الله وليس عبد المتكلم، مثل عدم جواز كلمة عبدي أو أمتي.
  • وفي أقوال أخرى لبعض الفقهاء أنه يجوز تصغير اسماء الله، فلا حرج في ذلك، لأن التصغير هنا للمسمى وليس لله سبحانه وتعالى.
  • فقد روى البخاري من حديث أَنَسٍ قَالَ: “قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ”, وَقَالَ “دُحَيْمٌ”: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: “قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِهِ أَبُوبَكْرٍ فَغَلَفَهَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ حَتَّى قَنَأَ لَوْنُهَ ” .
  • يكون جواز التصغير هنا إن كان صاحب الاسم موافقاً وغير متذمر من هذا التصغير، أما إن كان التصغير في الاسم بغرض التنابز بالألقاب فإنه لا يجوز التصغير هنا، لأنه أذى يضر بصاحب الاسم.

اختلاف الآراء بين الفقهاء يجعل من الأمور أقل تعقيداً، والواجب على المسلم أن يمتثل الى ما جاء به الله في كتابه الكريم، وما ورد في السنة النبوية الشريفة، وما اجمع عليه الفقهاء، والأولى أن يتحرى المسلم الأصح حتى لا يقع في الذنب، وفي موضوعنا الأولى أن يُنادي المرء بأسماء تليق بالمسلم، وقد وضحنا في مقالنا حكم تصغير اسماء الله.

Scroll to Top