حكم الحلف بغير الله، تكثر في مجتمعاتنا العربية في الوقت الحالي ظاهرة تسيء للدين الإسلامي، ألا وهي ظاهرة الحلف بغير الله، فترى البعض من الناس يحلف بالنبي والكعبة والشرف والآباء والأمانة وغير ذلك من الأمور، التي لا يمكن أن تصل لدرجة التعظيم بأن يتخذها الشخص كوسيلة للحلف، فما حكم الحلف بغير الله؟ وهل يجوز أن تصدر مثل هذه الأفعال من المسلمين؟
حكم الحلف بغير الله
الحلف يعني القسم بشيء عظيم لتأكيد الإخبار بوقوع الشيء من عدمه، أو العزم على ترك الشيء أو فعله، ومن أوجه الحلفان المشروع عند المسلمين الحلف بالله فقط، فما حكم الحلف بغير الله؟
- الحلف بغير الله لا يجوز شرعاً، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله
- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلاَ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلاَ يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ: لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ”. رواه البخاري.
- الحلف بغير الله يدخل تحت الشرك الأصغر.
- أما إن كان الغرض من الحلف بغير الله تعظيم المحلوف به كتعظيم الله، أي أن يضع الشخص الشيء الذي حلف به في نفس المنزلة لله، فان هذا الحلف يصبح شركاً أكبر.
- إن أخطأ المسلم وحلف بغير الله بدون قصد أو زلة لسان، فعليه أن يرتد عن ذلك ويقول: “لا اله الا الله” فهو كفارة للقسم، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال في حلفه: واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله”.
أدلة من السنة النبوية عن حكم الحلف بغير الله
كما أسلفنا أنه لا يجوز الحلف بغير الله وهو بإجماع أهل العلم، وذلك لأن الحلف يوجب تعظيم المحلوف به والتعظيم لا يكون إلا لله عز وجل ولا يجوز حتي الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، وهنالك من الأدلة التي تبرهن حكم الحلف بغير الله، نذكر منها ما يلي:
- عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت”.
- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: “من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك”.
- عن سعد بن أبي وقاص أنه حلف باللات والعزى، فسأل النبي ﷺ عن ذلك فقال: “قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وانفث عن يسارك ثلاثًا، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد”.
- عن أبي هريرة-رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل: “لا إله إلا الله”.
- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا من كان حالفاً فلا يحلف إلاّ بالله، فكانت قريش تحلف بآبائها فقال: لا تحلفوا بآبائكم”.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يحلِفُ بأبيه، فقال: “لا تحلِفوا بآبائِكُم، مَن حلفَ باللَّهِ فليصدُقْ، ومَن حُلِفَ لَه باللَّهِ فليرضَ، ومَن لم يرضَ باللَّهِ فليسَ منَ الله”.
- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالْأَمانة”.
- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون”.
النبي صلى الله عليه وسلم علم المسلمين كل ما يخص دينهم، وبين لهم أمور التوحيد، ووضح لهم الشرك الأصغر والأكبر في التوحيد، ليتجنبوا كل ما يوصلهم للشرك، ومن أبرز هذه الأمور الحلف بغير الله ونهيه عن فعل ذلك، وفي مقالنا تطرقنا الى حكم الحلف بغير الله والأدلة من السنة النبوية على ذلك.