حكم تحليل الدم في نهار رمضان، شهر رمضان هو شهر تتجلى فيه معاني الرحمة الإلهية، وفيه تفتح أبواب الرحمات، وفيه تغفر الذنوب والخطايا، وتعتق الرقاب من النار، وفيه تفتح أبواب الجنان، وتوصد أبواب جهنم، وفيه تصفد الشياطين، وعلى المؤمن أن يغتنم هذا الشهر بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالي.
حكم تحليل الدم في نهار رمضان
في بعض الأحيان يعاني الصائم من أمراض يضطر من خلالها الذهاب الى الطبيب واجراء بعض الفحوصات لتشخيص الحالة، ومن ضمن الفحوصات تحليل الدم، فما حكم تحليل الدم في نهار رمضان؟ وهل تفسد الصوم؟
- تحليل الدم عبارة عن سحب عينة من الدم من وريد المريض بابرة خاصة، لتحليل الدم وتشخيص الحالة المرضية.
- أجمع فقهاء الدين على أن سحب عينة من الدم في نهار رمضان لإجراء تحليل الدم لا يفسد الصيام وبذلك لا يفطر الصائم ولا حرج في ذلك، فالضرورة المرضية تبيح للصائم فعل ذلك.
- فكمية الدم المسحوبة من الصائم قليلة ولا تستدعي الافطار، فلن تؤثر سلباً على صحة الصائم.
- ولا يمكن قياس سحب الدم للتحليل بالحجامة التي أفتى بها بعض الفقهاء أنها تفسد الصيام، فكمية الدم الخارجة من الجسم من الحجامة تكون كبيرة من شأنها أن تؤثر على الصائم وتُفسد صيامه.
- وفي بعض الأقوال أنه لا يجوز التبرع بالدم بكميات كبيرة في نهار رمضان خوفاً على صحة الصائم، وإن اضطر الصائم لذلك بسبب حالة مرضية عاجلة فيجوز له الإفطار إن شعر بالتعب، وعليه قضاء اليوم.
حكم تحليل السكر في نهار رمضان
يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض انتشاراً بين الناس في وقتنا هذا، ويلزم المريض المحافظة على صحته ابتباع نظام صحي للمحافظة على نسبة السكر في الدم، ويجب على المريض من فترة الى أخرى القيام بتحليل دم لمعرفة نسبة السكر في الدم، ولكن في رمضان ما حكم تحليل السكر في نهار رمضان؟
- تحدث علماء الفقه الإسلامي بإسهاب في مسألة تحليل الدم لعدة أغراض ومنها مسالة تحليل الدم لفحص السكر، وقال الفقهاء بأن تحليل السكر في نهار رمضان لا يفطر ولا حرج في ذلك والله أعلم، وذلك لأن كمية الدم التي تُؤخذ من الصائم للفحص قليلة ولا تؤثر عليه.
- وأوضح الأطباء أن تحليل السكر يلزم من المريض الصوم من 8-12 ساعة ليكون التحليل سليماً، وعليه فإن الصائم ينظم وقته بما يناسب موعد الفحص، وجدير بالذكر أن الصوم يحافظ على توازن الجسم وينظم نسبة السكر في الدم.
حكم الحجامة في نهار رمضان
تصنف الحجامة على أنها علاج طبيعي يقوم به بعض الأشخاص المتمرسين وليس شرط أن يكون طبيباً، ويمكن تعريف الحجامة على أنها سحب كمية من دم الشخص من عدة مواضع في الجسم، والتي تعمل على إعادة تدفق الدم في الجسم بالصورة الطبيعية وسحب الألم.، ولكن السؤال ما حكم الحجامة في نهار رمضان؟ فقد اختلف الفقهاء في حكم الحجامة في نهار رمضان، وكان هناك رأيان في هذه المسألة:
*الرأي الأول: يرى فقهاء المذهب المالكي والحنفي والشافعي أن الحجامة لا تفسد الصوم، وذلك استناداً الى عدد من الأدلة من السنة النبوية الشريفة منها:
- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه سُئِل: “هل كُنتُم تَكرهونَ الحِجامةَ؟ فقال: لا، إلَّا مِن أجلِ الضَّعفِ”.
- عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما “عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه احتجَمَ وهو صائِمٌ”.
- عن بعضِ أصحابِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن المُواصَلةِ والحِجامةِ للصَّائِمِ، ولم يُحَرِّمْهما؛ إبقاءً على أصحابِه”.
*الرأي الثاني: يرى فقهاء الحنابلة، والشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والإمام ابن تيمية أن الحجامة تفسد الصيام ويكون بذلك الصائم مفطراً وعليه القضاء، وذلك لأن الحجامة تؤثر على الصائم بالإرهاق والتعب ويحتاج الصائم بعد الحجامة للمشروبات الكثيرة والتغذية لتعويض الدم المفقود، اضافة الى الدليل التالي من السنة:
- عن شدَّادِ بنِ أوسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “أفطَرَ الحاجِمُ والمَحجومُ”.
الصوم إمساك عن المأكل والمشرب وكافة المحرمات التي تُغضب الله تعالى، وفي الصوم صحة للصائم إن أحسن السحور والفطور، وفي مقالنا تحدثنا عن حكم تحليل الدم في نهار رمضان، وكذلك حكم الحجامة في نهار رمضان.