حكم اخراج زكاة الفطر نقدا، زكاة الفطر تلك العبادة التي يتميز بها شهر رمضان، فيجب على كل مسلم إخراجها، فهي تحفظ الإنسان من الوقوع في الشرور وترعاه، ففرضها الله في شهر رمضان العظيم ليستشعر الناس عظم هذا الركن، فبأداؤه تغتفر الذنوب، ويصلح الله الأحوال، فلا يجوز التهاون في أداءها، أو البخل عن إخراجها، فالله ليس بحاجة الى أموالنا، لكن الفقير بحاجة إليها ليستطيع من خلالها تلبية أساسيات حياته.
اخراج زكاة الفطر مالا
يحتاج الفقير الى الكثير من الاحتياجات التي تساعده في تلبية احتياجات حياته، وعندما يحين موعد اخراج الزكاة نجد كثير من الفقراء المتعففين اللذين لا نعرف ما هي احتياجاتهم التي تعينهم، فيقوم الشخص بالعمل على اخراج زكاة الفطر نقدا، ليعطي الحرية الفقير ليشتري ما يشاء من متطلباته، وقد اختلف العلماء في جواز هذا الأمر من عدمه، فنجد الاختلاف كالتالي:
- مذهب الإمام الشافعي ومذهب الإمام مالك ومذهب الحنابلة أشاروا إلى انه لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا، ويجب إخراجها من المواد الغذائية المتوفرة في تلك المنطقة، استنادا إلى قول ابن عمر رضي الله عنهما قال: ”فرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحُرّ والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين” رواه البخاري ومسلم.
- مذهب الإمام أبو حنيفة فإنه أجاز اخراج زكاة الفطر نقدا، وذلك لينتفع الفقير بها، فأحيانا بعض المواد الغذائية يكون الفقير ليس بحاجة إليها، وبذلك لا يكون قد انتفع من الزكاة، فيجد الفقير اعطاؤه المال هو الأفضل بالنسبة له.
- يجب على المقيم خارج بلاده أن يقوم بجعل أحد من بلده لأداء زكاة الفطر عنه، ولكن الأفضل أن يخرج الزكاة في البلد الذي يقيم به.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر ملابس
يحتاج الفقير الى احتياجات كثيرة ومن ضمنها الثياب، فهل شرع الإسلام لميسوري الحال امكانية اخراج زكاة الفطر من الملابس، اتفق العلماء على تلك المسألة بأنه لا يجوز ذلك، فالأولى للفقير توفير المأكل والمشرب له كالقمح والشعير وما يشابهه، وأيضا أجاز البعض امكانية استبدال قيمة المواد الغذائية بالمال، وذلك أكثر نفعا للفقير، ويمنعه بالتالي من سؤال الناس، ولتوضيح ذلك الحكم فإنه:
- لا يجوز إعطاء قيمة زكاة الفطر ملابس او مايشابهها من كماليات الحياة.
- اذا أراد أحد إعطاء الفقير ملابس وذلك لإدخال الفرحة على بيت الفقير في العيد، فلا حرج في ذلك، ولكن تلك الملابس لا يمكن اعتبارها زكاة الفطر، لذا وجب عليه اخراج زكاة الفطر نقدا أو مواد غذائية.
لمن تعطى زكاة الفطر
أوضح القرآن الكريم مختلف الأحكام التي قد يختلف فيها المسلمون، لمنعهم بذلك من الوقوع في الخلاف، تساءل المسلمون عن الجهات التي تستحق إعطاءها زكاة الفطر، ليأتي القرآن الكريم مبينا لتلك الأصناف من خلال قوله سبحانه وتعالى: -: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عليم حكيم)، ولتوضيح وشرح هذه الفئات، سنتناولها كما يلي:
- الفقراء، والفقير هو الشخص الذي يجد ما لا يكفيه من قوت يومه.
- المساكين، والمسكين هو الشخص الذي لا يستطيع الحصول على ما يكفيه من غذاء يحتاجه وعائلته.
- العاملون عليها، وهم الأشخاص الذين يعملون على جمع أموال الزكاة، وتقسيمها، وكتابة مصادرها، وهكذا.
- المؤلفة قلوبهم، وهم من يعطون من أموال الزكاة ترغيبا لهم بالإسلام.
- الغارمون، وهم الأشخاص الذين يحملون عبء ديون عليهم، فيجوز سداد ديونهم من أموال الزكاة.
- في سبيل الله، وهم المجاهدين، فيجوز اعطاؤهم من زكاة المال سواء لمساعدتهم في شراء احتياجاتهم او شراء أسلحة وما شابه.
- ابن السبيل، وهو الشخص الذي انقطعت به السبل، وهو ببلد غير بلده.
لقد حرص الاسلام على تمكين العلاقات بين الأشخاص داخل المجتمع الواحد، فنجد ذلك جليا خلال شهر الرحمات شهر رمضان المبارك، فخلاله تنتشر الأعمال الصالحة، ويسعى المؤمن بجد لأظهار المودة لغيره، ومساعدة من يحتاج، فنجد الغني قد تواضع، والفقير قد تعفف، لذلك تسود خلال هذا الشهر أجواء المحبة والألفة، لان الغني يعطي الفقير ماتيسر، فيتساءل الناس عن حكم اخراج زكاة المال نقدا.