صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان، الحديث هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وهو كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو عمل أو سيرة أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية منذ البعثة حتى مماته، وذلك لأن الحديث الشريف والسنة النبوية هما المفصلان لما جاء في القرآن الكريم من أحكام وتشريع، وقد كان هناك رواة للحديث موثوق بهم من المؤمنين، ولكن هنالك بعض الأحاديث صحيحة وبعضها ضعيف والبعض الآخر موضوع، وفي مقالنا سنتعرف على صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان.
حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجه.
- المشاحن: هو المخاصم لأخيه المسلم.
صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” رواه ابن ماجه.
- الصحيح أن حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان ضعيف وإسناده مضطرب غير ثابت، وكان قد روى هذا الحديث أبو موسى الأشعري المصدر صحيح ابن ماجة وقد صححه الألباني.
- فهنالك بعض من الناس يحتفل بليلة النصف من شعبان كل عام بعدة مظاهر كالصوم والقيام وغيرها من الأمور، وبناءً عليه فإن كل ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أيضاً ضعيف ولا صحة له حيث لم تقم عليه حُجة.
- فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة أنهم كانوا يحتفلون بهذا اليوم أو يعظمونه، أو يخصونه بعمل من صيام نهاره أو قيام ليله.
- ويقال أن أول من بدأ بتعظيم ليلة النصف من شعبان والاحتفال بها هم أهل الشام، وقد أنكر عليهم هذا الفعل أهل الحجاز.
- وقد أجمع علماء الدين أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة، وهي ليلة كغيرها من الليالي، ولا يجو أن نخصها بقيام أو صيام أو أي من مظاهر الاحتفال.
الأحاديث الواردة عن ليلة النصف من شعبان
تعددت الأحاديث والآثار الواردة في ليلة النصف من شعبان، فما مدى صحتها عند جمهور أهل العلم؟
1_ فقد روى ابن ماجه والبيهقي في الشعب عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر”.
- قال أهل العلم أن هذا الحديث موضوع، حيث أن ابن أبي سبرة قد أسنده، وقيل عنه أنه كان يضع الحديث، وقد ضعفه الألباني، والبوصيري، وابن رجب.
2_ وروى ابن جرير عن عثمان بن محمد بن المغيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد اخرج اسمه في الموتى”.
- هذا حديث مرسل، وهو في منزلة الحديث الضعيف.
3_ روى الدينوري عن راشد بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة”.
- وهو أيضاً حديث مرسل، ويصنف مع الحديث الضعيف.
ينزل الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كل ليلة، وينادي هل من داع فأستجيب له، فنزول الله إلى السماء الدنيا ليس مقتصر على ليلة النصف من شعبان، وعلى المسلم أن يؤدي كافة العبادات خالصة لله كل وقت وحين ولا يخصها بوقت معين، وفي مقالنا تعرفنا على صحة حديث يطلع الله ليلة النصف من شعبان.