حكم الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، يعد الدعاء عبادة من العبادات التي يحبها الله، حيث يحب الله سماع صوت العبد وهو يتوجه له من خلال الدعاء، وهذا لأن في الدعاء استشعار قرب الله واستجابته، حيث قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، كما أن الدعاء هو العبادة الأفضل التي يكون فيها استدعاء للعون من الله كما فيها بيان لافتقار العبد إلى الله، حيث يتبرأ المسلم من كل حوله وقوته ويتوجه إلى الله عز وجل ويطلب من كرمه ومغفرته وعفوه ورحمته، ويعتبر الدعاء أيضاً مظهراً من مظاهر الايمان لأن الأثر الذي يتركه الدعاء في نفس المسلم تجعل الإيمان في قلبه يكبر، وبالتالي نتبين حكم الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.
ما حكم الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
تدفقت الكثير من الفضائل الخاصة بالدعاء حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، وهذه الفضائل مختلف فيها بين أهل العلم والفقهاء، حيث قال بعضهم أن من دعا بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله بعد التشهد الأخير في الصلاة سيتيسر له كل عسير، كما قبل بأن هذا الدعاء يمنح الإنسان المسلم فرجاً في الرزق وسعة في حياته ولكن ما اجمع عليه الكثير من الفقهاء واهل العلم أن الآية التي ورد فيها هذا الدعاء لم تكن من الآيات التي يتحدث فيها المسلمون بل كانت هذه الآية في طائفة من المنافقين حيث قال تعالى: “وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ”، وهذه الآية الحديث فيها ليس دعاءً بل كان فيها اخبار عن المنافقين الذين كانت الدنيا همهم وكانوا يرضون إذا منحوا شيئاً منها، وكانوا يسخطون إذا لم يعطوا شيئاً منها.
هل يجوز الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله
هناك الكثير من الانتقادات التي وجهها اهل العلم والفقهاء فيما يتعلق بالدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله، وهذا لأن البعض منهم قال بأنها جزء من القرآن الكريم ويحق للمسلمين الدعاء به في حين أن الغالبية أكدوا بأن هذه الآية ليست من الدعاء، كما قال الكثير من المفسرين بأن هذه الآية لا تمثل التوكل على الله، حيث يقول الإنسان حينما يتوكل على الله حسبنا الله، اما القول بأن الله ورسوله سيؤتيهم من فضله ليس دعاء، ولكن هذا الأمر فيه اخبار لما يأمله المنافقين ويريدون الحصول عليه في المستقبل، وهذا يعني أن الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله لا يجوز.
حكم الدعاء بحسبنا الله سيؤتينا الله من فضله غير جائز وهذا تبعاً لكونه لا يُمثل دعاءً ولا يكون فيه توكل على الله، إنما جاءت هذه الآية لتخبر عن أحوال المنافقين وما كانوا يقومون به ولا تعد من الأدعية التي يجب على المسلمين المضي على نهجها أو الامتثال لها لكونها تسرد قصة المنافقين وسعيهم الحثيث وراء الدنيا.