اهمية القراءة الحرة والكتب الثقافية في بناء شخصيتنا، القراءة هي البوابة التي ينطلق منها الفرد إلى عالم العلم والمعرفة، فالقراءة هي المصدر الذي يكتسب منه الإنسان الكثير من المعارف ويتعرف على الثقافات المختلفة، فقراءة الكتب الثقافية تزيد من خبرات الفرد وتوسع مداركه، فالكتاب الواحد يمنح الإنسان خبرات متعددة بدون تعب ولا جهد، اضافة الى أن القراءة تجمع بين المعرفة والمتعة في نفس الوقت، وفي مقالنا سنتعرف على أهمية القراءة الحرة والكتب الثقافية في بناء شخصيتنا.
القراءة في حياتنا
القراءة هي السلاح الذي يواجه به الإنسان الجهل، وينتقل به من الظلام الى النور، فهي الوسيلة التي تُمكن الإنسان من مواجهة التحديات المختلفة التي تطرأ على المجتمعات، فالقراءة هي النافذة التي تطل على العالم الخارجي، وتفتح للإنسان آفاق واسعة في المعارف والعلوم المتطورة يوماً بعد يوم، ولكن كيف يمكن لنا أن نعتاد على القراءة، هنا نقدم بعض النصائح الهامة للاعتياد على القراءة:
- يجب البدء مع الطفل منذ الصغر، وذلك بالتوجيه والإرشاد على أهمية القراءة والمتعة والمعرفة المكتسبة منها.
- أن يكون الإنسان قدوة لغيره بأن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم، ويكون الزوج قدوة لزوجته، ويكون الأخ قدوة لأخيه، والمعلم في المدرسة يكون قدوة لتلاميذه وهكذا.
- التركيز في المدرسة على أهمية القراءة في حياة الفرد وتطور المجتمع، فمثلاً بالامكان تخصيص حصة لزيارة المكتبة المدرسية وقراءة كتاب في أي من المجالات المختلفة، ومناقشته مع المعلم.
- انشاء المكتبات العامة في كل حي من أحياء المدينة، ليتمكن الصغار والكبار من ارتيادها وقراءة الكتب وزيادة المعرفة.
- تحفيز الأفراد على القراءة وأهميتها في البيت أو المسجد أو المدرسة.
- يبدأ الشخص بقراءة الكتب السهلة ذات المجال المحبب اليه.
- تحديد ساعات يومية للقراءة والتقيد بها.
- عمل زاوية في المنزل مخصصة للقراءة، تكون ذات اضاءة مريحة وجيدة التهوية، مع ضرورة تجهيز أقلامك وأوراقك التي من الممكن أن تحتاجها في التلخيص أو تدوين الملاحظات.
اهمية القراءة الحرة والكتب الثقافية في بناء شخصيتنا
القراءة الحرة وقراءة الكتب الثقافية هي وسيلة للمعرفة يتخذها الفرد بقرار شخصي بدون ضغوطات خارجية، فهي نابعة من محبة الفرد لمجال معين ليزيد به قدراته العقلية والثقافية، والتي تضفي على شخصيته الكثير، فتكمن أهمية القراءة الحرة والكتب الثقافية في التالي:
- للقراءة الحرة دور كبير في بناء شخصية الإنسان، فهي التي تجعل منه انسان عاقل ومفكر يستطيع مجالسة المفكرين والحكماء، ومناقشتهم في كثير من المجالات المختلفة بأسلوب علمي راقي.
- هي المصدر الرئيسي للتعلم واكتساب المعرفة والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، ومواكبة التطورات الحاصلة في العالم الخارجي.
- القراءة تعمل على اكتساب المعارف المتنوعة، اضافة الى منح الفرد القدرة على تحليل الأمور والربط بينها، فمن خلال قراءة الكتب باستمرار يصبح لدى الفرد القدرة على الفهم بصورة أسرع، والقدرة على المناقشة والمحاورة في عدد من المواضيع المتاحة، مما تُكسب الانسان شخصية قوية متطورة من عدة جوانب.
- القراءة الحرة السبب الأساسي في النمو والارتقاء اللغوي للفرد، ومصدر رئيسي في بناء شخصيته وتقويتها، والقدرة على مواجهة الصعوبات التي تواجهه في الحياة، والقدرة على حل المشكلات بحكمة وأسلوب علمي.
- قراءة الكتب الثقافية المتنوعة تعمل على توسيع مدارك الفرد، فعندما يقرأ الإنسان في كتب الأدب والدين والتفسير والعلوم الحياتية المختلفة، فهو بذلك يزيد من قاموس معرفته العلمي والديني والثقافي، فيصبح انسان مثقف وذو شخصية قادرة على فهم ما يدور حولها في العالم بسهولة، ومناقشة العديد من المواضيع في المجالس المختلفة.
- القراءة تساهم في تطوير التفكير الإبداعي للفرد، فتجعل منه إنسان مبتكر ومبدع في العديد من المجالات، وتسمح له بتوسيع مساحة الخيال والابداع لديه.
- القراءة الحرة والكتب الثقافية تعمل على تطوير عدة أمور عند الفرد، والتي تنشأ من ملاحظة الأمور والعمل على إستكشافها والبحث عنها ومحاولة تطويرها إلى ما هو أفضل.
- في مجال التعليم، تعمل القراءة الحرة من خلال مكتبة المدرسة على توثيق العلاقة بين الطالب والكتاب، وتزيد محبته وقابليته على القراءة وتوسيع القاموس اللغوي الى جانب اكتساب كنز معرفي من الجمل والعبارات والكلمات المختلفة، التي يستطيع توظيفها في الحياة العامة.
أهمية القراءة وأثرها على الفرد والمجتمع
القراءة هي وسيلة الاتصال بين الماضي والحاضر، فمن خلال القراءة والمطالعة يستطيع الإنسان معرفة الحضارات القديمة، وأهم ما كان يميزها وأسباب تطورها ورقيها، وكذلك يستطيع مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في العالم، ويمكن القول أن القراءة هي أداة تطور الفرد ورقي المجتمع، فللقراءة أثر عظيم على الفرد والمجتمع يتمثل في التالي:
- القراءة لها أثر كبير في بناء المجتمعات ورقيها، فالشعوب التي تهتم بالقراءة والعلم تستطيع أن تواكب التطورات العلمية والتكنولوجية بعقول أبنائها المتعلمة والمثقفة.
- القراءة عنوان الشعوب وسر تقدمها، فالشعوب التي تهتم بأبنائها منذ الصغر وتحفيزهم على القراءة ومطالعة الكتب الثقافية والعلمية المختلفة، تساهم في بناء شخصيتهم وتقويها، والتي بدورها تضمن تقدمها ورقيها.
- القراءة تساهم في زيادة الحصيلة المعرفية للأفراد التي بدورها تعمل على زيادة إنتاج المجتمع في عدة مجالات، من خلال إبداع وابتكار أفراده المثقفين، فيصبح المجتمع قوي ومتطور.
- القراءة تعمل على بناء جيل واعي ومثقف، يستطيع رفض كل ما يضر المجتمع من الجهل والانحلال الأخلاقي والثقافي، والاحتفاظ بالعادات والتقاليد الجيدة.
- التراجع الكبير في القراءة في المجتمعات العربية، قلة الاهتمام والتشجيع على القراءة، كل هذه الأمور جعلت من المجتمعات العربية، مجتمعات خاملة ومتأخرة في الكثير من المجالات المعرفية والعلمية.
- أما المجتمعات الغربية فتشهد تقدماً كبيراً في العديد من المجالات المختلفة، نظراً لاهتمامها في القراءة والتحفيز عليها، من خلال إنشاء العديد من المكتبات العامة، والتشديد على أهمية العلم والتعلم والحصيلة المعرفية في تقدم الشعوب ورقيها.
للقراءة أثر عظيم على نمو شخصية الفرد، وتقدم المجتمع، فالمجتمعات المتحضرة تهتم بصورة كبيرة في القراءة وتحفيز الأفراد على ممارستها، نظراً لأهميتها في بناء شخصية الأفراد وتحفيز روح الابتكار والإبداع التي تساهم في تطور المجتمعات ورقيها، وفي مقالنا تطرقنا إلى أهمية القراءة في بناء شخصيتنا، وأثرها في الفرد والمجتمع.