قد نحتاج لمقالات عدة لكي نستعرض ابرز انجازات المملكة العربية السعودية في مواجهة جائحة كورونا، حيث أن المملكة لعبت دوراً مركزياً في مكافحة كورونا ليس على مستوى المملكة فقط وإنما على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط ككل بل والعالم، فالمكانة الدينية التي تتمتع بها المملكة وكذلك الاقتصادية ورئاستها لمجموعة العشرين كانت الدافع الذي جعل المملكة ممثلة بقيادتها تتحمل مسؤوليتها تجاه العالم، وهو ما حدث بالفعل وأثبت أن المملكة جديرة بمكانتها.
دورة المملكة في مكافحة كورونا
أشارت التقارير الواردة من جهات رسمية ومنظمات أهلية ومجتمعية أن المملكة العربية السعودية أدارت أزمة كورونا بنجاعة واقتدار، حيث أن الدولة التي كانت تستقبل كل عام ملايين من الحجاج والمعتمرين وآخرين مثلهم من المستثمرين والعاملين في المجالات الاقتصادية المختلفة وعلى رأسها النفط اتخذت قراراً جريئاً بتعليق مواسم الحجم والعمرة وتقنين السفر إلا للضرورة القصوى وفي كلا الاتجاهين من وإلى المملكة، حيث أثر هذا القرار بالإيجاب ورجح كفة المملكة على الفيروس المستجد، بل أنه حد من انتشاره وكان طوق النجاة لمواطني ورواد المملكة.
السعودية تمد يد العون لدول العالم
لم تكتفي المملكة بحماية أراضيها ومواطنيها فقط من أزمة كورونا، حيث أنها سخرت كل طاقاتها وإمكاناتها المتاحة لمكافحة كورونا لخدمة العالمين العربي والإسلامي وكذلك بعض الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية، بل وتجاوز الأمر ذلك حيث أدت المملكة دورها على أكل وجه تجاه العالم، حيث أن المملكة اتخذت عدة خطوات جوهرية ساعدت الدول والمنظمات العالمية على مكافحة كورونا وهو ما أثبت الدور القيادي الذي تلعبه المملكة في المحافل والأزمات العالمية على حد سواء.
السعودية ومنظمة الصحة العالمية كورونا
شهد العالم تظافر لكافة الجهود وتسخير كافة الموارد من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، حيث استثمرت السعودية مكانتها كرئيس لمنظمة العشرين في جمع ما يقارب 8 مليارات يورو التي كانت منظمة الصحة العالمية بحاجة لها لمواجهة الأزمة، حيث أن السعودية لعبت دوراً رئيس في توفير المبلغ وبزمن قياسي، واستغلت المملكة مواردها الكبرى وقدمت حصتها كما استغلت أيضاً علاقاتها الواسعة في المساعدة في جمع المبلغ في زمن قياسي، وهو ما ساعد منظمة الصحة العالمية على الانتقال من مرحلة تلقي ضربات الفيروس إلى مرحلة المواجهة المباشرة.
المملكة لا تنسى فلسطين
أقدمت المملكة العربية السعودية وصفها المحللون والخبراء على أنها طبيعية من المملكة وقيادتها، حيث بادرت المملكة بمد يد العون للشعب الفلسطيني كما جرت العادة بمبلغ وقدره 2 مليون يورو، حيث أرسلت المملكة المساعدة المالية بشكل عاجل لحساب السلطة الوطنية الفلسطينية بغية مواجهة الأزمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم تمنع شدة أزمة كورونا وصعوبة مكافحته المملكة من التفكير في القضية الفلسطينية ومحاولة التخفيف الدائمة من معاناة الشعب الفلسطيني، وهو ما تؤكده دوماً المواقف التي تتخذها المملكة لصالح فلسطين وقضيتها.
السعودية تساعد الشرق والغرب
لم يتفاجأ المتابعون لأزمة كورونا والمراقبين لسبل مكافحة هذا الوباء العالمي من الدور البارز والكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية في مكافحة الأزمة التي شلت العالم تقريباً، حيث أن المملكة باشرت في إرسال مساعدات طبية عاجلة وأقنعة لدوّل عظمة كالولايات المتحدة الأمريكية والصين، ولم تكن المساعدات عبارة عن معدات رمزية فقط، لا بل أنها كانت بكميات كبيرة جداً، حيث أرسلت المملكة حوالي ثلاثين ألف قناع لولاية هيوستن الأمريكية، ومعدات وأجهزة طبية وأجهزة غسيل كلى لجمهورية الصين الشعبية.
نجاح المملكة في حماية الاقتصاد السعودي
قدمت المملكة نموذجاً شاملاً للطريقة المثلى التي يجب أن تدار بها الأزمات، فالمملكة معتادة على العمل تحت الضغط، وكيف لا وهي التي تستقبل كل عام الملايين من حجيج بيت الله، وقامت المملكة على إثر الإغلاقات التي طالت كافة القطاعات التعليمية والعملية وكافة أرجاء المملكة بوضع خطة عاجلة لمكافحة كورونا والتوابع الاقتصادية التي ضربت العالم بشكل عام والسعودية بشكل خاص نتيجة للإجراءات المشددة التي اتخذتها الحكومات السعودية ومن بينها حكومة المملكة لمواجهة الأزمة، وشرعت المملكة بتطبيق الخطط المالية التي ساعدت على تجاوز المواطنين السعوديين الأزمة بسرعة كبيرة.
كورونا قرارات حكيمة وخطط سليمة
أثبتت سرعة استجابة المملكة لأزمة كورونا قدرة السعودية الكبيرة على التعامل مع أحلك الظروف وفي أسوأ الأحوال، حيث أن السعودية باشرت باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة التي تحمي حياة المواطنين والقاطنين المغتربين فيها، وكذلك وضعت الخطط واتخذت الإجراءات اللازمة لضمان حفظ استثمارات المواطنين الشخصية والعامة وحتى الخارجية، حيث أن المملكة قدمت حزمة من التسهيلات المالية والضريبية التي شملت كافة شرائح المجتمع السعودي وحتى الأجانب الذين يعيشون ويعملون على أرض المملكة.
مكافحة المتحورات وحماية الاقتصادات
نجحت المملكة في تقديم نموذج يحتذى به لكافة الدول العربية والإسلامية وحتى على مستوى العالم، حيث أن النجاعة التي أدارت بها المملكة الجائحة المفترسة جعلت العديد من الدول تستقي التجربة السعودية وتتخذها نهجاً معتمداً للتعامل مع التحديات الصحية والاقتصادية التي تواجه العالم، حيث قامت عدة دول ومنظمات بدراسة الطريقة التي أدارت بها المملكة أزمة كورونا، وكيف أن تلك الأزمة الصعبة لم تؤثر على الاقتصاد السعودي بشكل كبير كما فعلت بباقي اقتصادات العالم، بل أن السعودية قدمت درساً عظيماً لكل الدوّل الأخرى بعد نجاحها في التعامل مع توابع ومتحورات كورونا، وهو ما تستمر السعودية بالنجاح فيه إلى اليوم.
دور مواطني السعودية في مواجهة جائحة كورونا
لا يستطيع أحد انكار الدور البارز الذي قامت به المملكة في سبيل مكافحة الأزمة الصحية العالمية سواء على مستوى المملكة أو المستوى العالم، ولكن أيضاً لا أحد يستطيع انكار دور مواطني المملكة العظيم في تخطي تلك الأزمة بنسبة كبيرة، فوعي المواطن السعودي وامتثاله لقرارات الوزارات المعنية وثقته الكبيرة في قيادته وأنها سوف تأخذ بيده إلى بر الأمان ساهم بشكل مباشر في تجاوز المملكة للأزمة العنيفة، حيث أظهر مواطني المملكة مرونة كبرى في الامتثال والتجاوب مع القرارات الوزارية المختلفة وساهموا بشكل مباشر في تخطي الجائحة وما تلاها من تبعات.
يعتبر النموذج السعودي في إدارة أزمة كورونا مدعاة فخر لمواطني المملكة وللعرب والمسلمين بشكل عام، حيث أن المملكة لم تغفل دورها الإقليمي والعالمي ولم تبخل بنقل تجربتها الداخلية إلى العالمية وهو ما دفعنا لنثني على ابرز انجازات المملكة العربية السعودية في مواجهة جائحة كورونا.