فضل الجلوس للاشراق، لصلاة الفجر سمة خاصة في الدين الإسلامي نظرًا لصعوبة وقتها والتي تأتي بعد منتصف الليل خلال فترة النوم العميق للإنسان مما يجعلها من أكثر الصلوات أجرًا وثوابا كما ورد أنها تعد من أثقل الصلوات على المنافقين الكسالى في أداء الصلاة بوقتها فنجد أن ركعتا الفجر الواجبتين على المسلم الملتزم يجتهد في قيامها ويجلس بعد أداءها في المنزل أو في المسجد حتى الإشراق لما في ذلك أجر عظيم كبير عند الله عز وجل ومن خلال تلك المقال سوف نوضح فضل الجلوس للإشراق.
فضل الجلوس للاشراق
قد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية التي توضح فضل التعبد والجلوس بعد أداء صلاة الفجر للإشراق ومن تلك الأحاديث: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ) [صحيح] وتلك العلامتين قد أوضحهما ابن باز وابن عثيمين أن معنى الحديث يوضح أنه من ظل جالسًا في مصلاه بعد أن قام بأداء صلاة الفجر سواء كان للرجال في المسجد أو في المنزل للنساء لفضل ذلك الوقت في ذكر الله عز وجل والصلاة على النبي والدعاء والتسبيح والاستغفار لوجه الله أو لقراءة القرآن الكريم حتى تشرق الشمس وترتفع قيد رمح، أي بعد أن تشرق بربع ساعة تقريبًا، بعد ذلك يصلي ركعتي السنة للضحى أو كما تعرف بسنة الإشراق بذلك يكون قد كتب له أجر حجة وعمرة تمامًا.
صلاة ركعتين بعد الشروق
وأداء تلك السنة تعد فضل من الله عز وجل يمنحه لمن يشاء لما فيها من فضل عظيم في تلك الوقت فقد ترتفع فيه الدرجات لله عز وجل، والغرض من تلك الحديث تشجيع المسلم لبذل أكبر وقت ممكن في ذكر الله والتقرب له والدعاء والاستغفار لوجه الكريم خاصة وقت ما بعد صلاة الفجر إلى موعد صلاة الضحى.
فضل الجلوس بعد صلاة الفجر للنساء
ومن المؤكد أن الثواب والأجر يكون للرجل وأيضًا للمرأة ولا يتوجب صحة بعض آراء العلماء أن أجر المرأة يوافي نصف أجر الرجل بشأن ذلك حيث إنها تصلي في المنزل ولكنها تمنح نفس الأجر والثواب فلا يفرق الدين الإسلامي بين رجل وامرأة في الثواب والأجر، ولا يوجد ما يمنع أن يتحدث المسلم مع أخيه في المسجد أثناء تلك الفترة إلا إذا دعت الحاجة الضرورية لذلك وللمرأة لا تتحدث مع أحد من أهل المنزل سوى في الضرورة فلا فيها حرج بأن تواصل ذكرها بالله تعالى راغبة الثواب والأجر والطاعة والتقرب من الله عز وجل.
ما صحة حديث من صلى الفجر جماعة ثم جلس
يستحب أن يمكث الرجل في المسجد بعد تأدية فريضة صلاة الفجر حتى تطلع الشمس لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان عندما يصلي الفجر يظل جالسًا في مصلاه لحين طلوع الشمس.
وقد روى مسلم عن سماك بن حزب قال: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . كَثِيرًا كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوْ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ قَامَ وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ .
كما قد روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي.
الذكر بعد صلاة الفجر حتى الشروق
لا يجوز قراءة القرآن جماعة بصوت واحد فذلك ليس مشروعًا فلا يوجد في السنة ما يؤكد على ذلك ولو كان الصوت مرتفعًا فيمنع تركيز الجالسين الذاكرين لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ ).