هل التنمر من الكبائر

هل التنمر من الكبائر، انتشر في المجتمعات الكثير من الظواهر السلبية في الآونة الأخيرة، فل يعد أحد يبالي بمدى الضرر الذي يمكن أن يسببه قوله أو فعله والذي يمكن أن يلحق بشخص آخر ليس له ذنب سوى معرفته بهذا الشخص غير السوي نفسيًا، أصبحنا نعيش ونحن نتوقع الضرر والألم من كثير من الأشخاص ممن حولنا ونتحدث مع من يقف بجوارنا ونحن نتوقع أنه يخبأه خلفه الأذى الذي يحلق بنا، وهكذا أصبحت حياتنا في غير مأمن حتى من أقرب الأشخاص ليظهر مصطلح جديد أمامنا يدعى التنمر والذي أصبح حديث الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولكن هل هذا التنمر أمر مستحدث و هل التنمر من الكبائر في الإسلام؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

ما هو التنمر؟

ما هو التنمر؟
ما هو التنمر؟

التنمر هو أي قول أو فعل يمكن أن يسبب الضرر للغير سواء كان هذا الضرر ماديًا أو معنويًا، ويحدث هذا التنمر بسبب وجود فروق فردية بين الأشخاص سواء في القوة البدنية أو في السلطة مما ينتج عنها الكثير من أشكال التنمر مثل الاساءات اللفظية أو العنف الجسدي أو التمييز العنصري أو الديني ويصل الأمر إلى التحرش الجنسي، وفي الآونة الأخيرة انتشر التنمر الإلكتروني وذلك بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. وتنتشر ظاهرة التنمر بين جميع الفئات العمرية ولكنها تكثر بين الأطفال والمراهقين بسبب غياب الوعي لديهم وميلهم للشهرة والسيطرة.

هل التنمر من الكبائر

هل التنمر من الكبائر
هل التنمر من الكبائر

يتساءل الكثير حول مدى حرمانية التنمر وما إذا كان من الكبائر في الإسلام أم لا، ونقول أن أي فعل أو قول يتسبب في إيذاء المسلم نفسيًا أو جسديًا هو من أعظم الكبائر، واتفق جميع الفقاء على وجوب احترام آدمية الإنسان، وأشار أحد المسؤولين عن الفتوى أن هدك الكعبة المشرفة أهون عند الله من سفك دم مسلم. ونشير أن معدل التنمر قد ارتفع في الآونة الأخيرة بعد انتشار فيروس كوفيد 19 أو ما يعرف باسم فيروس كورونا المستجد، فأصبح التنمر يشمل المصابين بالفيروس وكذلك الأطباء والممرضين والمسعفين متناسين أن الإنسان لا يملك في نفسه شيء وأنه عرضة للإصابة بأي مرض في أي وقت ووقتها لن يجني سوى ثمار عمله، وفي هذا الصدرر قال الأستاذ مجدي عاشور أن هذا النوع من التنمر يعد من أكبر الكابئر ويستدعي التوبة إلى الله والرجوع إليه ندمًا وأسفًا على ما قدم بالإضافة إلى الإحسان إلى الآخرين

هل التنمر حرام

هل التنمر حرام
هل التنمر حرام

هناك الكثير من الآيات القرأنية والأحاديث الشريفة التي تتناول مسألة التنمر وتبين حرمانيتها، ومنها ما يلي:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” وهذه إشارة واضحة إلى اختصاص صفة الإسلام بالتسامح بين الناس وعدم إيذاء الآخرين
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس الشديد بالصرعة” وهذا يعني أن القوي ليس الذي يؤذي الآخرين أو يستخدم قوته في إلحاق الضرر بالغير
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “القوي من ملك  نفسه عند الغضب” وهذا الحديث يشير إلى أهمية ضبط النفس وعدم الانصياع وراء الغضب حيث يوضح أن القوي هو من يملك نفسه عندما يغضب
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” وهذه إشارة واضحة من رسول الله أننا جميعًا متساويين وأن ما يميزنا عن غيرنا هو التقوى فقط لا غير وليس العرق أو النسب أو السلطة
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه” أي تنتفي صفة الأيمان من الشخص الذي لا يأمنه جاره بسبب المشاكل التي يمكن أن يفعلها معه
  • قال عز وجل في كتابه الكريم ” إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ” وهذه الآية قيلت من الرجل لسيدنا موسى في إشارة أن من يستخدم قوته هو من يبطش ويطغي في الأرض
  • قال الله عز وجل في كتابه الكريم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون” وتختصر تلك الآية موضوع التنمر بجميع نواهيه حيث يأمرنا الله بعدم السخرية من الآخرية لأنهم ربما يكونوا في درجة أعلى منا وكذلك ينهانا عند استخدام الألقاب والألفاظ النابية مع الآخرين
  • قال الله عز وجل أيضًا ” وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا” ويأمرنا الله هنا في تلك الآية بالتواضع والتعامل بتسامح وطيبة لأننا مهما بلغنا فلن نستطيع الوصول إلى سر من أسرار هذا الكون
Scroll to Top