اين عاش الرسول طفولته وشبابه، النبي محمد بن عبدالله بن عبد المطلب خاتم النبيين والمرسلين، رسول جاء برسالة الاسلام حاملاً القرآن الكريم، لهداية الناس جميعاً لعبادة الله وحده لا شريك له، رسول طاهر القلب والوجدان، ولد يتيم الأب وعاش طفولة صعبة جعلت منه انسان ذو شخصية قوية صبورة حليمة، استطاع أن يواجه كفار قريش بكل ما أوتي من قوة، ليدافع عن الاسلام والمسلمين، فمن هو محمد بن عبدالله وأين عاش طفولته وشبابه، وكيف أثر ذلك على حياته؟ هذا ما سنعرفه بالتفصيل في مقالنا.
بطاقة تعريفية عن سيدنا محمد بن عبدالله
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، أرسله الله بالرسالة المحمدية لهداية الناس كافة، وهنا بطاقة تعريفية مختصرة عن رسولنا الحبيب:
- الاسم: محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
- تاريخ الميلاد: يوم الاثنين، 12 من شهر ربيع الأول في عام الفيل.
- مكان الميلاد: مكة المكرمة.
- اسم الأب: عبدالله بن عبد المطلب.
- اسم الأم: آمنة بنت وهب.
- اسم الجد: عبدالمطلب بن هاشم.
- الكنية: ابا القاسم.
- اللقب: الصادق الأمين.
اين عاش الرسول طفولته وشبابه
عاش الرسول الحبيب طفولته وشبابه في مكة المكرمة، حيث تنقل في العيش من بيت الى آخر، نظراً للظروف التي واجهته منذ أن وُلد، حيث ولد يتيم الأب فقد توفي والدته وأمه حاملاً به، وبعد ولادته أخذته حليمة السعدية لترضعه في صحراء سعد مع زوجها، وعاش عندهم حتى وصل سن الرابعة، وبعدها عاد للعيش مع أمه آمنة الى أن توفت وهو في سن الثامنة، فانتقل للعيش عند جده عبد المطلب وبقي عنده حتى وفاته حيث كان يبلغ من العمر ثماني سنوات، وبعد ذلك عاش مع عمه أبو طالب بين أبنائه، وكان له خير مربي ومدافع، الى أن تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد وهو في الخامس والعشرين من عمره، بعد أن كان خير حامي لتجارتها، وبقى في مكة المكرمة حتى بعد نزول الوحي، وظل يجاهد لنشر الدين الاسلامي ويتحمل أذى المشركين، الى أن أمره الله بالهجرة الى المدينة المنورة، وبقي فيها الى أن مات هناك.
في رحاب سيرة المصطفى منذ مولده وفي فترة طفولته وشبابه
فيما يلي سنتوقف في عدة محطات من حياة الرسول منذ ولادته وفي فترة طفولته، وسنتعرف على أهم الأحداث التي حدثت في طفولته، والتي ساهمت في صقل شخصية الرسول الكريم.
- ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة في كنف جده عبد المطلب، وذلك لأن النبي محمد ولد يتيم الأب، حيث ولد في شعاب بني هاشم في مكة المكرمة، في عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول.
- عند ولادته أرسلت والدته آمنة بنت وهب تبشر جده عبد المطلب، الذي فرح جداً لقدومه، وحمله وأخد يطوف به الكعبة المشرفة ويحمد الله على هذه النعمة، وألهمه الله أن يسميه محمد، حيث لم يكن الاسم دارجاً آنذاك، وقام جده بختانه يوم سابع على عادة العرب.
- أول من أرضعته من المراضع هي ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب، وذلك بعد مولده بأسبوع.
- وعلى عادة العرب آنذاك قام جده باختيار مرضعة له، وكان النصيب حليف حليمة السعدية، التي فازت بهذا الشرف العظيم، حيث لم ترض أي مرضعة به لأنه يتيم الأب، فلن تكسب منه المرضعات كثيراً، وقد أخذته حليمة لأنها لم تجد غيره، وكان الشرف العظيم لها أن ترضع سيد البشر.
- مكث سيدنا محمد عند حليمة السعدية أربع سنوات، في صحراء بني سعد، وكان من عادة العرب قديماً أن يتربى أبنائهم بعيداً عنهم منذ الولادة حتى يشتد عودهم ويتعلموا الشجاعة، فكان لهذا الأمر أثر كبير في صقل شخصية رسولنا الحبيب.
- أثناء مكوثه عند حليمة السعدية حدثت له حادثة عظيمة يشيب لها الرأس، ألا وهي حادثة شق الصدر، روى مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: “هذا حظ الشيطان منك”، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه -أي جمعه وضم بعضه إلى بعض- ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعنى ظئره- فقالوا: “إن محمدًا قد قتل”، فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون -أي متغير اللون- قال أنس: “وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره”.
- بعد حادثة شق الصدر خافت السيدة حليمة السعدية على سيدنا محمد، وقامت باعادته الى والدته خوفاً من أن يحدث له مكروه.
- عاش سيدنا محمد مع والدته حتى وصل الى سن السادسة، بعدها توفت والدته،فأصبح بذلك يتيم الاب والأم، فعاش الرسول محروم من حنان والديه، مما أثر على شخصيته بأن أصبح رقيق القلب عطوفاً حنوناً.
- بعد وفاة والدته انتقل للعيش في كنف جده عبد المطلب، الذي كان يحبه كثيراً، فكان يصطحبه في مجالسه مع كبار القوم، وقد توفي جده عبد المطلب وهو في الثامنة من عمره، فحزن لذلك رسولنا الحبيب حزناً شديداً، فكل من احبهم ماتوا وتركوه.
- انتقل للعيش مع عمه أبو طالب وعاش مع أبناء عمه، وكان عمه سنداً له في كل شيء، منذ أن كفله الى أن أصبح شاباً، وحتى بعد النبوة كان يدافع عنه، وان لم يسلم.
- ساعد الرسول الكريم عمه في رعي الغنم، فتعود منذ صغره على العمل وعدم تضييع الوقت في اللهو واللعب، واستثمار الوقت في شيء مفيد، مما جعل شخصيته تتميز بالصبر وتحمل المشقة والتعب.
- وفي شبابه عمل في التجارة، حيث خرج في التجارة الى الشام لتجارة السيدة خديجة بنت خويلد، اذ كان يتصف بالأمانة والصدق.
- تزوج من السيدة خديجة وهو افي الخامس والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين من عمرها، وكان خير زوجاً ورفيقاً، وأباً عطوفاً حنوناً.
من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مُنذ مولده وفي طفولته
تكللت حياة النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحداث الغير عادية والمعجزات كما وصفها الكثيرون، فطفولته لم تكن كأي طفل عادي، ومن أهم المعجزات التي حصلت له مايلي:
- روى ابن سعد أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: “لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام”.
- الخير والبركة التي حلت على السيدة حليمة السعدية وزوجها، بداية بامتلاء صدرها بالحليب بعد الجفاف، وكذلك الماعز التي لديهم كانت نحيلة ولا تكاد تعطي من الحليب شيئاً عند حلبها، فزاد الله البركة بقدوم النبي وأصبح وزنها يزداد وأصبح درعها ممتلأ بالحليب يكفي الجميع، وامتلأت الأرض عشباً من حولهم بعد أن كانت صحراء قاحلة.
- حادثة شق الصدر، عن أنس رضي الله عنه: “أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الْسَلاَمُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ -يَعْنِي ظِئْرَهُ- فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ”.
- حدث في طفولته أنه جاء قحط على الناس، فجاؤوا يستغيثون بأبي طالب، فحمل الرسول وألصق ظهره بالكعبة، فما لبث الا أن أتت غيمة كبيرة وهطلت الأمطار بغزارة، وارتوى الناس.
النبي صلى الله عليه وسلم خير البشر وسيدهم، عاش طفولته وشبابه في مكة المكرمة، وكانت حياته عبارة عن محطات فيها الكثير من العبر والمواعظ، وفي مقالنا تحدثنا عن محطات في حياة الرسول أثرت فيه وفي بناء شخصيته.