قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها

قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها، كونها من القصائد التي أحسنت الحديث عن اللغة العربية ونمقته بشكل يليق بهذه اللغة، وقد نظم الشاعر حافظ إبراهيم ابياته متحدثاً على لسان اللغة العربية التي تعاتب أبنائها الذين ابتعدوا عنها والهتهم الحياة عن المضي على نهجها والاستمرار على التحدث بها، وباتوا يتحدثون العامية التي أفسدت لسانهم وجعلت أحاديثهم خالية تماماً من الإبداع والجزالة والبلاغة والتنميق، وتطرق الشاعر في هذه القصيدة للحديث عن الكثير من المعضلات التي واجهت اللغة العربية منذ ان توانى أهلها عنها وابتعدوا بصورة كبيرة عنها، وفي هذا المقال نأتي بسرد قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها.

قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم

قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم
قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم

تعد قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها من القصائد التي أبدع في كتابتها الشاعر المصري حافظ إبراهيم والذي يعد من أهم شعر العصر الحديث، حيث كان يتميز بقلم يسطر أجمل الكلمات والأبيات، وتمتع بالكثير من البلاغة والفصاحة التي أضفت على شعره الكثير من التميز والتنميق والإبداع الذي لا يمكن أن يؤتي الإنسان وصف يليق به من شدة جماله، وتم تصنيف حافظ إبراهيم على أنه من ضمن أهم الشعراء الذين برزوا من خلال القصائد المتميزة والقيمة التي طرحها والتي من أهمها قصيدة اللغة العربية التي دافع فيها عن اللغة العربية لكونها لغة القرآن الكريم، وفيما يلي نطرح قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها:

  • رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي.
  • وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي.
  • رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني.
  • عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي.
  • وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي.
  • رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي.
  • وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً.
  • وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ.
  • فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ.
  • وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ.
  • أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ.
  • فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي.
  • فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني.
  • وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي.
  • فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني.
  • أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي.
  • أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً.
  • وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ.
  • أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً.
  • فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ.
  • أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَرْبِ ناعِبٌ.
  • يُنادي بِوَأْدِي في رَبيعِ حَياتي.
  • وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ.
  • بِما تَحتَهُ مِن عَثْرَةٍ وَشَتاتِ.
  • سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً.
  • يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي.
  • حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ.
  • لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ.
  • وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ.
  • حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ.
  • أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً.
  • مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ.
  • وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً.
  • فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي.
  • أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ.
  • إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ.
  • سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى.
  • لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ.
  • فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً.
  • مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ.
  • إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ.
  • بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي.
  • فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى.
  • وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي.
  • وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ.
  • مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ.

قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها للشاعر حافظ إبراهيم تعد من أهم القصائد التي كُتبت للحديث عن هذه اللغة الفريدة جداً والمتميزة بشكل كبير عن باقي اللغات الأخرى، ويكفي أنها لغة القرآن الكريم واللغة التي تمتلك من الجزالة والبلاغة ما لا يمكن وصف جماله بكلمات منمقة تليق به.

Scroll to Top