هل الفقر غضب من الله ولماذا خلق الله الفقر

هل الفقر غضب من الله ولماذا خلق الله الفقر، عندما خلق الله الكون الواسع وضع فيه انظمة وقوانين تحكمه ومبادي يجب ان يسير عليها الكون وفق نظام خلقه الله تعالى، وخلق الانسان واوجده على الارض لعبادة الله عزوجل والبعد عن كل ما ينهانا الله عن فعله حتى ننال الجنان ونتجنب سخط الله،وحتى الخيرات التي وجدت على هذه الارض قسمها الله علينا جميعا ورزقنا جميعا ولكن تختلف الارزاق من شخص لاخر، فمنا من كان رزقه مال ومنا من كان رزقه دين وخلق وهنالك رزقهم عائلة واولاد بارين، وهكذا وزع الله الارزاق بين الناس كل شخص له رزقه ولو كان لديه القناعة وعدم النظر الى ما في يد الغير لعم الرضى قلوب الناس جميعا، وسنتحدث اليوم في هذا الموضوع عن الفقر وهل هو غضب من الله .

هل الفقر غضب من الله

هل الفقر غضب من الله
هل الفقر غضب من الله

يطلق البعض من الأشخاص في المجتمعات الإسلامية أن الفقر هو شكل من أشكال غضب الله عز وجل على العبد وعدم رضا الله عنه ولكن هل هذا صحيح؟

من الجدير بالذكر أنه لا يوجد صلة بين الفقر والغنى وبين محبة الله سبحانه وتعالى وغضبه على العباد، وتعتبر هذه الأقاويل خاطئة لا أساس لها من الصحة، ولقد أشار الله عز وجل على هذه النقطة في كتابه العزيز في سورة الفجر الآيتان الخامسة عشر والسادسة عشر والتي تتضمن هذا المعنى، إذ ينفي الله عز وجل إعطاء المال والنعم وإكرام العباد لأنه يحب العبد ويرضى عنه ونفى أيضاً جل في علاه منع المال والنعم عن العباد لنه يغضب عليهم.

والصحيح في هذا الأمر أن الله عز وجل يعطي المال لمن يحب من العباد ولمن لا يحب، وإنما يحب الله سبحانه وتعالى العبد الذي يلجا له والذي يصبر على البلاء فالله يحب العباد الذين يطيعونه في اليسر والعسر ولي في إحداهما دون الآخر.

ومن الجدير بالذكر أن الله يحب العبد الذي يصبر على البلاء والامتحان، فقد يمنح الله العبد البلاء كي يشهد الله عز وجل رضا العبد أو سخطه فإن رضا كان له من الله أحسن الجزاء وإن سخط كان له السخط والغضب.

لماذا خلق الله الفقر

لماذا خلق الله الفقر
لماذا خلق الله الفقر

نحن لا نستطيع أن ننسب لله جل في علاه أي نوع من أنواع عدم المقدرة فهو القادر عز وجل، حيث يمكنه في لحظة جعل كل الأشخاص أغنياء، ولكن يتساءل الأفراد لماذا خلق الله الفقر ولم يخلقنا سواسية ويلتبس عليهم الأمر بعدم عدل الله استغفر الله العظيم بين عباده، ولهذا سنجيب عن هذا التساؤل في النقاط الآتية:

إن الله سبحانه وتعالي هو الذي يمنح كل عبد من عباده الرزق المخصص له فعدله عدل مطلق، فيمكن أن يرزق أحد العباد بسمة البنون إحدى زينة الحياة الدنيا ويمكن أن يكون البنون أحد الأسباب التي تدخل الرجل الجنة كان يدعو له الولد وما إلى ذلك.

ويمنح الخالق عز وجل العبد الذي لم ينعم الله عليه بزينة البنون رحمة أخرى من سعة الرزق والمال الوفير الذي يمكنه التصدق به على الفقراء أو بناء المستشفيات والمراكز الصحية بشكل مجاني للأفراد الذين لا يمتلكون سعة من المال.

ومن الجدير بالذكر أنه يوجد تفضيل في الدار الدنيا لحكم وأسباب لا يعلمها إلا البارئ عز وجل، أما في الدار الآخرة فيكون جميع العباد متساوين فيما يتعلق بالعطاء والتفضل.

فضل الفقر

فضل الفقر
فضل الفقر

قد لا يدرك الكثيرون فضل اتصافهم بسمة الفقر سواء أكان في المال أو في السعادة أو في أي شيء آخر، ولهذا السبب سنشير إلى فضل الفقر في الآتي:

  • إن الفقر هو أحد أسباب السعادة والفرح التي تعتري الأشخاص نظراً لعدم اتصاف الفقراء بسمات الأنانية والحقد، مقارنة بالأغنياء الذين تغرهم أموالهم ومناصبهم ويفترون في الأرض.
  • إن اكثر الناس شبعاً في الدنيا هم اكثرهم جوعاً في الآخرة والعبد يعمل لآخرته فلا تغرنكم الحياة الدنيا.

الابتلاء في المال

الابتلاء في المال
الابتلاء في المال

المال , نعمة من نعم الله سبحانه , يرزق به عباده , ويختبرهم به , فقد يغنيهم من المال لينظر هل يؤدون حقه , وقد يقدر عليهم رزقهم منه لينظر هل يصبرون على قلته، وذلك المال الذي صار المسبب الرئيس لصراعات الناس , والمحور الاهم في مسابقاتهم , ومعاملاتهم , ومنازعاتهم، لكنه سبحانه في كل ذلك يريد من عباده أن يتعلقوا به وحده في الرزق والنعم والعطاء والفضل , ويريد منهم أن يقنعوا بعطائه , ويرضوا بقدره وقضائه، فالمال مال الله وأن الله مستخلفنا فيه :” وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ” وأنه سبحانه جعل للفقير والعائل والمحتاج ومن هو في مصيبة يفرجها المال نصيبا فيه , وجعل نصيب الزكاة حقا لأصحابها، وحب هذا المال غالب على الناس , فلا يكتفون منه , ولا يقنعون بقليل منه او كثير , يقول صلى الله عليه وسلم : ” لو أن لابن آدم واديا من ذهب لتمنى أن يكون له واديان , ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب , ويتوب الله على من تاب ” اخرجه مسلم .

Scroll to Top