ما هو الفرق بين الحسد والحقد والفرق بين الحسد والغبطة، لغتنا العربية هي لغة جميلة جدا بتنوع معانيها ومفرداتها والغايات الجمالية من العبارات التي تحتويها، وتحتوي على العديد من القواعد والنظم التي توضح لنا وتبرز جمال اللغة العظيمة التي انزل الله سبحانه وتعالى بها القران الكريم، ومن بين اجمل ما اتت به الينا اللغة العربية هو الفروق، وكيفية المقارنة بين شيئين من عدة جوانب وبنقاط عديدة، فهنالك الكثير من المواضيع في حياتنا اليومية التي تحتاج منا الوقوف عندها والقيام بعمل مقارنة وفروقات بينها، والفرق يكون دوما بين شيئين متشابهين او مختلفين، واما ان تكون اشياء مادية او اشياء معنوية مثل موضوعنا الذي سنتحدث عنه اليوم في الفرق بين صفتين خلقيتين مذمومتين في الدين الاسلامي وفي كل الديانات .
تعريف الحسد
- هو تمني ورغبة الحاسد في زوال النعمة عن المحسود، حتى ولو لم يتمنى الحاسد أن يكون له مثل ما للمحسود ولكن يكفيه أن يسلب النعمة من الشخص الآخر.
- والحسد ليس من صفات المؤمنين أبدًا، بل هو من صفات المنافقين.
أنواع الحسد
- الحسد المذموم المنهي عنه: وهو أن يكره الحاسد ما للمحسود من خير ونعم دنيوية أو طاعات فيتمنى زوالها عنه مطلقاً.
- الحسد المحمود: وهو أن يكره الشخص أن يكون أحد أفضل منه فى شيء، فيرغب ويسعى في أن يكون مثله بل ربما يتقدم عليه أيضًا، وهذه هي الغبطة.
مراتب الحسد
- من أكثر المراتب خُبثًا وحقدًا أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المحسود وإن كان لا يرغب أن يكون له مثل تلك النعمة، وهذه بالطبع مرتبة مذمومة.
- أن يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المحسود، ويرغب في أن يكون له مثل تلك النعمة ويحب ذلك وهى مرتبة مذمومة.
- أن لا يكون الحاسد راغبًا في نعمة المحسود نفسها بل يحب أن يكون عنده مثلها وفي هذه الحال لا يكون الحسد مذمومًا بإطلاق، فإن لم يصبح عنده مثلها تمنى زوالها عن الشخص الآخر لعدم التفاوت بينهما وحتى لا يتفوق عليه أحد وهنا يكون الحسد مذمومًا.
- أن يتمنى الشخص مثل ما للآخر من طاعات ومسارعة إلى الخيرات وربما نعم دنيوية أيضًا، فإن لم يحصل على مثل هذه النعمة فلا يتمنى زوالها عن غيره، ويمكن تعريفها بالغبطة، وهذه المرتبة مندوبة إن كانت متعلقة بأمر ديني وليست مذمومة بإطلاق إن كانت متعلقة بأمر دنيوي.
ما هو الفرق بين الحسد والحقد
يعتقد العديد من الأفراد أن الحسد والحقد هما الشيء ذاته ولكنهما مختلفان تمام الاختلاف، ولهذا السبب سنتطرق إلى ذكر الفرق بين الحسد والحقد في النقاط التالية:
يعتبر الحسد أحد الصفات البغيضة التي تعتري المرء وهو المرء الذي يتمنى زوال نعمة ما من شخص آخر، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الكراهية بين الناس في المجتمعات، إذ لا ينظر الشخص الحاسد إلى ما يمتلك من نعم ومزايا بل جل ما يهتم به هو النعمة التي يمتلكها الآخرين مع تمني زوال هذه النعمة.
ولا يطلع الأفراد على الشخص الحاسد إلا بعد وقوع الضرر بالطرف المحسود، حيث يعتبر الشخص الحاسد من الأفراد الخبيثة التي لا تظهر مشاعره بصورة مباشرة.
يعد الحقد أحد الصفات البغيضة الكريهة إلى النفس حيث يعتري الشخص شحناء في قلبه لا يخلو منها الأفراد إلا بمعدل ضئيل، وتلازم هذه الصفة الحاقد تجاه الحاقد عليه من تمني سوء العاقبة وتمني الشر للشخص، وينبع الحقد من الكراهية الشديدة، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى رغبة الحاقد في الانتقام من الحاقد عليه ولهذا السبب يعتبر الحقد أحد الأخلاق المذمومة.
الفرق بين الحسد والعين
من الجدير بالذكر أنه يوجد اختلاف بين الحسد والعين إذ يلتبس الأمر على الكثيرين، وسنذكر هذا الفرق في الآتي:
- إن الحسد هو استكثار الشخص أي نعمة على شخص آخر سواء أكانت متوفرة أو حتى قبل أن تتوفر وينبع هذا الشعور جراء تحرق القلب والرغبة في امتلاك نعم الآخرين على الرغم من تمتعه بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى.
- أما فيما يتعلق بالعين فهي عبارة عن نظر يملأه الاستحسان مع اعتراء الحسد بمعدل ضئيل، ويمتلك العائن والناظر صفة الخبث، ولكن لا يستطيع العائن إعانة إلا ما يراه ويتواجد أمامه غير الحسد الذي يمكن أن يحسد شيء قد يتواجد في المستقبل.
- ويتشابه كلا من الحسد والعين في الأثر الذي يخلفانه ولكنهما مختلفان فيما يخص المنطلق والوسيلة.
الفرق بين الحسد والغبطة
إن الحسد هو أن يتمنى الشخص زوال النعمة عن غيره من الأفراد أو أن يتمنى زوالها مع حصوله عليها فهو يتمنى النعم التي يمتلكها الآخرين بغض النظر عن النعم التي أنعم الله بها عليه.
وتعتبر الغبطة مختلفة تمام الاختلاف عن الحسد فهي تندرج ضمن قائمة الصفات الحميدة التي يمكن أن يتحلى بها المرء وتتمحور الغبطة حول تمني الشخص للنعمة التي يمتلكها غيره، دون التطرق إلى تمني زوال هذه النعمة عن الشخص حيث يبحث المرء عن التحلي بجميع الصفات الجيدة، إذ يسعى للكمال والرقي مقارنة بصفة الحسد التي تأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب.
وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد اختلاف بسيط جداً بين الحسد والغبطة مثل الشعرة ويعتبر البعض أن الغبطة هي أولى الدرجات المؤدية للحسد، ولهذا السبب يجب أن يعير المرء انتباهه إلى علاج هذه الصفة وعدم تركها تزداد بشكل كبير، لأن الحسد من الصفات البغيضة التي نهى عنها الدين الإسلامي مشدداً على ضررها الذي يعتري الأشخاص سواء أكان الحاسد أو المحسود.