ما معنى اللغو، تتأثر حسنات العبد بما يصدر عنه من أقوال وأفعال، إذ أن درجاته عند ربه تزداد وترتفع إذا أحسن قوله مع الناس، وتحلى بالقول الحسن والكلام الطيب أثناء حديثه مع الآخرين، ولذلك حث الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم على القول الحسن والطيب البعيد عن الكلام البذيء والرديء، كقول الله تعالى: [وقولوا للناس قولاً حسناً]، ويحمل مصطلح اللغو العديد من المعاني المختلفة، فيمكننا القول بأنه عبارة عن سبق اللسان من غير عقد القلب أو ما يعزم على قوله، كقول السيدة عائشة رضي الله عنها “إن اللغو ما يجري في الكلام على غير عَقْد”، لنعرف أكثر ما معنى اللغو.
ما معنى اللغو
قال صلى الله عليه وسلم: [(ويُعجبني الفألُ، قال قيل: وما الفألُ؟ قال: الكلمةُ الطيبةُ)]، إن الكلمة الجميلة والطيبة تجعل من العبد إنساناً خلوقاً محبوباً من الناس ومن وربه، فالكلام الحسن هو التقرب إلى الله عز وجل بالذكر وتلاوة القرآن الكريم والدعاء، وهو يبعد العبد عن السيئات ويغفر له الذنوب والسيئات، وينشر الألفة والمحبة والمودة بين جميع الناس، أما اللغو فهو عكس الكلام الطيب والحسن، فهو الكلام الذي لا فائدة منه ولا قيمة له، وهو يصدر من إنسان ما بدون تفكير، كما أنه عبارة عن الكلام البذيء والباطل والقبيح والجارح أيضاَ للأقوال والأفعال، والذي لا حقيقة له ولا أصل، وهناك من فسر مصطلح اللغو بأنه كل ما يصدر من شخص ما من كلام جارح أثناء حديثه بغير قصد أو تفكير، ودون إدراك وإرادة له، فذلك له موضعين في القرآن الكريم، أحدهما ورد في سورة البقرة والآخر ورد في سورة المائدة، كم أن بعض العلماء فسروا معنى اللغو بأنه يعتبر من أحد أسباب الشرك بالله والكفر والجحود به، في تفسيرهم لقوله تعالى: [ والذين هم عن اللغو معرضون]، فقال الراحل الحسن البصري بأن المعنى المراد بتفسير الآية هو “كافة المعاصي”.
وبهذا نختم مقالنا بعدما حصرنا عدة معاني مرادة من السؤال “ما معنى اللغو” ووضحناها في سياق فقرات المقال السابقة، فيجب علينا أن نفكر جيداً قبل أن ننطق بالكلام، ونعي بمعناه قبل البوح به، كي لا نتسبب في سوء الفهم أو التسبب في ألم وجرح الآخرين، أو نعصي ربنا ونكثر من ذنوبنا وسيئاتنا، فاللغو دائما يقربنا من الخطأ ويبعدنا عن الصواب.