هل الاهل يلتقون في الجنه ووصف الجنة ونعيمها، وعد الله عز وجل عباده المؤمنين بفوز عظيم في الدنيا وفي الدار الآخرة، كما توعد الله تبارك وتعالى الكافرين بالذل والهوان في الدنيا، ونار جهنم هي مصيرهم في الدار الآخرة، يخلدون فيها أبداً، في حين يتنعم المؤمنون بنعيم الجنة ويحيون فيها أبداً، وهذا جزاء إيمانهم وتصديقهم بالله عز وجل، واتباع سنة نبيه والإصلاح في الأرض من أجل إعمارها، لهذا جعل الله الجنة دار مستقر للمؤمنين، لكن السؤال هو هل الاهل يلتقون في الجنه ووصف الجنة ونعيمها وأسمائها وأشجارها وأنهارها، ووصف حالة المؤمنين في الجنة.
هل يلتقي الأقارب في الجنة
قد بشر الله سبحانه وتعالى جميع عبادة الصالحين والمتقين الصالحين والأبرار، بأنه سوف يقوم بجمعهم مع جميع أقاربهم وأهلهم وكل من يحبونهم في الجنة بإذن الله تعالى، حيث يلتقي الأبناء بالأمهات والأباء والزوجات كذلك في الجنة، وذلك يعتبر فضل من فضائل الله سبحانه وتعالى على عباده الصالحين، والدليل على ذلك قوله تعالى: “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ”، وقد قام ابن كثير بتفسير تلك الآية وقال: أن الله سبحانه وتعالى سوف يجمع بين أهل الجنة وبين أحبائهم وأهليهم وأبنائهم وآبائهم الصالحين، ليدخلوا الجنة مع المؤمنين، وذلك حتى تقر أعينهم بهم حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى، من غير تنقيص لذلك الأعلى عن درجته، بل امتنانًا من الله وإحسانًا.
هل ألتقي بأمي في الجنة
قال الله تبارك وتعالى: “وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وَأَمْدَدْنَاهُمْ”، وأيضاً قد قام ابن كثير بتفسير تلك الأية أيضاً بقوله: يخبر تعالى عن فضله وكرمه، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه: إن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، للتساوي بينه وبين ذاك؛ ولهذا قال: «أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ، وما يثبت ذلك أيضاً قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ القَومَ ولم يَبلُغْ عمَلَهم؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: المَرءُ مع مَن أَحَبَّ. قال حسَنٌ: أعمالَهم. قال: المَرءُ مع مَن أَحَبَّ. قال ثابتٌ: فكان أنسٌ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ قال: اللَّهمَّ فإنَّا نُحِبُّك، ونُحِبُّ رسولَك”.
هل يتذكر أهل الجنة حياتهم في الدنيا
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الطور: “وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون، قالوا إنا كنا قبلُ في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم”، في هذه الآية دليل واضح على أن أهل الجنة يتذكرون دار الشقاء والفناء، الدنيا التي كانوا يعيشون فيها، فيشعرون بالفوز العظيم والنعيم الكبير الذي أنعم الله به عليهم، وسوف يجدون بأن نعيم الدنيا زائلاً وفانياً، بينما في الجنة النعيم دائم والعطاء مستمر، يحصل المؤمن في الجنة على أضعاف ما كان يشتهي في الدنيا.
هل الاهل يلتقون في الجنه ووصف الجنة ونعيمها
قد قام الله تعالى بجعل الجنة درجات ومراتب يرتقي المؤمن الصالح بها ولكن ذلك يعتمد على مدى درجة إيمانه وعمله الصالح، وقد قام الله بجعل للجنة مائة درجة، والجدير بالذكر أن أقل درجة من تلك الدرجة يكون صاحبها كمن يملك ملك عشرة أمثال أغنى ملوك الأرض، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده، وقد تم وصف الجنة بأنها:
- جناتٌ عرضها السموات والأرض تحتوي على ما لذّ وطاب من مختلف أشكال وأنواع الطعام.
- يجلس أهل الجنة على الأرائك متكئين في قصورٍ تجري من تحتهم الأنهار.
- في الجنة أنهارٌ وعيونٌ تنبع من الفردوس الأعلى، ووردت أسماء بعضٍ منها مثل: نهر الكوثر: وهو نهرٌ في الجنة أُعطيَ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يشرب منه المسلمون في الموقف العظيم يوم القيامة يشربون منه شربةً لا يظمؤون بعدها أبدًا، ووصف نبيّنا الكريم ماء هذا النهر بأنه أشد بياضًا من الثلج، وأحلى من السكر، وأوانيه من ذهبٍ وفضةٍ، وكل تلك النعم من فضل الله تعالى على عباده الصالحين.
هل الاهل يلتقون في الجنه ووصف الجنة ونعيمها، لقد جعل الله الجنة دار مستقر للمؤمنين، فقد بشر الله عباده المؤمنين بأن لهم الجنة وما فيها من النعيم، كما وعد الله عباده بأن يلتقون مع أحبابهم وأقاربهم في الجنة، حيث يرفعهم الله درجات حتى يكون الملتقى في الجنة.