الأمن الفكري هو سلامة، من الصعب ان تستقيم الحياة ونحصل على السعادة فيها الا في الحالة التي يكون الانسان آمناً على نفسه، هنيء القلب ومرتاح البال وهاديء النفس، يعود نقسه على ألا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو أن يحدث ما يلزمه على ما يتعارض مع دينه وثقافته سواء كانت فكرة أو ثقافة معينة، فعلى المسلم أن يكون على الدوام يقظ القلب، ودائم البحث والنظر، وهنا نمهد الطريق للوصول الى تعريف هذا النوع من الامن، بعدما تساءل عدد كبير من الأشخاص عن الأمن الفكري هو سلامة.
الأمن الفكري هو سلامة؟
ينبغي على المسلم ان يكون سريع الحركة وعالي الهمة، وشخص يوظف كل قدراته في الحياة ويبذل طاقته فيها، مسخرًا قلمه وفكره كي يكون شخص محافظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من كثرة الأحداث من حوله، ومكر الأعداء، وكان من أولى المواضيع التي بذل العلماء بها مجهوداتهم هو موضوع الأمن الفكري، لمدى أميته العظيمة وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به، اذ أنه موضوع مرتبط بدين الأمة واساس علوها بين الامم، وعليه فإن الأمن الفكري هو:
- الأمن الفكري هو سلامة فكر الانسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال في فهمه للامور الدينية والسياسية وتصوره لكون بما يشكل أمناً وطمأنينة للمجتمعات والبلدان.
وهو مجد الأمة وعزها، وأبرز واهم اهدافه هي سلامة العقيدة واستقامة السلوك، واثبات الولاء للامة، وتصحيح الانتماء لها، وبالمقابل يعد الامن الفكري هو أساس أنواع الأمن الأخرى والركن الأهم في نظم بنائها.
جاء تعريف الجرجاني حيث عرف الأمن الفكري بأنه: «عدم توقع مكروه في الزمان الآتي ».، فنجد ان التعريف لا يتحقق فيه التقييدات المذكورة من الاطمئنان على النفس واستقرار الوطن وغيرها مالم يكن هناك حفظ للضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها، فالأمن الفكري هو سلامة الفكر والعقل لدى الانسان.