من هو غاندي ويكيبيديا والسيرة الذاتية له، توجد شخصيات يخلدها التاريخ وتكتب في صفحاته من قبل المؤرخين والكتاب، ويتم ضرب الامثال بهم لاحقا، ويختلف الاشخاص الذين ذكرهم التاريخ في اهتماماتهم والمجالات التي ابدعوا بها واستحقوا ان يدخلوا بها التاريخ من اوسع ابوابه،فمنهم من ابدعم بمجال الفنون والرسم مثل بيكاسو ومنهم من ابدع الاداب الانجليزية مثل شكسبير وهنالك الكثير من العلماء العرب الذين رفعوا اسم العرب والاسلام عاليا امثال محمد بن موسى الخوارزمي وابن سينا وابن حيان وغيرهم الكثير، ومنهم من لم يعتنق الاسلام ولكنه قام بالدفاع عن حقوق الانسان او حقوق وطنه في التحرر من بطش الاحتلال، وسنتعرف في موضوعنا اليوم عن احدى القيادات العالمية وهو غاندي .
من هو غاندي ويكيبيديا
هو موهانداس كرمشاند غاندي، هندي الجنسية وُلد في مدينة بوربندر في 2 أكتوبر سنة 1869م، حيث نشأ في أسرة سياسية ومعرفة من العائلات المهمة في مدينته فكان جده رئيس وزارة بوربندر ووالده كان وزيراً وهم من الأسره المعروفة بالأخلاق العالية وذات المنصب الإجتماعي المهم في ولايتهم ومن المتشددين في الدين الهندوسي ولا سيما والدته، ومن عادات العائلة لديهم الزواج المبكر فتزوج غاندي وهو بعمر الثالثة عشر رغماً عنه فهو كان يريد أن يكمل تعليمه ولكن تم الأمر وأنجب 4 أبناء فيما بعد، وعندما بلغ السابعة عشر توفي والده وتم تعيينه رئيساً لأسرته لأنه كان يتمتع بالحكمة والذكاء رغم صغر سنه وكان أمامه التسجيل في جامعة بانفنجار لأنها أقل تكلفة بالمصاريف فدرس سنة دراسية كاملة فيها ولكن أُتيحت له الفرصة الدراسة خارج البلاد وذهب لدراسة القانون في لندن كما كان يرغب والده أن يدرس حتى يتسنى له تقلد المناصب في الدولة، وفي لندن تغيرت شخصيته كثيراً فدرس الأديان كالدين المسيحي والإسلامي وحتى طبيعة تغذيته فأصبح نباتي عاد بعد تخرجه من الجامعة إلى الهند.
السيرة الذاتية لغاندي
عندما عاد إلى الهند مارس مهنة المحاماة وتم تعيينه في القضاء العالي ولكنه فشل في أول قضية تولاها حيث إنسحب من المحكمة قبل بدء المحاكمة وحاول أن يعثر على مهنة واستطاع أن يحصل على عقد عمل في جنوب أفريقيا مقابل خدمات قانونية يقوم بها لوكن هناك لاحظ التفرقة العنصرية التي يتعرض لها الهنود الأسرى الذي كانوا لدى بريطانيا ويتم ترحيلهم من الهند إلى جنوب إفريقيا وبعدها إلى أوروبا وهذا ما أيقظ لديه فكرة الدفاع عن الحرية ومحاربة التمييز العنصري فأنشأ جمعية ناتال للدفاع عن حقوق الهنود هناك لم تؤثر شيء لكن جعلت القانون الدولي ينتبه لهذه العبودية.
وبعد إنتهاء السنة عاد إلى الهند ومعه زوجته وأطفاله وبدأ بعمل حملات تنصف الهنود في ظل الاحتلال البريطاني وما ساعده على ذلك دراسته العميقة للأديان والحقوق الإنسانية وأسس معبد الأشرم في مدينة إسلام آباد حتى يستقبل جميع الطوائف الهندوسية وأصبح يرتدي زي بسيط وعاش في تقشف وبدأ الناس يطلقون عليه أسم المهاتما ومعناه الروح العظيمة، وخلال ذلك قام بعدة حملات سلمية ومن ضمنها حملة ساتياغراها ولكن نتج عنه قمع القوات الربطانية لهم بالعنف ونتج عنه مذبحة أمریتسار واعتقال غاندي ومن معه وهذه كانت بداية الاحتجاجات السلمية التي تنبذ القوة والعنف والدعوة إلى السلمية في انتزاع الحقوق والتي ترتب عليها العديد من السجن والاعتقالات للمهاتما غاندي ورفقائه.
ومن ضمن ما قام به حملة المقاطعة للمنتجات البريطانية والاهتمان بإنتاج الصناعات الهندية وكذلك إنشاء حركة الحكم الذاتي للهند حيث هو أول من بدأ بذلك وقام بصنع ملابسه بنفسه ومنع الطلاب للذهاب للمدراس البريطانية والدراسة بنفسهم والتوقف عن دفع الضرائب وهذا ما ساعد على استقلال الهند وعلى إثراها تم تعيين غاندي رئيس للمجلس للمجلس الوطني ودعى لسياسية اللاعنف وأنشأ حملة أخرجوا من الهند أثناء إنشغال بريطانيا بالحرب العالمية الثانية وبهذا الضغط حرجت السلطات الربيطانية من الهند سنة 1942م، وبعد خروجهم بدأ المجلس الوطني الهند بإنشاء حكومة هندية مستقلة وإنقسموا إالى قسمين الهندوسين والمسلمين لذلك بدأ غاندي بالذهاب إلى كل الأطراف من أجل توحيد الهند إلا أن اعتبره البعض من الهندوس خائن لأنه يظهر تعاطف مع المسلمين وتم إغتياله عام 1948م وكان عمره 78 سنة.
أقوال غاندي
يوجد للمهاتما غاندي عدة مقولات أصبحت راسخة في التاريخ ومنها:
- اللاعنف يتطلب ضعف الإيمان، الإيمان بالله وأيضاً الإيمان في الإنسان.
- الغضب والتعصب هم أعداء الفهم الصحيح.
- الدين الذي لا يراعي الشؤون العملية ولا يساعد على حلها، ليس ديناً.
- لا يمكن لهم سلب احترامنا للذات، إذا لم نعطهم إياها.
- لا تأتي قوة من القدرات الجسدية، إنّما من العزيمة التي لا تقهر.
- لا يمكن للرجل أبداً أن يكون على قدم المساواة مع المرأة في الروح المتفانية التي وهبتها لها الطبيعة.
- الطريقة الأفضل لتجد نفسك هي أن تضيع في خدمة الآخرين.
- يمكنك قتل الثوار لكن لا يمكنك قتل الثورة.
- لا يصبح الخطأ على وجه حق بسبب تضاعف الانتشار، و لا تصبح الحقيقة خطأ لأن لا أحد يراه.
كتب وشخصيات أثرت في غاندي
تأثر غاندي بعدد من المؤلفات كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية منها “نشيد الطوباوي”، وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد واعتبرها غاندي بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسياً يستلهم منه أفكاره. إضافة إلى “موعظة الجبل” في الإنجيل، وكتاب “حتى الرجل الأخير” للفيلسوف الإنجليزي جون راسكن الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وكتاب الأديب الروسي تولستوي “الخلاص في أنفسكم” الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيراً كتاب الشاعر الأميركي هنري ديفد ثورو “العصيان المدني”، ويبدو كذلك تأثر غاندي بالبراهمانية التي هي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك وعن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع والتزام الصمت يوم الإثنين من كل أسبوع، وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.
سيبقى غاندي من الشخصيات العالمية التي أثرت على جميع الأحرار في العالم للمطالبة بحقوقهم وحريتهم من الاستبداد والظلم وهذا تأكيد على مقولته “سيبقى ما فعلته لا ما قلته أو ما كتبته” فما يظل هو الفعل الذي يقدمه الإنسان في الحياة.