من شروط قبول العمل الصالح وتعريف العمل الصالح لغةً واصطلاحاً، عندما خلق الله الكون الواسع وضع فيه انظمة وقوانين تحكمه ومبادي يجب ان يسير عليها الكون وفق نظام خلقه الله تعالى، وخلق الانسان واوجده على الارض لعبادة الله عزوجل والبعد عن كل ما ينهانا الله عن فعله حتى ننال الجنان ونتجنب سخط الله،وحتى الخيرات التي وجدت على هذه الارض قسمها الله علينا جميعا ورزقنا جميعا ولكن تختلف الارزاق من شخص لاخر، ويعد العمل الصالح هو مفتاح من مفاتيح القبول للجنان، ويتمثل العمل الصالح في القيام بكل ما يامرنا به الله عزوجل، والبعد عن نواهيه، والعمل الصالح ايضا يضمن العديد من الجوانب مثل الاحسان الى الاخرين، والقيام بانفاق الاموال في الصدقات والى غير ذلك .
العمل الصالح
يجب على كل مسلم ومسلمة اتباع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، وتجنب مانهانا عنه من قولٍ أو عملٍ، فالعمل يكون بعقد النية، فلكل إمرءٍ ما نوى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ”، في هذا الحديث يعلمنا رسولنا الكريم عقد النية في عملنا، وقد جعل القلب هو موضع النية في أي عمل باطن في الإسلام، فالعمل الباطن هو النوع الأول من أنواع العمل، أما النوع الثاني، فهو العمل الظاهر وهو كل أمر يتعلق بجوارح المرء.
تعريف العمل الصالح لغةً واصطلاحاً
العمل الصالح لغةً:
كلمة العمل من الفعل المجرد عَمِلَ، فنقول عن كل فعلٍ يُفْعَل، ونقول عاملٌ عملٍ يُعْمَل عملاً، إذا عمل الرجل عمله بنفسه، نقول عنه: اعتمل الرجل، أما أجر العمل الذي قام به المرء، فهو العَمَالة، ونقول عاملته معاملةً، وأنا أعامله معاملةً.
العمل الصالح إصطلاحاً:
هو كل ما يتقبله الله سبحانه وتعالى من عباده الصالحين، من قولٍ أو فعلٍ أو عملْ، بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإتباع ما أمرنا به ديننا الحنيف، وقد عرفه علماء السنة على أن العمل الصالح هو كل عمل يوافق الشرع والدين، وقد ذُكِرَ في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة.
مُعينات على العمل الصالح
لا بدّ للإنسان من معيناتٍ تقوّيه، وترفع من همّته حتى يداوم على العمل الصالح، ويتمسّك به، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:
- التعرّف على فوائد وثمرات العمل الصالح؛ لأن الإنسان إذا عرف فائدة ما يقوم به من أعمالٍ، وثوابه كان ذلك أدعى في قيامه به، واستمراره عليه. الخشية من سوء الخاتمة؛ فهذا يُعين الإنسان على الثبات، والمداومة في العمل الصالح لمّا يخشاه من الموت على غير ذلك.
- الحرص على مخالطة الناس الصالحين، والعيش في بيئةٍ صالحةٍ، فالإنسان كما يُقال ابن بيئته.
- التخفيف على النفس في العبادة، ويراد بذلك ألا يحمّل الإنسان نفسه ما يشق عليها من العبادات، حتى لا تصل النفس إلى مرحلة الملل، والكسل عن العبادات، فتتركها.
شروط العمل الصالح في الإسلام
يعتبر العمل الصالح من أنواع العبادات، التي يتقرب بها العبد الصالح إلى الله سبحانه وتعالى، فأساس العمل الصالح هو صفاء النية لوجه الله تعالى، والسعي لأن يكون عملنا ابتغاءً لمرضاة الله عز وجل، لذلك نتحدث فيما يلي عن شروط قبول العمل الصالح:
- الإخلاص في العمل، يجب أن يكون عمل المرء خالصاً لوجه الله تعالى، لا يبتغي فيه إلا رضا الله سُبْحانه عزَ وجَلْ، وعدم إبتغاء مرضاةِ الناس التي هي غايةٌ لا تُدركْ، قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”، (سورة البينة 5)، وهنا يتحقق صلاح العمل بإخلاص النية لوجه الله تعالى، وترك الرياء والنفاق من أجل كسب رضا الناس ومدحهم، فما عند الله خير وأبقى، فمن عَمِلَ عَملاً لغير وجه الله تعالى لن يُقْبَلَ منه، فشرط قبول العمل هو أن يكون خالصاً لوجه الله عز وجل.
- الإيمان والعقيدة السليمة، يجب أن يكون الإيمان بالله عز وجل وبما عنده من ثواب وعقاب وجنة وحساب، هو الدافع الأساسي للعمل الصالح، وأن تكون عقيدته سليمة، حيث لا ينتظر الثواب الدنيوي على عمله، بل يسعى للثواب الإلاهي في الدنيا والآخرة، فيكون ثوابه على ذلك رضا الله سبحانه وتعالى وتوفيقه في الدنيا، وينال الجنة في الحياة الآخرة، فمن يشرك مع الله أحداً، لايُقْبَل منه عمله، فقد قال عز وجل لرسوله الكريم، في الحديث القدسي: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه”.
- موافقة العمل للقرآن الكريم والسنة النبوية، ، أن يتوافق العمل مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فيجب أن نتبع كل ما أمرنا به الله عز وجل ورسوله الكريم من قولٍ أو عمل، فقد دعانا الله عز وجل في كتابه العزيز، لإتباع ما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى: “وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، فيجب أن نسير على نهج الرسول في عملنا، والإستجابة لكل ما أمرنا به الله عز وجل ورسوله، وعدم مخالفة شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأن من يفعل ذلك يعتبر عمله مردود عليه، حيث ينال عقابه من الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدَث في أمرِنا -أو دينِنا- هذا ما ليس فيه فهو رَدٌّ”.
العمل الصالح هو كل عمل يتقرب به الإنسان من الله عز وجل، حيث يعتبر العمل الصالح من العبادات، فقد قال الله عز وجل: “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” (التوبة 27)، وقد جعل الله عز وجل شروطاً للعمل الصالح، وهي ثلاثة شروط أساسية من أتمها فعمله صالح، ومن خالفها فعليه عاقبة أمره.
إذاً في إكمال الجملة التالية نقول أنه : “من شروط قبول العمل الصالح الإخلاص والإيمان بالله وموافقة السنة النبوية”.