كلنا نعرف حروف العطف والتي لها مكانها داخل بحر اللغة العربية الواسع، وينتمي أسلوب العطف إلى التَّوابع التي تجعل الكلمةَ تتبع كلمة أخرى في الحركة والإعراب، والعطف من هذا الوجه يجتمع مع التوكيد والبدل والنعت، لكن حروف العطف لها أحكامَها وأحوالَها الخاصَّة من حيث الحركات والإعراب، وهي موضوعنا المخصص بالبحث عنه في هذه المقالة.
العطف نوعان: عطف بيان وعطف النَّسق
يتفق النحويون على تعريف عطف النَّسق فيعرفونه على أنه هو أن يتوسَّط أحد حروف العطف بين التَّابع والمتبوع، فيسري إلى التَّابع إعراب المتبوع وحركته، كقولنا: خرجَ المعلم والطالبٌ، حيث المعلم المتبوع، والطالب هو التَّابع، وكما لاحظنا مِن تعريف عطف النسق السابق، فإنَّ عطف البيانِ لا تلزم له أدواتٌ أو حروفُ عطفٍ ليقومَ بعمله.
ما هي حروف العطف؟
حروف العطف عددها تِسعة، لكلٍّ منها معناه الخاص في الكلام ضمن الجمل، وأحكام مختلفة عن بعضها البعض، وسنأتي على ذكرها في مكانها، وحروف العطف هي: واو العطف، أو، ثمَّ، الفاء، حتَّى، أم، لا، بل، لكنْ، وقد قسمها سعيد الأفغاني في كتابه (الموجز في قواعد اللُّغة العربيَّة) على قسمين هما:
- القسم الأول: يشتمل على حروف العطفِ التي تفيد المشاركة بين المعطوف والمعطوف عليه، في الحُكم والإعراب معاً، وهي تضم ستَّةُ حروف هي: الواو، الفاء، ثمَّ، حتَّى، أو، أمْ.
- القسم الثاني: يشتمل على حروف العطف التي تفيد المشاركة بين المعطوف والمعطوف عليه، من حيث الحركة دون الحُكمِ، فيعطي المعطوف عليه (المتبوع) حركته للمعطوف (التَّابع) مع اختلاف المدلول بينهما، وهي تضم ثلاثة حروف؛ بل، لا، لكنْ (انتبه إلى لكنْ هي المخفَّفة، وليست لكنَّ التي هي من أخوات إنَّ).
تم توضيح حروف العطف وأقسامها من حيث مكانها في الجملة وحركاتها الإعرابية.