هل الجنة للمسلمين فقط

هل الجنة للمسلمين فقط، هذا السؤال يطرحه الكثير من الناس حيث يشهد جدلا كبيرا وواسعا بين من ينكر هذا السؤال، وبين من يؤيده بشروط وقواعد فقهية محددة، ولا نقصد في هذا المقال اصدار احكام مطلقة والتدخل في امر لا يعرفه الا الله فقط، لكن هنا سنقوم بتحريك الاسس التي تشكل تصوراتنا تجاه هذه المسالة والاجابة عن الاسئلة الجادة، حتى نكون اقرب الى الفكر العقلي، لذا سنتحدث في هذه المقالة والاجابة عن سؤال هل الجنة للمسلمين فقط.

هل غير المسلمين يدخلون الجنة

هل غير المسلمين يدخلون الجنة
هل غير المسلمين يدخلون الجنة

بيَّن الله تعالى في القرآن صراحةً أن الفصل بين الناس ومقاضاتهم هو شأن إلهي خالص لا ينبغي لأحد من عباده، حيث ان اختصاص الله سبحانه وتعالى بالحكم والفصل والحساب مبني على حكم مطلق محيط في سرائر النفوس، فلانسان لا يعلم سرائر اقرب الناس اليه، والحساب يجب ان يقتضي العلم المطلق، فلامور لا تكون حقائقها دائما تبدو كما في ظواهرها، لذلك يجب على الانسان الا يتجرا بقطع بما ليس فيه علما.

“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ والنصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”.

“اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.

لذلك يجب على الانسان ان يدع مهمة الفصل بين الخلائق ونجاتهم او هلاكهم للعليم بذات صدورهم، حيث تعهد الله بالعهد المطلق لجميع الخلائق يوم القيامة، وهو تعهد كافي لكسب النفس الطمانينة والرضى.

“وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ”.

كيف يحاسب الله غير المسلمين الذين لايعرفون شيئا عن الاسلام

كيف يحاسب الله غير المسلمين الذين لايعرفون شيئا عن الاسلام
كيف يحاسب الله غير المسلمين الذين لايعرفون شيئا عن الاسلام

خلال برنامج فقه الحياة، لقد اوضح شيخ الازهر ان الناس في الغرب لا يعرفون شيئا عن الاسلام غير القتل والذبح الذي يشاهدونه عبر الشاشات، لذا ينطبق عليهم ما ينطبق على اهل الفترة، لان العلم لم يحصل عندهم، وقد اضاف الطيب بدليل من القران الكريم في قوله تعالى:

  • «وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا»، قائلا كيف يعذب الله شعوبا مثل الشعوب الاوروبية التي لم تعرف شيئا عن نبي الله محمد-صلى الله عليه وسلم- اي صورة صحيحة.

وكذلك الحال مع الوثنيين في ادغال افريقيا الذين لم تصلهم صورة الدعوة او بلغتهم بصورة منفرة او مشوهة للاسلام وحملتهم الكراهية تجاه الاسلام ونبيه، وقال ايضا الطيب مستندا لقول الشيخ محمد شلتوت بان الكافر الذي يدخل جهنم هو من بلغته رسالة الاسلام، وبلغته بلاغا صحيحا كاملا، وكان اهل للنظر، ثم بعد ذلك عرف انها الحق ثم انكرها فهذا هو الكافر.

هل هناك تقصير من علماء الاسلام في تبليغ رسالة الدين السمح

هل هناك تقصير من علماء الاسلام في تبليغ رسالة الدين السمح
هل هناك تقصير من علماء الاسلام في تبليغ رسالة الدين السمح

لقد اشار شيخ الازهر الى ان هناك تقصيرا من قبل علماء الاسلام في تبليغ رسالة الدين السمح الى الوثنيين او غير المؤمنين، وهذا التقصير من علماء الدين يشمل ناحيتين:

  • حين سكتوا عن توصيل الرسالة للناس ومن شاء فليؤمن بعد ذلك ومن شاء فليكفر.
  • حين تم تصوير الاسلام بصورة رديئة ملفقة ومجنزاة وغليظة.

كما ان الطيب قد انتقد طريقة مخاطبة غير المسلمين في افريقيا، وقال: «إن من يقومون بالدعوة الإسلامية في إفريقيا لا يذهبون بها للوثنيين ولكن للمسلمين، ليقولوا أنتم أشاعرة كفار، أو صوفية كفار، وعليكم أن تدخلوا في الإسلام من جديد، وهو جهد وأموال مهدرة؛ لأن المنطلق فاسد إسلاميًا».

وكما قد انتقد ايضا تكفير التيارات والطوائف الاسلامية بعضها ببعض، حيث قال:«الكثير كان يرى أن محاربة الصوفية مثلًا لها الأولوية على تعريف الوثنيين بالإسلام، فماذا يُنتظر من دين علمائه يكفرون بعضهم بعضًا وكل منهم يقاتل الآخر؟!».

وفي ختام هذا المقال قد تم السؤال عن هل الجنة للمسلمين فقط، وهذه مجرد اشارات لا يتم القطع بصوابها، لان العلم عند الله سبحانه وتعالى فقط، لكن تم التحدث بها بلاستنباط الى التفكير وبعض الادلة الغير كافية، والله اعلى واعلم.

Scroll to Top