من ذا الذي يقدر على كتابة موضوع تعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني أبلغ من أبناء ذاك الشعب، وهم الذين يرسمون نسخة واحد من نضالاتهم؛ جميلة جداً لا طاقة لنا بتوصيفها وأنى يعطيها حقها التعبير، ذاك الشعب المرابط بأمر من الله الممهل وليس بالمهمل يتنفس معاناة ويشرب مرارة معتقة في قبو محتل نال منهم بعد أن وهبهم الأخر صك حرية مزعوم، هذا الشعب ذو الشباب الذي إلى الشهادة بعضهم إلى بعض يتنادوا، وعلى أبناء عروبتهم ينادون العون العون ولكنهم في طلب الغوث لا يتمادوا، حمضه النووي من نواة زيتون مبارك وكل المخلصين إلى شجرتهم يتهادوا، فهيا لنكتب موضوع تعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني.
تعبير عن الشعب الفلسطيني
إن المعاناة كزجاجة الخمر مضرة مفسدة ولكن كلما تتجرعها أكثر تشعر بلذتها وتستطيبها أكثر وأكثر ولكنها تبقى مضرة مهلكة وهي تشبه لحد بعيد معاناة الشعب الفلسطيني، ويبدوا أن الشعب الفلسطيني كاتب سيناريو ثلاثية الألم، والتي جزؤها الأول يتناول الثمانية والأربعين حينما سرق أولى القبلتين احتلال غاشم وشركاؤه اللصوص الأربعين، هذه الأرض الوقف الواقفة في مفترق طرق الأطماع لطالما كان لها نصيب الأسد من القسوة المتعمدة والألم والخذلان، هذا الشعب الذي يصحوا وفوهات البنادق موجهة إلى مستقبله ويضغط على زنادها ونقصد البنادق وقتما يشاء غاصب مدعوم من كل من يدّعون الشرف، ينظر الشعب الفلسطيني إلى جنوبه الشرقي فينادي يا أخوتي نحن أهل أرض أولى القبلتين المدد المدد فيجيبهم أهل مكة إنا على نصركم بإذن الله لمصريّين، بسيف حق أجربٍ نشحذه ونعده إلى وقت وحين، فينتفض الشعب ويصمد ويئن بأزماته ويستمر في صولاته تارة يبحث عن قوت يومه تارة وتارة ينشد ضمادة وسماعة أذن ليطبب بهما جراحه وفي مساءه يناجي ربه أن يمده بما يستنير به ويضئ عتمته فيصيب الله قلوبهم بنور يعاونهم على الصبر المقيم المستكين، وهل سنحكي عن القصف والتشريد والتهديد بما هو أكثر ومزيد، فمن يريدني أن أكمل فليخبرني أن له طاقة بالسمع ويؤكد أن هذا ما يريد، وكما أراد الله أن يبتليهم ثم ينجيهم فهو قادر على نصرهم وهو الفعّال لما يريد، أكلوك وحقوقك يا شعب فلسطين وكأنك أطيب من أطيب ثريد، إنها فلسطين إنه الشعب الذي ذاق المعاناة بطعمها المجرد وما زال المحتل بتعذيبه يتفرد.
موضوع عن فلسطين مؤثر
تخيل أنك بكامل قوتك ونشاطك وبشيء مما تبقى من عقلك ونسيت أن أخبرك يا عزيزي أنك أب لطفل جاوز عمر الوليد وله من اللهو والمتعة المجنونة ما لن يحب عندما يكبر أو يريد، وناداك هذا الطفل بل صرخ بك أبي أبي إني خائف ولا تستطيع أن تقدم له سوى جسدك ككفن ليحفظ أشلاء جسده ويشيع إلى بارئه شهيد، استفق ولا تشح بنظرك شارداً إنها حكاية الطفل السعيد في الجو العاصف المغبّر بشكل شديد هو وأباه العنيد، فهذه المعادلة الصعبة التي يكابد موازنتها رجال شعب فلسطين في سبيل تربية أبنائهم أمر اعتيادي، فلقد تلقى الشعب الفلسطيني اللكمات تلو اللكمات حتى أدمن وقعها ومن حلاوة تضحيتها ترنح وهذا فراق بين أولادك وأولادي، كيف لهذه الحياة أن تسمى حياة وكيف يمكن أن يرضى بها بشر إلا لو كان قلبه يفيض بالإيمان بأن الخالق قادر على أن يسخّر الأخوة والأسباب ليتخطى محنته ويهتف باسم الله الله أكبر وينادي، انه الفلسطيني الذي لا يستطيع تأمين قوت ولا دفئ ولا أمان لنفسه أو لذويه، إنها الحياة بوجهها الموحش إنه حياة شعب فلسطين.
قصة قصيرة عن معاناة الشعب الفلسطيني
إبان رمضان الماضي وحينما كان أطفال أمة الإسلام يتجهزون ويجهزون قوائم شراء ملابس وحاجيات العيد، كان أخو الطفل الوليد قد بلغ من العمر ثمانية أعوام فلسطينية تعادل ثمانية عقود في أي وطن أخر، ولكن وحتى لا نتخذ الكذب سبيلاً كان في أخ الوليد قد بقي شيء من الطفولة الحقيقية، وكان يلح على أباه الفقير ويستزد في إلحاحه إلحاحاً حتى يشتري له من الكسوة ما يصلح للسلم والعدوان الغاشم، وكان فقر الوالد يمزق فؤاده أشلاء كتلك الأشلاء التي تبعثرت بعد أن قام المحتل بقصف منزل الجيران بصاروخ طائرة حربية شرسة وحديثة جداً وفتاكة، ولكن الأب كان يكفكف جراحة ويسعى مناجياً ربه حتى هداه الله لباب رزق نال منه ما نال ولم يبقِ على كرامته باقية، فأخذ الأب المال ونظر لكرامته نظرة وداعية ثم استعان بطاقة اللحظة التي سوف يرى فيها البسمة تعتلي محيا أخو الوليد وضخ ذلك الوقود الغرائزي في ساقيه وهرول إلى السوق الشعبي الرخيص مسرعاً وأمن لطفله كسوة الفرح والشهادة، ثم اتخذ سبيل بيته مقبلاً ولما وصل حيه الثاكل المليء بالثكالى وجد كومة من الركام تشبه تلك التي رآها بعد كابوس جيرانه وإذا به يصحو على كابوس حقيقي إنه بيتي، أين ولدي أين أخ الوليد وبعد سويعات أخرجت جثة أخو الوليد من تحت الركام الرطب بفعل خراطيم مياه الإطفائية والتي حاولت أن تطفئ ناراً لن تنطفئ ولن تقدر تلك الخراطيم اخماد حريق شب في قلب أبا الوليد والد أخاه ذو الثمانية أعوام والتي تساوي بحق ثمانين من الأعوام، لقد قُتل أخو الوليد واختار الله أن يلبس كسوته العيدية الجديدة الرخيصة ليزف بها شهيد، وإلى الآن يصرخ الأب بملء فاه الله اكبر لا إله إلا أنت ننتظر نصرك إلهي على يدي قائد خالد كخالد ابن الوليد.
هل أوجعتكم التخيلات؟ هل تخيلتم كيف يقضي شعب فلسطين حاضره وينتظر كل ما هو آت، حسناً هونوا عليكم، فليست هذه الصورة الحقيقية لأن الحقيقية لا طاقة لي على وصفها، ولو أردتم تصنيف كلماتي على أنها موضوع تعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني، فأنا ظالم متصنع لا استحق هذا اللقب وانتم لشعب فلسطين ولها بإذن الله لناصرون.