النظافة هي سلوك أخلاقي وحضاري، قائم على عدة أسس وقواعد تجعل من الطالب المدرسي شخصاً لائقا بشخصه ومدرسته، فيجب عليه التحلي بها، والمحافظة على مرافقه الخاصة والمرافق العامة أيضاً، فالطالب المدرسي عليه المحافظة على مدرسته، وجعلها دوما تخلو من المقذورات والملوثات التي تترك بصمة غير لائقة أخلاقياً وجمالياً، فواجبٌ عليه عدم تهميشها وإهمالها، والمحافظة على مدرسته كما يحافظ على بيته وغرفته وأشياءه، فهي بمثابة البيت الثاني الذي يحتويه ويحتضنه، وهي مكانه الأول وملجأه خلال السنين التي يقضيها في مسيرته التعليمية، والتي يقضي معظم نهار يومه بداخلها، فهي لاتقل أهمية عن النظافة الشخصية، فنظافة المظهر العام للمدرسة، يدل على نظافة المظهر العام للطلاب والمدرسين أيضاً، لذا فإن نظافة المدرسة تحتل أهمية عظمى داخل المنظومة التعليمية والتي سوف ينشأ منها الجيل الذي يتحلى بالعادات والتقاليد والأخلاق الحسنة، والتي ستجعل منه طالباً محافظاً على نظافة مظهره ومدرسته دائما.
مقدمة عن النظافة الشخصية
النظافة في الاصطلاح العام لها، تعتبر مجموعة من العادات والتقاليد التي يتحلى بها الانسان ويعتاد عليها، ولكي يحفظ صحته، يجب عليه الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المرافق التي تخصه، ونظافة البيئة والتي يعيش بداخلها، حتى لا يصاب بالأمراض الضارة والفايروسات اللعينة، وتتسبب له في الكثير من المشكلات الصحية، فالنظافة هي مجرد كلمة صغيرة، ولكن في مضمونها فهي تحوي الكثير، وتبعث الراحة في النفس، فكل إنسان يتمنى بأن يكون نظيفاً من الداخل والخارج، وتتمثل النظافة الداخلية له، بكونه طهور القلب وقوي الإيمان ومقربٌ من خالقه سبحانه وتعالى، كما وأن الدين الإسلامي يحرص على النظافة فقد أمر بالتطهر وذلك من خلال الوضوء في الصلوات الخمس يومياً قبل أداء الصلاة، كذلك دور المعلمين والمعلمات والأباء أيضاً بتوجيه الطلاب والأبناء ونشر الوعي حول أهمية النظافة.
أهمية النظافة في حياة الإنسان
النظافة من أطلق وأعظم الأمور الحياتية أهمية للانسان، حتى ينعم بحياة صحية سليمة وخالية من الأمراض، وقد أمرنا الإسلام وحثنا رسولنا الكريم عليها مراراً وتكراراً، لأنها تعد درجة من درجات الإيمان بالله، والتي أُمرت بها كافة الأديان السماوية، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-((الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) صدق رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فكان اهتمام الإنسان بالنظافة منذ بِدء تكوين الخليقة.
دور الطلبة في نظافة المدرسة
تقع مسؤولية نظافة المدرسة وأركانها بلا استثناء على عاتق كل الطلبة الموجودين فيها، فهم يعدون المستفيد الأول من المدرسة والأكثر عدداً، وهم نفسهم من يقومون بإتلافها وتشويه منظرها ولا يهتمون بنظافتها، فواجب كل طالب أن يلتزم ببعض القوانين، كالمحافظة على مدرسته، كما يحافظ على نفسه ونظافته الشخصية، فهي جزء لا يتجزأ من حياة الطالب، فالطالب عنوان المدرسة، والمدرسة بيت الطالب الثاني، ويجب الحرص وكل الحرص على تنظيف مرافق المدرسة كالحمامات خاصة وعدم إلقاء القمامة فيها، كما ويجب عدم الكتابة على حوائط المدرسة والكتابة والرسم على جدران الفصول، وكتابة كلام ليس له أي معنى، والخربشة على الطاولات والكراسي وإتلاف النوافذ، وقيام البعض بتقشير الجدران وإلقاء قمامة المشروبات ومخلفات الطعام في فناء الساحة أو تحت الطاولات، وإلقاء الورق على الأرض بعيداً عن سلة المهملات، فيجب عليهم المحافظة على مدرستهم دائما جميلة ونظيفة.
في تطبيق الطلاب لهذا السلوك الجميل، يكون خلق النبي الطيب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-((إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم)) ، فابتباعنا نهج الرسول الكريم والسير على خطاه، في تنظيف أنفسنا وتنظيف كل ما يحيط بنا، والعمل على نشر هذا السلوك والخلق الجميل بين الآخرين، وعدم إيذائهم بالقذارة، حينها ستنهض بنا الأمة، وتزهر البلاد بجمالها وحسن خلق أفرادها، وينتشر الوعي بين الناس، وبالتعاون معاً في نظافة البيئة، هنا ستختفي الأمراض الخطيرة والآفات الضارة، وننعم بحياة صحية سليمة وجميلة، فالشخص النظيف ذو المظهر الحسن، يعد نموذجاً من الجمال والأناقة، وكذلك ينطبق على المكان، فالمكان النظيف يعتبر أجمل الأماكن مهما كان متواضعاً.