قصيدة عابرون في كلام عابر

قصيدة عابرون في كلام عابر، أحد القصائد المميزة للشاعر الفلسطيني محمود درويش شاعر الثورة والوطن، الذي سطر العديد من القصائد التي ما زالت خالدة في أذهان الكثيرين في أنحاء العالم العربي والغربي على حد سواء، تلك القصيدة التي يخاطب بها العدو الصهيوني بأن يرحلوا عن أرضنا المقدسة، ذلك العدو الذي لا هوية ولا تاريخ له جاء ليدنس أرض فلسطين، آن الوقت أن ترحلوا وتتركونا نعيش بسلام في أرض العزة والكرامة، اخترنا لكم في مقالنا قصيدة عابرون في كلام عابر.

قصيدة عابرون في كلام عابر

قصيدة عابرون في كلام عابر
قصيدة عابرون في كلام عابر

استطاع الشاعر الفلسطيني محمود درويش أن يسطر من خلال كلمات قصيدته عابرون في كلام عابر عن معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتل الصهيوني، وتجاوزات الاحتلال الاسرائيلي في قمع الحريات ومحاولة حرق الهوية والتاريخ الفلسطيني وتدنيس الارض المقدسة، نترككم مع كلمات القصيدة الخالدة:

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، و انصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة

و خذوا ما شئتم من صورٍ كي تعرفوا

أنَّكم لن تعرفوا

كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماءْ…

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة

منكم السيف – ومنَّـا دمنا

منكم الفولاذ والنار- ومنَّـا لحمنا

منكم دبابة أخرى- ومنا حجرُ

منكم قنبلة الغاز- ومنا المطرُ

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا

وادخلوا حفل عشاء راقصٍ.. وانصرفوا

وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداءْ.

و علينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء!

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة

كالغبار المُرّ مرّوا أينما شئتم ولكنْ

لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة

فلنا في أرضنا ما نعملُ

و لنا قمح نربِّيه و نسقيه ندى أجسادنا

و لنا ما ليس يرضيكم هنا :

حجر… أو حَجَلُ

فخذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التحفْ

و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم،

على صحن خزف.

فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبلُ

ولنا في أرضنا ما نعمل

عابرون في كلام عابر

عابرون في كلام عابر
عابرون في كلام عابر

يخاطب الشعر محمود درويش العدو الصهيوني ويدعوه الى مغادرة أرض فلسطين، ليترك أهلها يعيشون بسلام، ويعودوا من حيث جاؤوا فهم لا وطن ولا هوية ولا تاريخ لهم، فلا مكان لكم في وطننا ولا يننا، فالشباب الثائر قادر بالحجر ان ينتصر عليهم بالرغم من قوة العتاد الذي يمتلكونه، كلمات معبرة وتلمس المعاناة والقهر الذي يعتصر قلوب الفلسطينيين منذ أكثر من 74 عاماً من الاحتلال.

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة

كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا

وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس

أو إلى توقيت موسيقى مسدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعباً ينزف

وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة

أيها المارُّون بين الكلمات العابرة

آن أن تنصرفوا

وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا

آن أن تنصرفوا

ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا

فلنا في أرضِنا ما نعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الأول

ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا… والآخرة

فاخرجوا من أرضنا

من برنا ..من بحرنا

مِن قمحنا .. مِن ملحنا .. مِن جرحنا

من كل شيء، واخرجوا

من مفردات الذاكرة

يعتبر الشعر من أهم الوسائل التي تعبر عن المعاناة والقهر والظلم الذي يعتصر القلوب ألماً وحزناً على فقد الوطن والأبناء، قصيدة عابرون في كلام عابر واحدة من القصائد التي جسدت هذه المعاناة التي نتمنى أن تزول بزوال المحتل.

Scroll to Top