يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه لم يُذكر الأم والأب؟ لماذا، هي إحدى الايات التي تتضمنها سورة المعارج، وتعتبر السورة من السور المكية، وترتيبها السبعون في كتاب القرآن الكريم، يبلغ عدد آياتها أربعة واربعون آية، وقد سُميت السورة بهذا الاسم لانها بدأت بالسؤال عن وصف عروج الملائكة الى السماء، ويُطلق عليها اسم “سَأَلَ سَائِلٌ” وهو بداية السورة، وقد نزلت السورة في النضير بن الحارث، وهو احد مشركي قبيلة قريش، والذي دعا على نفسه بالعذاب فوقع له نفس ما دعا به، وفي هذا المقال سنوضح لكم تفسير يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه لم يُذكر الأم والأب؟ لماذا.
لماذا لا يفتدي المجرم بوالديه
{يُبصرُونَهُم يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ “11” وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ “12” وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ “13” وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ “14”} تتحدث سورة المعارج بشكل عام على تأكيد وقوع العذاب على الكافرين، والنعيم للمصدقين بيوم الدين، وتتحدث هذه الاية عن اهوال يوم القيامة حيث ان كل انسان يشاهد قريبه، ولكن لا يسأل أحد أحداً لهول الموقف، يود من استحق النار ان يفتدي من عذاب ذلك اليوم بأولاده، وبزوجته وأخيه، ويفتدي بعشيرته الأقربين منه الذين يقفون معه في الشدائد، ويفتدي بمن في الارض جميعاً من الإنس والجن وغيرهما، ثم يسلمه ذلك الافتداء وينقذه من عذاب النار، ولكن ليس الامر كما تمنى هذا المجرم، إنها نار الاخرة تلتهت وتشتعل، قال تعالى: “كلآ إنها لظى”، ولكن في هذه الآيات لم يفتدي المجرم بوالديه “امه او ابيه”، ويكون إجابة هذا السؤال كما يلي:
- لأن الانسان لا يستطيع ان يفتدي بأمه وابيه من عذاب جهنم، وضلك لمنزلتهما العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وفي ذلك إكرام من الله سبحانه وتعالى للام والاب، حيث في بعض ايات القرآن الكريم قرن الله تعالى شكر الوالدين بشكره، قال تعالى: “اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ”، وقد قرن طاعته وعبادته بالاحسان وطاعة الوالدين وبرهُما، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”، لذلك لا يستطيع الانسان ان يفتدي بوالديه حتى لو كان في موقف شديد.
قدمنا لكم في هذا المقال المعلومات العامة عن سورة المعارج، كما قد قدمنا لكم تفسير بعض آيات السورة التي تتحدث عن حال المجرم يوم القيامة، وقد قدمنا لكم سبب عدم افتداء المجرم بوالديه من عذاب جهنم، وبذلك نكون قد قدمنا شرحاً واضحاً عن يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه لم يُذكر الأم والأب؟ لماذا.