حقيقة الغاء التباعد في الحرم المكي، يتساءل المسلمون من كافة أنحاء العالم، ممن يقبلون على تأدية مناسك الحج والعمرة في كل عام من موسمه، عن حقيقة هذا الخبر المنتشر مؤخراً بما يخص بصفوف المصلين في الحرم المكي الشريف، والتي كانت من ضمن الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار الإصابات في صفوف المصلين بفايروس كورونا، منعاً لتفي الفايروس فيما بينهم والحاق الأذى والضرر فيما بينهم أثناء التقارب بين صفوفهم في تأدية الصلوات، ولكن السؤال المطروح من قبل المواطنين هو ما حقيقة الغاء التباعد في الحرم المكي.
الغاء التباعد في الحرم المكي 1446
وفي الآونة الأخيرة انتشرت الكثير من الأقاويل بين المواطنين التي تفيد بأن هناك الغاء لقرار التباعد بين صفوف المصلين في الحرم المكي بمكة المكرمة، وتحديداً ممن توجه لأداء العمرة والمصلين، ليتصدر الخبر في كافة المواقع الالكترونية، ويبدأ المواطنين بتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومناقشته وطرح الآراء فيه، هذا الخبر الذي يمثل حلم المسلمين كافة في جميع بلاد الأرض، بأن يلغى التباعد ويعود الحال الى طبيعته كما في السابق، وهي أمنية المصلين بأن ينتهي الوباء ويعود المصلين والمعتمرين الى الحرم دون الحد من أعدادهم وتقليلها بهدف تخفيف التجمعات والقضاء على التقارب فيما بينهما، فجاء تحجيم المصلين في الحرم ضمن البروتوكولات المطبقة للوقاية من المرض، ولكن السؤال هنا هل قرار الغاء التباعد قرار رسمي صحيح صادر من الجهات المسؤولة في المملكة، ام أنه مجرد شائعات لا صحة لها،
حقيقة الغاء التباعد في الحرم المكي 1446
بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة يبدو فيها المسجد الحرام يصلي فيه المسلمين ويطوفون، وكانت الصورة مرفق عليها كتابة تفيد بخبر الغاء التباعد الاجتماعي في الحرم المكي، بالإضافة الى السماح للمتواجدين في الحرم بأداء الصلوات دون تباعد بالاقتراب من بعضهم البعض، وكذلك الأمر بالنسبة الى المعتمرين تتم المناسب دون تباعد فيما بينهم، الغاء شرط التباعد هذا أحدث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من النشطاء بدء بتبادل الصورة ليبحث عن حقيقة تفاصيلها، اذ أنه أثار اللغط الكثير في كافة أنحاء المملكة على وجه الخصوص، لينتشر بسرعة النار في الهشيم، في ظل تطبيق المملكة لكافة لإجراءات الاحترازية للوقاية والسلامة من المرض، كان أقل ما في تلك الإجراءات هو عدم ملامسة الاسطح، والتجمعات.
- حقيقة الخبر؛ لم يصدر أي قرار رسمي من الجهات المعنية بالمملكة عن إلغاء التباعد الاجتماعي سواء من وزارة الأوقاف أو الحكومة السعودية، اذ أن كافة الاشاعات والأخبار المتداولة من قبل البعض عارية عن الصحة تماماً ولا أصل لها، فلم ترد أي أنباء تفيد بهذا الخصوص من أي مصدر حكومي.
- كما وأكدت الأوقاف السعودية على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي واتباع كافة الإجراءات الاحترازية أثناء أداء الصلاة أو الطواف في الحرم المكي، على كل من المصلين والمعتمرين، إلى أن يصدر قرار رسمي بالإعلان رسمياً من الجهات المختصة بالمملكة.
- لافتاً الى أنه في حال صدور أي قرار بفيد بذلك، سوف تعلن عنه عبر شاشات التلفاز الرسمية وكافة المواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعية الموثوق بها.
- ودعت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية المواطنين بكافة مدنها وقراها، الى التأكد من صحة الأخبار المتداولة من خلال ارسال الاستفسارات والأسئلة عبر صفحات التواصل الاجتماعي الرسمية المتعمدة لوزارة الصحة، وغيرها من الجهات الحكومية المعنية بالأمر في المملكة، أو أنه بإمكان المواطن الاتصال بشكل مباشر والتواصل مع أي منها أو ارسال رسالة نصية عبر البريد الالكتروني.
التجمعات في المملكة العربية السعودية
عملت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية المسؤولة على الحفاظ على حياة الأفراد وساهمت بشكل كبير في مواجهة جائحة كورونا العالمية، والحد من تفشي الفايروس بين مواطنيها، وخاصة خلال المناسبات والمواسم التي تتخللها تجمعات كبيرة للأفراد، ولذلك عملت الحكومة على تحجيم اعداد التجمعات؛ فقامت بتحديد عدد الأفراد في التجمع الواحد على ألا يتجاوز 20 فرد، بالإضافة الى فرض عدد من الضوابط والإجراءات الاحترازية التي يتم الالتزام بها خلال التجمع.
ومن الجدير بالذكر هنا ان وزارة الصحة السعودية عملت على التوسع في إنشاء مراكز اللقاح في مختلف الأماكن في المملكة، وكثفت الرقابة على التجمعات المختلفة في المناسبات التي لا يتم فيها تطبيق لإجراءات الوقاية والسلامة العامة، وسعت جاهداً الى تنفيذ الضوابط التي تحمي الأفراد من التعرض للإصابة، وبهذا نجد انه من البديهي أن تكون تلك الاشاعات المتداولة عارية عن الصحة، وأنها مجرد أخبار مغلوطة تم تداولها بين رواد منصات التواصل في المملكة، لتحدث ضجة كبيرة وبسرعة هائلة، ليقبل الموطنين على السؤال حول حقيقة الغاء التباعد في الحرم المكي.