كيف ينهض الشباب باوطانهم، تعمل المدارس في تنمية انتماء الطلاب وحبهم لوطنهم منذ مراحل مبكرة، فتقوم بتدريس العديد من المواضيع الدراسية التي تحتوي على معلومات عن الوطن، وكيفية الدفاع عنه، وكيف ينهض الشباب بالوطن، وكيفية المحافظة على الوطن، وغيرها من الدروس التي تُقوي حب الوطن في قلوب ابنائه، وفي منهاج اللغة العربية يطلب المعلم من طلابه بكتابة العديد من موضوعات التعبير عن الوطن، والتعبير عن كيف ينهض الشباب بوطنهم، وفي هذا المقال سنقدم لكم موضوع تعبير كامل عن كيف ينهض الشباب باوطانهم.
مقدمة تعبير عن الشباب والنهضة بالوطن
تعتبر فئة الشباب هي العمود الذي يرتكز عليه المجتمع، وهم أساس التطور والتنمية، وأصحاب الهمة والعزيمة، وإذا تأملنا تاريخنا الإسلامي نجد ان الدولة الإسلامية قامت وانتشرت في ارجاء المعمورة بفضل همة الشباب المسلمين، كأمثال علي بن ابي طالب، وزيد بن ثابت، وحمزة بن عبد المطلب، وغيرهم من الشباب الذي ناصروا الحق والإسلام، ونصروا الرسول عليه الصلاة والسلام، وساعدوه في حمل هذه المهمة العظيمة وهي نشر الدين الإسلامي، وإذا رجعنا إلى قصص تاريخ الدعوة الإسلامية نجد أنه كان للشباب دوراً كبيراً في النهضة باوطانهم وحمايته والعمل على تطويره، وبالشباب تعلو الاوطان وتسمو عن غيرها، وإن خير قدوة للشباب ومثالهم العظيم في الدفاع عن الوطن والنهضة به هو رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- حيث انه عندما هاجر الى المدينة المنورة لم ينسى وطنه مكة المكرمة، وقد قال عند خروجه منها “والله إنَّكِ لخيرُ أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أنِّي أُخْرِجتُ منكِ ما خَرَجْتُ”، وقد عاد مرة اخرى وحررها من كفار قريش في فتح مكة.
دور الشباب في نهضة الوطن و عزته
تعتبر مرحلة الشباب من أهم وأقوى مرحلة في حياة الإنسان، والتي تتوسط مرحلة الطفولة ومرحلة الشيخوخة التي تتصف بالضعف، وتنحصر فترة الشباب بين الخامسة عشر عاماً الى الخمسة وعشرون عاماً حسب تقرير هيئة الامم المتحدة، ويتصف الشباب بالهمة والعزيمة والإرادة، وبأنها مرحلة الأحلام والأمنيات، ومرحلة السعي الى النجاح وتحقيق الإنجازات، ومرحلة حب الاستكشاف وخوض المغامرات، ولفئة الشباب مهمة عظيمة، وهي ان ينهض الشباب باوطانهم، ويسعى من أجل تطويره والعمل على تنميته وحمايته، ولهم الدور العظيم في بناء الوطن والأمة.
الشباب هم صُناع الحضارة والتطور، وهم الأيدي العاملة التي تعمل من أجل بناء مستقبل الدولة التي يعيشون فيها، حيث أن أغلب المهن تقوم بتوظيف فئة الشباب وذلك لأنهم الفئة الأقدر على العمل والإبداع، وهم الفئة المُنتجة في المجتمع والتي تعمل على بناء اقتصاد الدولة، وهم الحصن والدرع الواقي للوطن من أي عدو خارجي أو داخلي، ولم دور عظيم في حماية حدود الوطن، وينهض الشباب بالوطن ايضاً من خلال المبادرات الاجتماعية والاعمال التطوعية التي تهدف الى مساعدة ابناء الوطن، ومن خلال التضامن والتعاون في بناء المجتمع، وتقوم فئة الشباب بقيادة الثورات ضد انظمة الحكم الظالمة، وضد الفساد، وينبغي على الدولة ان تولي اهتماماً كبيراً لفئة الشباب من أجل دعمهم مادياً ومعنوياً.
أهمية الشباب ودورهم في بناء المستقبل
إن الشباب هم امل المستقبل، وهم الأيادي التي تعمل على بناء مستقبل مشرق لوطنهم، تتصف فئة الشباب بالقوة والعزيمة والإصرار والإرادة في السعي الى التطور في مختلف المجالات سواء الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية، وينهض الشباب باوطانهم من خلال السعي لجعل صورة مجتمعهم مُشرقة بين المجتمعات الأخرى، وبعض الدول تقوم بالاهتمام بفئة الشباب، وتوفير احتياجاتهم، وتقديم التدريب المهني، وإنشاء مراكز التطوير والتأهيل المتنوعة، وتقديم الإرشاد النفسي، من اجل الارتقاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة في مختلف مجالات الحياة، لذلك يجب على جميع الدول التي تسعى الى التطور تقديم العناية والرعاية لفئة الشباب خصوصاً، وكما قال الشاعر عن دور الشباب في النهضة باوطانهم وبناء المستقبل: “إن الشباب غدٍ .. فليهدهم لغد .. وللمسالك فيه الناصح الورع”.
دور الشباب في التغيير
ينهض الشباب باوطانهم من خلال السعي الى إحداث التغيير فيه، ففي المجال السياسي يعتبر الشباب هم الفئة التي تقود أغلب الثورات التي تقوم ضد الفساد والحكومات الظالمة، وهي الفئة التي تعتبر الدرع الحامي في وجه الاعداء، حيث تعتبر فئة الشباب هم الفئة التي يتكون منها الجيش والقوات الأمنية في الدولة، أما في المجال الاجتماعي تعتبر فئة الشباب هي الفئة التي تقوم بالكثير من حملات التطوع والأعمال الخيرية، والتي تعمل على نشر قيم التضامن والتكافل الاجتماعي في المجتمع، وفي المجال الاقتصادي ينهض الشباب باوطانهم من خلال السعي الى تنمية اقتصاد المجتمع من خلال فتح وإنشاء المشاريع الاقتصادية المختلفة والتي يُديرها الشباب، وإن أهمية الشباب تتمثل فيما قاله أحد الحكماء العرب قديماً: “الشباب باكورة الحياة، وأطيب العيش اوائله، كما أن أطيب الثمار بواكيرها، وما بكت العرب على شئ كما بكت على الشباب، وما بكى الشعراء من شئ كما بكوا على المشيب”.
دور الشباب في بناء المجتمع
ينهض الشباب بمجتمعاتهم من خلال تركيز كل جهودهم وطاقاتهم في بناء المجتمع، وتعتبر فئة الشباب الأكثر قدرة على العمل والتطوير والإبداع، وهم الفئة التي تحتل النسبة الاكبر من اجمالي عدد السكان، ويجب على الدولة العمل على استغلال طاقات الشباب استغلابلاً صحيحاً بما يعمل على تطويرها والنهضة بها، وعدم استغلالها بشكل سلبي الامر الذي ينقلب ضد الدولة، وتُهدر طاقات الشباب، مما يعمل على دفع الشباب الى الهجرة من اوطانهم والعمل في بناء مجتمعات اخرى.
دور الشباب في نهضة الأمة
ينهض الشباب باوطانهم من خلال الجد والاجتهاد في الدراسة، فالعلم سلاح الطالب، به ينهض الشباب باوطانهم، ويسعى من أجل تطويره والسمو به، فالطبيب يخدم وطنه من خلال العمل في المستشفيات وتقديم العلاج لابناء وطنه، والضابط تكون مهمته في حماية وطنه من الفساد، والمهندس يقوم ببناء الوطن من خلال بناء البيوت والابراج وغيرها من المباني المعمارية، وإن مهمة المعلم هي مهمة عظيمة تتمثل في تثديم المعلومات لجميع الطلاب في مختلف الفئات العمرية، وفي الجامعات والمدارس، وبذلك يتخرج منهم الطبيب والشرطي والمهندس وغيره من المهن التي ينهض بها الشباب باوطانهم.
تسعى حكومات العديد من الدول الى العمل على الإيفاء بكافة متطلبات تأمين مستقبل الشباب، مثل تقديم خدمة التعليم المجاني المتمثلة في المدارس والجامعات الحكومية، وايضاً توفير فرص عمل متنوعة للشباب، من أجل مساعدتهم في بناء مستقبلهم، وبذلك يكون الشباب عنصراً فعالاً وبناءً ومساهماً في النهضة بوطنه وتطويره وتمييزه عن غيره، وبدون الاهتمام بفئة الشباب والعمل على تلبية احتياجاتهم، ينتشر الفساد وتتدمر المجتمعات، وقد اوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الاهتمام بفئة الشباب حيث قال: “أوصيكم بالشباب خيرا فإنهم أرق أفئدة، لقد بعثني الله بالحنفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ”.
قدمنا لكم في هذا المقال موضوع تعبير كامل عن كيف ينهض الشباب باوطانهم، وعن دور الشباب في نهضة الوطن وعزته، ودورهم العظيم في التغيير والقضاء على الفساد، ونهضة الامة، وهو موضوع تعبير يستوفي العناصر المهمة في كتابة موضوع التعبير من مقدمة ومواضيع رئيسية وخاتمة.