من هو ورقة بن نوفل، عندما نتحدث عن ورقة بن نوفل فإننا نستذكر سريعاً بداية ديننا العظيم منذ نشأته الأولى، منذ نزول الوحي أول مرة على سيدنا محمد في غار حراء حيث اقترن اسمه بذاك الموقف وعلق بالأذهان فكان أول مبشر ومطمئن ومثبت للسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – فواجبٌ علينا وشرف لنا أن نتعرف على نسبهه وسيرته وجميل فضله، علّنا نحذو حذوه ونتأسى ببعض مناقبه ونقتبس شيئاً من جميل صفاته، وفي هذا المقال سنقدم لكم المعلومات بخصوص من هو ورقة بن نوفل.
نسب ورقة بن نوفل
هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة بنت خويلد، زوجة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث أن والده نوفل بن أسد هو أخ والد خديجة خويلد بن أسد، كان محترماً في قومه، مصدقاً في قوله، معروفاً بين قومه بالدعوة إلى الخير والتعاون وعدم التشاحن، وكان أيضًا صاحب فراسة يقيس الحاضر على الماضي، تعلم ورقة بن نوفل العبرانية وقرأ كتبها، وتوسع في قراءة التوراة والإنجيل كان عالمًا متبحراً في الأديان السابقة، وقد عرف عن ورقة أنه كان دائم البحث عن الحق، حيث روي في مسند الطياليسي أنه خرج ذات يومٍ يلتمس الدين حتى وصل به الأمر إلى راهبٍ في العراق، فقال له الراهب: من أين جئت يا صاحب العير؟ فرد ورقة بن نوفل: من بيت إبراهيم، فقال له الراهب: وماذا تلتمس؟ فأجابه: ألتمس الدين، فقال له: ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في الأرض التي جئت منها.
موقف ورقة بن نوفل مع بنت عمه خديجة
إن ورقة أول من بشر خديجة بنبوة رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – قبل زواجها به بشهر أو أقل، بعدما حدثته بالسحابة التي ظلت ترافق سيدنا محمد أثناء سفره مع ميسرة بتجارتهما إلى الشام حتى وصل مكة، فقال لها حينها: “لئن كان هذا حقاً يا خديجة فإن محمداً نبي هذه الأمة وقد عرفت أنه كائنٌ لهذه الامة نبيٌ يُنتظر وهذا زمانه”.
موقف ورقة بن نوفل مع النبي -صلى الله عليه وسلم-
في القصة المشهورة أنه لما أوحي إلى سيدنا محمد في أول مرة في غار حراء، وحينما ذهب لزوجته خديجة وأشارت عليه بأن تذهب إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وتسأله، فذهبت إليه وأخبرته بما حدث مع النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال لها ورقة: “قدوس قدوس ، إن كنت صدقتي يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى وإنه لنبي هذه الأمة، فليثبت” ، وبعدها خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليطوف بالبيت فلقيه ورقة بن نوفل، بشره بالنبوة وطمأنه وقال كلمته المشهورة حينها: “والذي نفس ورقة بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتخرجنه ولتقاتلنه، ولئن أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه” ثم اقترب من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقبل رأسه.
لم يمضِ وقتاً طويلاً بين تبشير ورقة بن نوفل للنبي – صلى الله عليه وسلم – بنبوته وبين وفاته، وقد تُوفي قبل ان يُسلم، وفي حديث قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” رأيت لورقة جنة أو جنتين “، قدمنا لكم في هذا المقال المعلومات عن من هو ورقة بن نوفل.