هل يجوز صيام 10 و 11 من محرم، هناك العديد من العبادات التي يتعبد بها العبد الى الله سبحانه وتعالى، ومن ضمن هذه العبادات هي الصوم فإن الصوم في الإسلام يصنف من ضمن أهم العبادات الى الله، و ايضا يعتبر ركنا من أركان الإسلام والصوم في الدين الإسلامي باعتباره عبادة متفق عليها عند سائر المسلمين، كما انها عقيده التي يتبعها المسلمين على نهج النبي صلى الله عليه وسلم من حيث ماهيتها وأساسياتها، والصيام يصنف إلى قسمين قسم فرض على كل مسلم عاقل بالغ، والقسم الآخر منه هو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالفرض هنا صوم شهر رمضان والأيام التي يفضل فيها الصيام السنة عن النبي منها يوم الاثنين والخميس وغيرها من الأيام، ولكن هناك العديد من الاسئلة عند الكثير من الناس حول معرفه هل يجوز صيام اليوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم، وكما بدورنا في هذا المقال سوف نستند الى كافة الايات القرانية والاحاديث النبوية التي من خلالها تبين لنا مدى صحة جواز صيام العاشر والحادي عشر من شهر محرم.
هل يجوز صيام 10 و 11 من محرم
إن صيام يوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم تعتبر من أيام الصيام التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصومها، و نظرا لاعتقاد الكثير من المسلمين ان هذه الايام مخصصة فقط لأهل الشيعة لانهم احق الناس لصيام هذه الأيام فهذا اعتقاد خاطئ لا أساس له من الصحة، حيث أن صيام العاشر والحادي عشر من شهر محرم يجوز الصيام كما وأنه يصنف من ضمن ايام التي يكفر الصيام فيها عن السنة التي قبلها حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث النبوي يتضمن فضل صيام يوم عاشوراء وهو: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”
آراء حول مدى جواز صيام 10 و 11 من محرم
هناك العديد من الآراء الفقهية التي تختلف وتؤيد أي مسألة تتعلق في الشأن الاسلامي وأن الاختلاف لا يعني أن هذا الرأي على صواب ولكن الإجماع في مسألة ما تتضمن الكثير من الإسناد التي من شأنها تبين مدى صحه هذه المسألة كما وتم طرح على دار الإفتاء، عدد مسائل تختص بالإسلام، ومن ضمنها مسألة معرفة مدى جواز صيام يوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم، حيث يتمثل آراء الفقهاء حول معرفة مدى جواز صيام 10 و 11 من محرم في ما يلي:
- الراي الاول: يقول انه من المستحب صيام يوم الحادي عشر من شهر محرم مع يوم عاشوراء وذلك في حاله لم يصوم هذا الشخص اليوم التاسع من شهر محرم فبالتالي من هذا الرأي الإجازة الشرعية بصيام يوم العاشر والحادي عشر من هذا الشهر.
- الرأي الثاني: يقول أصحاب هذا الرأي مستندين إلى قول شيخ الاسلام زكريا الانصاري انه قال ان لم يصم معه أي عاشوراء وتاسوعاء فصوم الحادي عشر معهم مستحب حيث يدل أصحاب هذا الرأي أن من الواجب على المسلمين من أجل الاقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يصوموا اليوم التاسع والعاشر من شهر محرم ولكن هذا لا يمنع من صيام الحادي عشر من هذا الشهر كما واعتبره صوم مستحب.
- الرأي الثالث: يقول أصحاب هذا الرأي أنه من المستحب صيام يوم عاشوراء وهذا أمر لا خلاف فيه لكن يجب صيام يوم قبل عاشوراء أي صيام تاسوعاء وعاشوراء اوبعد عاشوراء يوم الحادي عشر والغاية من ذلك هو عدم التشبه مع اليهود في عاداتهم لذلك حتى يكون هناك مخالفة بين عادات المسلمين واليهود على المسلمين صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعد عاشوراء.
- الرأي الرابع والاخير: يقول أصحاب هذا الرأي، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم” والمعنى الحقيقي لهذه القول أن النبي يفضل صيام شهر محرم من اول يوم الى اخر يوم ولكن يخص منه في هذا الشهر يوم التاسع والعاشر او العاشر والحادي عشر لمن لا يصوم هذا الشهر كله، والغاية من صيام يومين هو عدم التشبه مع كفار قريش حيث أن اليهود تصوم هذا اليوم اعتباره إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه واهلك فرعون وقومه ويصومون هذا اليوم شكرا لله.
فضل صيام 10 و 11 من محرم
يعتبر شهر محرم من اكثر الاشهر الهجريه بعد شهر رمضان يمكن للعبد أن يتقرب به الى الله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الشهر كله ولكن لمن لا يستطيع صيام هذا الشهر عليه صيام اليوم التاسع والعاشر أو عاشوراء والحادي عشر من محرم، حيث يتمثل فضل صيام العاشر والحادي عشر من شهر محرم في ما يلي:
- فضل صيام يوم العاشر من محرم فإن من صام هذا اليوم تغفر كل ذنوبك لمده سنه كامله السابقة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :” وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله على أن يكفر السنة التي قبله”.
- من يصوم يوم العاشر من شهر محرم والتاسع او من يصوم العاشر والحادي عشر فإنه صام أكثر الأيام المستحب صيامها من بعد شهر رمضان المبارك، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر أن هذا الشهر هو شهر رمضان الثاني، فكان يصوم الشهر كله.
- صيام شهر محرم كاملا أو صيام يوم التاسع او العاشر او العاشر والتاسع أو صيام اولئك الثلاثة أيام تصنف من ضمن اهم واكثر الاعمال المستحب صيامها ومن الواجب في هذا الشهر أن يكثر الصائم من الدعاء والتقرب الى الله سبحانه وتعالى.
وبهذا نكون قد انتهينا من هذا المقال الذي قدمنا فيه كافة المعلومات التي تختص في معرفة مدى جواز صيام العاشر والحادي عشر من محرم حيث تبين أنه يجوز للمسلمين صيام هذين اليومين والغاية من ذلك هو عدم التشبه في اليهود لأن اليهود كانوا يصومون اليوم العاشر من شهر محرم وذلك اكراما لله على موسى عليه السلام عند نجاته، بالتالي يجوز صيام العاشر والحادي عشر من محرم.