كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة

كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”، وهذا يدل على أن الطلاق من الأمور التي شرعها الله عز وجل للبشر، في حال استحالت العشرة بين الزوج والزوجة، في هذه الحالة يكون الطلاق بالتفريق بين الزوجين درء لكثير من الضرر الذي قد يقع على الزوجة بسبب الإمساك عن الطلاق، فقد قال الله تعالى: “فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا”، لكن في بعض الحالات قد يحدث الطلاق أكثر من مرة ولكل مرة فيها حكم شرعي خاص، فالطلقة الأولى بائنة بينونة صغرى يحق فيها للزوج إرجاع زوجته في العدة، أما الطلقة الثانية فهناك شروط وطريقة أخرى لإرجاع الزوجة، وفيما يلي سوف نتحدث عن كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة.

تعريف الطلاق الرجعي والبائن

تعريف الطلاق الرجعي والبائن
تعريف الطلاق الرجعي والبائن

ينعت به الطلاق الذي يكون بعد تطليق الزوج لزوجته بطلقة واحدة أو طلقتين ما لم تنقضي العدة، فإذا إنقضت العدة دون الرجوع يسمى طلاق بائن بينونة صغرى  ولكل منهما أحكامه سنتناولها لاحقاً.

كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة

كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة
كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة

تجدر الإشارة إلى أنه بعد الطلاق قد يراجع الزوجان نفسهما ويندمان على الطلاق و بما أن الإسلام دين سماحة ويسر فقد نرى أن الله عز وجل قد شرع الرجعة رأفة و رحمة بحال الزوجين وذلك مالم تكن الطلقة الثالثة فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم” الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”. وهنا يتسآءل البعض هل هناك شروط للرجعة؟، و لذا دعونا نوضح ذلك فيما يأتي فالرجعة تكون على ضربين كما ذكرنا أنفاً ولكل منهما سماته:

  • أن يكون الإرجاع في فترة العدة: وفي هذه الحالة يحل للزوج رد زوجته إلى عصمته دون أي شروط ودون موافقتها، وبدون مهر وعقد جديدين وذلك إذا أراد الزوج إرساء الرحمة والمودة وعدم الإضرار بالزوجة حيث يقول الله عز وجل “وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا”.
  • أن يكون الإرجاع بعد إنقضاء فترة العدة وتنتقل من طلاق رجعي إلى طلاق بائن بينونة صغرى: و في هذه الحالة لا يحق للزوج إرجاع زوجته إلى عصمته الا بعقد ومهر جديدين وبموافقتها وموافقة ولي أمرها وذلك لإنفكاك رابط الزوجية بينهما.

مكان قضاء العدة للمطلقة

مكان قضاء العدة للمطلقة
مكان قضاء العدة للمطلقة

قبل أن نتناول ذلك علينا  أن نعرف ما المقصود بالعدة ولما شرعت:فالعدة هي عبارة عن فترة زمنية حددتها الشريعة الإسلامية للمرأة المطلقة والمتوفى عنها زوجها وتمنع المرأة من الزواج حتى انتهائها لحكمة عظيمة وهي منعاً لإختلاط الأنساب، قال صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه زرع غيره”، وقد تكون العدة سبباً في مراجعة الطرفين نفسهما والرجوع حفاظاً على التماسك الأسري.

  • في الطلاق الرجعي غير البائن تقضى المرأة عدتها في بيت الزوجية وليس للزوج إخراجها  من البيت لأنها ما زالت في حكم زوجته، ويستحب للزوجة أن تتزين و التطيب للزوج لما قد يكون سبباً لعودة الألفة بينهما.
  • أما في الطلاق البائن بينونة صغرى يتحتم على الزوجة الرجوع إلى بيت أهلها لإنحلال عقد الزوجية بينهما وتكون الرجعة كما أشرنا سابقاً.

فترة العدة في الطلاق

فترة العدة في الطلاق
فترة العدة في الطلاق

و تجدر الإشارة إلى أن فترة العدة تتفاوت من إمرأة لأخرى:

  • فالحائض عدتها ثلاثة حيضات وفقاً لقوله عز وجل: “والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء” أي ثلاثة حيضات.
  • أما التي لا تحيض ومن بلغت سن اليائس فعدتها ثلاثة أشهر وفقًا لقوله عز وجل: ” وَاللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن إرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن”.

وفي الختام نشير إلى كيفية الرجعة: وتكون بالقول كقول الزوج لزوجته راجعتك أو أي لفظ يدل على الرجعة أو بالفعل. وينبغي الإشهاد على الرجعة لقوله عز وجل “وأشهدوا ذوي عدل منكم”.

تناولنا فيما سبق كل ما يتعلق في كيفية وشروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية وفقاً لأئمة المذاهب الأربعة وهم الشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة وابن مالك، حيث يرى بعض الأئمة أنه يجوز إرجاع الزوجة في فترة العدة قبل انقضائها بدون شروط، لكن إذا قرر الزوج إرجاعها بعد إنقضاء العدة، فعليه عقد جديد ومهر جديد، ولا يتم ذلك إلا بعد موافقة الزوجة على ذلك.

Scroll to Top