هل يجوز الافطار في صيام التطوع، يعتبر الصيام من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، حيث أن الله جعل في الجنة باب للصائمين يسمى باب الريان، وهناك صيام واجب في الإسلام وهو صيام شهر رمضان المبارك وهو من أركان الإسلام، كما أن هناك صيام التطوع وهو صيام النوافل، ويتساءل الكثير هل يجوز الافطار في صيام التطوع، إن الإجابة عن هل يجوز الافطار في صيام التطوع من الأمور التي تحتاج إلى الرجوع للأحكام الفقهية وأهل العلم، وسنوضح ذلك هنا.
هل يجوز الافطار في صيام التطوع
إن الاختلاف في المذاهب قد يعني الاختلاف في بعض الأمور التي لا تمس أصول العقيدة فالإجابة عن هذا السؤال تختلف عند كل مذهب من هذه المذاهب، حيث أن هناك عدد من الفقهاء قالوا بعدم جواز الإفطار في صيام التطوع، ومنهم من قال أنه يجوز الإفطار في صيام التطوع وهو مذهب الشافعية، ومن الدليل على ذلك ما رُوي عن فاختة بنت أبي طالب -رضي الله عنها- حيث قالت: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخلَ عليها فدَعى بشَرابٍ فشربَ ثمَّ ناولَها فشَربت فقالت يا رسولَ اللَّهِ أما إنِّي كنتُ صائمةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّائمُ المتطوِّعُ أمينُ نفسِهِ إن شاءَ صامَ وإن شاءَ أفطرَ”.
هل يجوز الإفطار في صيام التطوع بدون عذر
مما ذكر بالنسبة لحكم الإفطار في صيام التطوع بدون أي عذر ما قاله أستاذ الشريعة الإسلامية قاسم المنسي أن هناك فرائض وواجبات في الصيام في الإسلام، كما أن الشريعة راعت ظروف كل إنسان، فالواجب عليه إتمامه إلا إذا كان هناك عذر شرعي يمنعه من ذلك، أما بالنسبة لصيام النافلة والتطوع فهو غير مطلوب لأن الاختيار فيها أعلى من الواجب، فمثلا في حال دعي شخص إلى طعام وكان صيامه غير واجب فإنه يفعل ما يراه أصلح، فيمكنه أن يتم صومه ويمتنع عن الحضور، أو يحضر الوليمة ويتم صومه، أو يقطع صومه ويأكل معهم.
حكم الإفطار سهوًا في صيام التطوع
يبحث الكثير عن حكم الإفطار سهواً في صيام التطوع، ففي هذه الحالة يكون الصيام صحيح، ولا يبطل الصيام بذلك، فقد روي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قوله: “مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ”، واستدلوا بهذا الحديث على أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يحدد في هذا الحديث الشريف نوع الصيام، ولم يفرق فيه بين صيام الفريضة وصيام التطوع.
ما حكم من أفطر عمدا في صيام التطوع عند المالكية
توجد أربعة مذاهب في الإسلام، وقد تختلف الأحكام من مذهب لآخر، فعند المالكية مثلا قالوا بالنهي عن إبطال صوم التطوع، ولا يبطل إلا إذا كان هناك مبرر شرعي للإفطار، فمثلا من غلب عليه العطش الشديد أو من اضطر للإفطار، أو من طلب منه والداه مشفقين عليه من الصيام، أو الخوف من الموت بسبب مرض، فإنه يجوز له أن يفطر بغير قضاء، وفي حالات يجب أن يقضي فيها إذا أفطر بسبب سفر طارئ، أو أقسم بالطلاق، وخشية تفريق الزوجين فيفطر دون تعويض.
إن الإجابة عن هل يجوز الافطار في صيام التطوع، من الأمور الفقهية المتشعبة والتي تجعلنا نتعمق في المذاهب الإسلامية المختلفة، ويعتبر الإفطار في صيام التطوع من الأمور التي ترجع للشخص نفسه، فما يراه الشخص، هو الأفضل والأنسب بالنسبة لصيام التطوع وهو يختلف عن صيام الفرض.