من هو المبطون، هناك العديد من المسميات والكلمات القرآنية أو وردت في احدى الأحاديث النبوية، التي تحتاج الى تاويل وتفسير، ومعرفة التكييف الخاص بها، ولكن قد يجد بعض العلماء ان هذه الكلمة تشير الى دلاله معينه والبعض الاخر ايضا من العلماء يجد أنها تشير إلى دلالة أخرى، بخلاف ما نص عليه الفريق الآخر، ومن ضمن هذه الكلمات هي كلمة المبطون، حيث تعد هذه الكلمة من ضمن الكلمات التي وردت في السنة النبوية حيث ان لها العديد من من الدلائل ولها تكييف خاص وتصنيف لمعنى الحقيقي لها، لذلك اهتم مع الكثير من الأشخاص حول معرفة المعنى الحقيقي والرئيسي لكلمة المبطون، وكما بدورنا في هذا المقال سوف نقدم لكم المعنى الصحيح لكلمة المبطون.
من هو المبطون
المبطون يشير المعنى الحقيقي لهذه الكلمة ونظرا لاختلاف الفقهاء حول معرفة التحليل المناسب لهذه الكلمة حيث يعرف أن المبطون هو نوع من أنواع الموت أي أن الشخص مات مبطونا ولكن تصنيف المبطون هل يعد من قائمه الشهداء ام لا واتجه كثير من الفقهاء وعلماء الدين حول تحديد الشخص الذي مات مبطونا ونظرا الى آرائهم حيث استندوا إلى قول ان الشخص الذي مات مبطونا يعتبر شهيدا أي أنه يصنف من ضمن أنواع الشهداء وهذا لا ريب فيه، لكن هناك اختلاف حول تسوية هذا الشخص مع الشخص المرابط في سبيل الله على الحدود لحماية بلده، حيث ان بعض الفقهاء قالوا إنه لا يتساوى مع المقتول في سبيل الله بالأجر، لكنه يصنف من ضمن الشهداء و يقول أحدهم أنه يتساوى مع الشخص الذي مات في سبيل الله على الحدود لحماية بلده ولكن الشهداء تتفاوت درجاتهم بين شهيد والآخر فيعتمد أجر الشهيد وعلى ما بذله من أموال ونفيس لها دلالة واحدة على منزلته التي قد يتساوى الشهيد والشخص الذي مات مبطونا.
آراء حول تصنيف المبطون شهيد
هناك العديد من الأراء من الفقهاء المسلمين وعلماء الدين لديهم نظرة حول تصنيف وتكيف الدلائل الإسلامية على الوقائع المادية التي قد يستدل بعض علماء الدين لبعض الأقوال التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية إلى وقائع مادية تستند عليها، وهذا ما يسمى بالتكيف، وهناك ايضا اختلاف فقهي حول تكييف الشخص الذي مات مبطونا هل يصنف مع منزلة الشهداء وتصنيفهم منهم، حيث تتمثل آراء الفقهاء حول تصنيف المبطون هل هو شهيد أم لا في ما يلي:
- الراي الاول : يقول الرأي الأول أن الشخص الذي مات مبطونا هو الشخص الذي أصيب بمرض البطن والمرض هنا الاختلاف حول تكييف المبطون بمرض بالشهيد، حيث أن المبطون من ضمن الأمراض التي إذا مات الميت بسببها هل يصنف بالشهيد أم لا، لكن نقلا عن الإمام النووي رحمه الله عليه يقول كل مرض يصيب الجوف و يؤدي الى الموت بغض النظر عن اسمه وصفته يصنف من ضمن الشهداء أي أن المبطون الذي أصيب بمرض ونتج عن هذا المرض موته فإنه يصنف من ضمن الشهداء في سبيل الله.
- الرأي الثاني: يقول الرأي الثاني أنه من مات في حرب بأي سبب من أسباب القتال فإنه يأخذ حكم الشهيد أي أن هذا الشخص هو ما يرمز له بالشهيد وله ثواب الآخرة وجزاؤه ومن ضمن مميزات هذا الشهيد تكريما لروحه أنه يدفن كما هو أي أنه لا يتم تغسيله وقيل البعض أنه لا يصلى عليه ولكن هذا رأي مخالف، والمبطون يصلى عليه ويشغل فبالتالي لا يصنف ضمن الشهداء، لأن للشهيد صفات ومميزات تميزه عن باقي الأموات، اهمها انه لا يغسل.
- القول الثالث: ردا على القول الثاني يقول ان الشهيد يكون في الثواب وليس في القتال فإن الشخص المبطون والمطعون يصنفون ضمن الأموات الذين ياخدوا حكم الشهيد وان الغاية من التغسيل فإن الذي مات في سبيل عرضه ووطنه تكريما له وزيادة أجره لا يتم تغسيله، والذي مات مبطونا فإنه يغسل ويصلى عليه وله في الآخرة ثواب الشهيد والشهداء لديهم منزلات وكل شهيد بحسب الموت الذي مات له الأجر الذي قام به |، كما يصنف ضمن احدى درجات الشهداء وهذا لا خلاف فيه.
- الرأي الرابع والاخير: يحكم بقوله إلى أن الشهداء في الدنيا هم خمسه وهم المبطون والمطعون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله وكل من مات من هؤلاء ياخذ حكم الشهيد لكن قد يختلف بالمنزلة أي أن هؤلاء الخمس ليس في مرتبة واحدة وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ذلك ويستند هذا القول إلى حديث ابن أبي طالب قال: كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل، والمعنى المراد من هذا الحديث هو أن كل مسلم يموت يعتبر شهيد لكن المنزلة تتفاوت بين شهيد والآخر.
وبهذا نكون قد انتهينا من هذا المقال الذي قدم فيه كافة المعلومات التي تبين ما هو المبطون حيث تبين هو الشخص الذي يموت بداء، وان كل من مات بداء فهو شهيد ونظرا لاختلاف بعض علماء الدين حول تصنيف هل يأخذ حكم الشهيد أم لا، حيث تبين أنه يأخذ حكم الشهيد ولكن الخلاف بينه وبين الشهداء الآخرين هو فقط في المنزلة لا غير.