هل يجوز صوم يوم عاشوراء وحده، ينتظر المنشلمون منذ ابتداء السنة الهجرية من هذا العام بشهر محرم، اليوم العاشر منه، كي يتقرب فيه المسلم من الله تعالى بالصيام وقراءة القرآن، والكثير من العبادات لينال رضا الخالق عزوجل، اذ أنه يوم فضيل منَّ الله تعالى به على عباده المسلمين، لتحصيل الثواب والأجر الكبير، ونتابع في مقال اليوم رد علماء وأئمة الاسلام على الاستفسارات المطروحة بشأن يوم عاشوراء، بتوضيح شامل من مصادر الشريعة الاسلامية، التي لا تأكيد بعدها، فلنتابع السطور الآتية كي نرى هل يجوز صوم يوم عاشوراء وحده، وما الحكم الشرعي في ذلك.
الحكم الشرعي في صيام يوم عاشوراء منفرداً
بمعنى انه هل يمكن صيام يوم عاشوراء دون صيام اليوم التاسع من محرم؛ يوم تاسوعاء، او صيام يوم بعد العاشر من محر، يوم الحدي عشر، فهل يجزء ذلك؟ السؤال تم طرحه بشكل كبير باقتراب يوم عاشوراء من قبل المسلمين في كافة البلاد المختلفة، ولذلك نسلط الضوء على الحكم الشرعي لأحد أئمة الاسلام وعلمائها وكبار شيوخها كالتالي:
- يقول الامام ابن باز رحمه الله: انه يجوز صيام عاشوراء لوحده؛ ولكن الأفضل أن يصوم المسلم يوم قبله أو يوم بعده، هذا هو الأفضل في صيام العاشر من محرم، بمعنى أن يصوم المسلم يومين؛ التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، أو أنه يصوم الثلاثة متتابعة؛ التاسع والعاشر والحادي عشر، وهو الأفضل.
- الفكره هنا من صيام يومين؛ هو مخالفة اليهود في صيام يوم عاشوراء، فهم يصومون يوم العاشر من محرم فقط، ومن الأفضل ان المسلم يخالف اليهود ويصوم اما يوم قبل أو يوم بعد.
سبب صيام يوم عاشوراء
ان سبب صيام هذا اليوم من شهر محرم، هي في الاسلام تعود الى قصة النبي صلى الله عليه وسلم، لما قدم المدينة، وجد اليهوم يصومون يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». وكان هذا سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: “من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم”.
فصيام هذا اليوم يعد سنة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وما يترتب عليه من نيل الاجر والثواب العظيم من الصيام، اذ أن الله تعالى في هذا اليوم نجى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وجنوده، وحث النبي محمد عليه الصلاة والسلام على صيام يوم عاشوراء، كما حثنا النبي صلوات الله عليه على صيام يوم تاسوعاء اليوم التاسع من شهر محرم، وذكرت السنة النبوية فضل صيام يوم عاشوراء أنه يكفر ذنوب السنة الماضية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ. (رواه مسلم 1162).
أحكام ومسائل في صيام عاشوراء
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: “مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”. رواه البخاري، وجاء معنى “يتحرى” أي انه يقصد صيام هذا اليوم لتحصيل الثواب والرغبة فيه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” رواه مسلم 1976، وهذا من فضل الله علينا أن من علينا بصيام يوم واحد فيه تكفير ذنوب عام كامل، سبحانه انه ذو الفضل العظيم.
أما الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء؛ فجاؤت في قول النووي رحمه الله: ” ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا: (أَحَدُهَا) أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.. (الثَّانِي) أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ، ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ. (الثَّالِثَ) الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلَالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ.
تعد المسائل والأحكام في صيام هذا اليوم كثيرة ومتعددة، ونرى الحكم الشرعي فيها يختلف من شخص الى آخر معتمداً على الظروف والأمور الخاصة بالشخص السائل، ولكن الشريعة الاسلامية لم تترك أي منفذ لاثارة الشكك او الغموض في الأحكام، بل قامت بتوضيح كل المسائل ووضع الحكم الشرعي النهائي فيها للمسلمين، كما وضحت أنه هل يجوز صوم يوم عاشوراء وحده.