هل يجوز صيام يوم العاشر من محرم، لا شك أن هذا اليوم من الأيام الفضيلة، التي من الله تعالى بها على عباده المسلمين، كي ينالوا الثواب العظيم والأجر الكبير فيها، حيث انه هذا اليوم يتخلله الكثير من العبادات التي تقرب العبد من ربه، جاء أبرزها الصيام، وكذلك قراءة القرآن والدعاء الى الله تعالى أن يتقبل منا الطاعات وأن يرضى عنا، ولكن السؤال هنا يتطلب توضيح الحكم الشرعي في صيام هذا اليوم، بعدما دار الحديث عنه بشكل متكرر عبر محركات البحث، ومواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت فعاليات هذا اليوم من ادعية وعبارات اسلامية جميلة، فلنابع السطور الآتية كي نرى هل يجوز صيام يوم العاشر من محرم.
ما حكم صيام يوم عاشوراء مع الدليل 1446
طرح الكثير من المسلمين هذا السؤال منذ بداية السنة الهجرية الجديدة بشهر محرم، الشهر الذي يأتي في اليوم العاشر منه يوم عاشوراء، بدأت الاستفسارات يتم تداولها والبحث عن الحكم الشرعي الواضح في صيام هذا اليوم الفضيل، كي يبقى المسلم على علم بأحكام الشريعة الاسلامية بشكلها الصحيح وتتضح الأمور أمامه، ونتناول الحكم الشرعي للامام ابن باز في هذا الاستفسار كالتالي:
- يقول الامام ابن باز رحمه الله: “أما صيام عاشوراء فالسنة أن يصوم الإنسان اليوم العاشر من المحرم، وأن يصوم معه يومًا قبله أو يومًا بعده، والأفضل أن يصوم التاسع مع العاشر، لقول النبي ﷺ: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع يعني: مع العاشر، والمروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: خالفوا اليهود وصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده”.
- فمن السنة أن يصوم المسلم يوم التاسع من محرم والعاشر معاً، أو أنه يصوم اليوم العاشر واليوم الحادي عشر معاص، فيجب أن يجمع يومين؛ اما يوم قبل عاشوراء أو يوم بعده، أو أنه يصوم الثلاثة جميعًا التاسع والعاشر والحادي عشر، اذ أنه في كل هذا مخالفة لليهود، والمؤمن يخالفهم بمعني: أنه ملزم بمخالفة أعداء الله من أهل الكتاب ومن غيرهم من الكفرة.
صيام يوم عاشوراء منفردا
ولكن هذا السؤال دار بشكل كبير عبر محركات البحث من قبل الأشخاص من كافة المجتمعات العربية الاسلامية، بأنه هل يجوز صيام يوم العاشر من محرم فقط دون صيام تاسوعاء قبله او الحادي عشر بعد عاشوراء، فإن صام المسلم عاشوراء فقط فهل يجزئه ذلك؟
- وتباعاً لما وضحه الامام ابن باز رحمه الله أحد كبار علماء الاسلام وأئمتهم، فجاء الرد على الاستفسار كالتالي: “نعم يجزئه؛ لكن ترك الأفضل، الأفضل أن يصوم قبله يوم، أو بعده يوم، هذا هو الأفضل، يعني: يصوم يومين، التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر، أو يصوم الثلاثة: التاسع، والعاشر، والحادي عشر، هذا أفضل، خلافًا لليهود.
- فكان رد الشيخ رحمه الله أنه يجوز الصيام منفرداً ولكن الأفضل ان نخالف اليوم في ذلك ونصوم يوم قبل عاشوراء أو يوم بعده.
سبب صيام يوم عاشوراء
لابد انه دار في أذهاننا جميعاً أنه لماذ نصوم يوم عاشوراء وما الحكمة من صيامه، حيث أن كافة المسلمين في مختلف بقاع الأرض، يحرصون على صيام هذا اليوم بل ويجتهدون في العبادات فيه لفضله العظيم ولنيل رضا الختلق تبارك وتعالى، وعندما نذهب للشريعة الاسلامية نجد أنه:
- عندما قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بصيام عاشوراء؛ أن هذا لم يكن اقتداء ً باليهود؛ غنما الصيام هو اقتداءً بنبي الله موسى عليه السلام، فقد ورد عن ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال في ذلك: (فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).
- فصيام سوم عاشوراء في اليوم العاشر من محرم، نصومه سنة عن رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام، شكراً لله تعالى وابتهاجاً بنجاة موسى عليه والسلام من فرعون، فضلاً عن الثواب والفضل الكبير لصيام هذا اليوم، فقال عليه الصلاة والسلام “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم) 1162.
لكسب الثواب والأجر يصوم المسلم يوم عاشوراء، اما بصيام تاسوعاء قبله بيوم، او صيام الحادي عشر من محرم بعده بيوم، ولأنه من الأيام الفضيله فيجب الاجتهاد بالعبادات فيه واستغلال ساعات يومه بالدعاء وقراءة القرآن، ولذلك تساءل الاشخاص هل يجوز صيام يوم العاشر من محرم.