من الذي بنى المسجد الاقصى

من الذي بنى المسجد الاقصى، يقع المسجد الأقصى المبارك في القدس عاصمة فلسطين، ويعني الساحة الكاملة التي يحيط بها السور التي تشمل مسجد القبة والمسجد القبلي والساحات والأروقة. كما يقع المسجد الأقصى بالتحديد في الزاوية الجنوبية لمدينة القدس القديمة التي تسمى أيضا البلدة القديمة، ونلاحظ أن مساحة المسجد الأقصى تشكل حوالي سدس المساحة التي تشكل البلدة القديمة بما يساوي أربعة وأربعين دونم. هيا نتعرف من الذي بنى المسجد الاقصى المبارك الذي يشتاق جميع المسلمين لزيارته والصلاة في ساحاته.

من بنى المسجد الأقصى

من بنى المسجد الأقصى
من بنى المسجد الأقصى

ورد فيمن بنى المسجد الأقصى أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “لمَّا فَرغَ سُليمانُ بن داود من بِناء بَيت المَقدِس سَأل اللهَ ثلاثاً، حُكماً يُصادُف حُكمه ومُلكاً لا يَنبِغي لأَحدٍ مِن بَعده وألَّا يأتيَ هذا المَسجد أحدٌ لا يُريد إلاَّ الصَّلاة فيهِ إلَّا خَرجَ من ذُنوبِه كَيومِ وَلدتهُ أمُّه، فَقال النَّبي عليه الصّلاة والسّلام: أمَّا اثنتَانِ فقَد أُعطيهِما وأَرجو أن يَكونَ قَد أُعطيَ الثَّالثة” حيث ورد في التفاسير خاصة للإمام القرطبي أن سيدنا سليمان عليه السلام بنى المسجد الأقصى ونبي الله ابراهيم عليه السلام بنى الكعبة.

رأي ابن الجوزي في من بنى المسجد الأقصى

رأي ابن الجوزي في من بنى المسجد الأقصى
رأي ابن الجوزي في من بنى المسجد الأقصى

يفصل الإمام الجوزي في المسألة بتفسيره أن أول البناء يكون فقد بوضع القواعد لكن ليس سليمان عليه السلام من بنى الأقصى ولا ابراهيم عليه السلام بنى الكعبة. لذلك يذكر ابن الجوزي أن آدم عليه السلام هو من بنى الكعبة وجددها ابراهيم عليه السلام، وقد بنى آدم أو أبناؤه المسجد الأقصى وقد جدده سليمان عليه السلام. ويؤكد صحة هذا الكلام ما ورد في كِتابُ أحاديثُ الأنبِياء أن  أوَّلَ مَن أسَّسَ المَسجد الأقصى هو آدم عليهِ السَّلام وقِيل المَلائِكة وقِيل سامُ بن نوح عليهِ السَّلام وقيل يَعقوبُ عليه السَّلام، وقد قال ابن حجر: قد وَجَدتُ ما يَشهَدُ ويُؤيدُ القول أن آدمَ عليه السَّلام هو الذي أسَّسَ كِلا المَسجِدين. كما أن كتاب التيجان لابن هشام ورد فيه أن آدم حين بنى الكعبة أمره الله أن يسير لبيت المقدس ويبنيه فبناه ونسك فيه.

مَكانَةُ المَسجِدِ الأقصى

مَكانَةُ المَسجِدِ الأقصى
مَكانَةُ المَسجِدِ الأقصى

تعتبر مكانة المسجد الأقصى المبارك عالية عند المسلمين كما أنه يعد معلماً تاريخياً ودينياً مقدساً للمسلمين، وترتبط قدسية المسجد الأقصى وروحانيته بالمكانة الإيمانية أكثر من الارتباط بالحجر والمكان، إلا أن مكانة فلسطين الدينية والمكانية أيضا تجعل المكان مهم أيضا، ففلسطين مهبط الديانات ويعد المسجد الأقصى قبلة لكل الأنبياء وهو القبلة الأولى للمسلمين قبل أن تتغير للمسجد الحرام ففي سورة الإسراء تتضح المكانة العالية للمسجد الأقصى فقد قال الله سبحانه وتعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. وترتبط هذه الآية بحادثة الإسراء والمعراج التي حدثت مع نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي أتى من مكة للمسجد الأقصى ثم عرج للسماء السابعة فبقي الأثر والبركة في المكان ليوم الدين نستشعر عظمتها كمسلمين بالحديث عن المكان فكيف يكون الشوق والرؤية.

 فضل المسجد الأقصى

 فضل المسجد الأقصى
 فضل المسجد الأقصى

يظهر فضل المسجد الأقصى المبارك في مكانته فقد بني بأمر من الله سبحانه وتعالى وزاده شرفاً زيارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء والمعراج إلى السماء ليكون قبلة الأنبياء. وقد دعا سيدنا سليمان فيه الله بالمغفرة والرحمة وقد ذكر الله البركات التي فيه وحوله في سورة الإسراء وقد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم: ” فضلُ الصَّلاةِ في المسجدِ الحرامِ على غَيرِهِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وفي مَسجدي ألفُ صلاةٍ وفي مسجدِ بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاة”.

لا نختلف من الذي بنى المسجد الاقصى فقد بُني بأمر رباني، سواء بنته الملائكة أو سيدنا آدم عليه السلام أو أبنائه فمكانته عظيمة وتشريفه زاد من الله سبحانه وتعالى. كما أن سيدنا سليمان قد جدد بنائه مثلما جدد ابراهيم بناء الكعبة بعدما بناهما آدم عليه السلام كما ذكرت كتب التفسير وغيرها.

Scroll to Top