ماهي القنطره، مما لا شك فيه أن عدل الله ليس كمثله عدل، فهو الله العدل العادل في كل شيء، وهو الذي يُنسى ولا يَنسى، حيث أن الله بيّن لنا عبر كتابه الحكيم ومن خلال أنبياءه ورسله المؤيدين أن حقوق البشر لها أهمية كبيرة في شرعه وتدابيره، وأن المسامحة فيها يجب أن تكون في الدنيا قبل العرض في الأخرة، وأنه سبحانه لن يفطر في حقوق البشر بدون مسامحة من أصحاب تلك الحقوق، وانطلاقاً من مبدأ التدبر والتفكر نجد أن العصاة والصالحين يفكرون بتفاصيل القيامة وما فيها من أحداث، وسوف نتعرف واياكم على شرح لماهيتها الحقيقية وسنجيب أيضاً عن سؤال ماهي القنطره.
جسر القنطرة يوم القيامة
من الأفكار الراسية في عقول غالبية المسلمين وبالتحديد غير المتفقهين في الدين أو الغير عالمين بأحداث وتفاصيل يوم القيامة التي أخبرنا عنها كتاب الله أو رسول الله هي أن الصراط أخر مراحل الحساب، وبحسب الفهم الخاطئ يعتقد البعض أن الصراط هو الطريق الذي يؤدي لنهايتين أولهما الجنة وثانيهما النار، ولا جدال أو خلاف في ذلك فهي حقيقة مؤكدة، ولكم ما يجهله البعض أن مرحلة الصراط تعقبها مرحلة هامة جداً وهي ما يعرف بجسر المظالم، والقنطرة كما جاء ذكرها في الأحاديث النبوية هو جسر مظلم حالك الظلمة، يحبس عليه الناجون من النار لكي يأخذ كل ذي مظلمة حقه اقتصاصاً من ظالمه، ولا تعني مرحلة جسر المظالم أن هنالك احتمال لإعادة رواده إلى النار، فأعمال وحسنات الذين عبروا الصراط كفيلة بأن تسدد فاتورة معاصيهم ولكن يجب قبل الدخول إلى الجنة القصاص، وهنا نقصد قصاص البشر من بعضهم البعض قبل دخولهم إلى الجنة.
وصف القنطرة يوم القيامة
هو مكان مظلم بل أنه شديد الظلمة، يرى الناس فيه دربهم عبر نور قد يصدر منهم، وهو مكان شديد الظلمة حالك السواد، موجود لكي يأخذ كل صاحب حقه من غريمه بعد أن ظلمه ظالمه في الدنيا وعلى هذا الظلم عاش الظالم ومات، وليس في القنطرة سبيل يعيد إلى النار، فالله جل وعلا يعلم أن حسنات المارين من الصراط كفيلة بمحو معاصيهم وسداد ديونهم لمن ظلموهم ولكن جسر المظالم وبرغم أن الوصول إليه يعني الدخول للجنة شرط أساسي لدخول الجنة.
إن يوم القيامة هو اليوم الأهم في تاريخ البشر منذ أن هبط آدم وحواء من الجنة إلى الدنيا الزائفة، ومن الجدير بالذكر أن غرابة المصطلح وجهل الناس به وبماهيته هي ما دفعتنا للإجابة عن سؤال ماهي القنطره.