واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول، نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد مفرقاً وليس جملة واحدة، حيث نزلت جميع آياته الكريمة لأسباب وحكمة، فلكل سورة ولكل آية مناسبة نزلت فيها، لذلك نجد بعض السور المكية التي نزلت في مكة المكرمة، وبعضها مدنية نزلت في المدينة المنورة، وتعتبر سورة الكهف من السور المكية، وعدد آياتها 110 آيات تتناول الكثير من القصص المهمة، كما تتحدث عن الكثير من العبر والمواعظ، فنجد في آياتها من 27 إلى 31 الأمر بالصبر وقول الحق، وفيما يلي سوف نعرف مناسبة الآية 28، واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول.
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول
قال الله عز وجل في الآية الثامنة والعشرون من سورة الكهف “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه وكان أمره فرطا”، وقد نزلت هذه الآية في وجهاء قريش وفي جماعة المؤلفة قلوبهم، حيث ذكرت كتب التفسير أن ثلة من كبار قريش ومعهم ثلة أخرى من المؤلفة قلوبهم، حضروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يطرد الفقراء والمساكين من مجلسه، حتى يتسنى لهم الجلوس مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، فنزلت هذه الآية الكريمة لتأمر النبي محمد بالصبر على مجالسة الفقراء.
قصة نزول واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
نزلت هذه الآية في فئة من المؤلفة قلوبهم وهم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، الذين جاءوا مع أهلهم إلى رسول الله، للجلوس معه وطلبوا منه أن يطرد الفقراء والمساكين وهم أبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وخباب وصهيب وعمار بن ياسر وغيرهم، حيث يروي بعض المفسرين قصة نزول واصبر نفسك:
أنَّ مجموعة من أشراف قريش، ومِن المؤلّفة قلوبهم أمثال الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا رسول الله، إن جلست في صدر المجلس، ونحّيت عنّا هؤلاء، وروائح جبابهم، حيث كانوا يلبسون جباب من الصوف، جلسنا نحن إليك، وحادثناك، وأخذنا عنك، لأنَّهُ لا يمنعنا مِن الدخول عليك إِلاَّ هؤلاء.
يبحث الكثير عن واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول، حيث نزلت هذه الآية في فئة من قريش وفئة من المؤلفة قلوبهم، عندما جاءوا ليجلسوا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلبوا منه أن يصرف بعض الفقراء والمساكين من حوله، فنزلت هذه الآية الثامنة والعشرون من سورة الكهف، وفيها يأمر الله نبيه بالصبر على الصالحين من الفقراء، وعدم طردهم من أجل مجالسة علية قريش وذويهم، وأن لا يطع هؤلاء وأن لا يجالسهم.