شرح حديث من لم يدع قول الزور، بعث نبينا الكريم محمد بن عبد الله عليه صلوات كثيرة من ربي وسلامه بدين الحق. وما ينطق هذا المعلم عن الهوى، بل ما يوحى له من ربه على لسان الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام. وقد نطق نبينا الحبيب بكل ما هو شرح لشريعة الإسلام والقرآن الكريم الذي أنزل عليه بالوحي، وجاءت سنته هدي لنا لنهتدي لما يخفى علينا من أمور ديننا. وتشرح لنا أحكام وشريعة قرآننا الكريم؛ نواصل الحديث في هذا المقال لنضع لكم شرح حديث من لم يدع قول الزور.
شرح حديث من لم يدع قول الزور
حديث من لم يدع قول الزور، روى البخاري في صحيحه، أن الصحابي الجليل ” أبي هريرة” رضي ربي عنه روى، أن رسولنا الأكرم عليه صلوات وتسليم ربي قد قال: ” مَن لم يَدَعْ قول الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه”.
شرح حديث من لم يدع قول الزور، إن الزور في اللغة العربية تعني الميل، وأن يقول المر زوراً تعني أن يميل الإنسان في قوله عن الحق. فالكذب صورة من صور الزور، كذلك فإن شهادة الإنسان بباطل أو بشيء غير صحيح أو بشيء لم يراه ولم يعلم منه شيئاً هو زور. كذلك أن تدعي بأن هذا أمر لك، وهو ليس لك يعتبر زور، فكلمة قول الزور شاملة لكل معنى ما هو باطل، وكل ما يميل عن الحق.
من لم يدع قول الزُّورِ وَالْعَمَلَ به فليس لِلَّهِ حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابَه
من لم يدع قول الزُّورِ وَالْعَمَلَ به فليس لِلَّهِ حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابَه، لقد بين لنا نبينا الكريم فظاعة قول الزور. وأكد على أن الزور كبيرة من الكبائر، وفي هذا الحديث يوضح النبي أن قول الزور هو ميل الإنسان عن طريق الحق، وبعده عنه. وقد روي عن النبي: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟” ثلاثاً، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين”، وجلس وكان متكئاً فقال: “ألا وقول الزور، ألا وقول الزور، ألا وقول الزور”، قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، إشفاقا عليه صل الله عليه وسلم.
ما معنى قول الزور المنهي عنه في الحديث ؟؟؟
ما معنى قول الزور المنهي عنه في الحديث ؟؟؟ وبين لنا نبينا الكريم في حديثه أن قول الزور يختلف عن العمل به. فالقول هو النطق والحديث بما ليس حق أو عدل والميل في الكلام عن الحق. بينما العمل بالزور يكون بفعل امر ليس له أصل من الصحة والحق، كأن يلبس الفقير ثوب الأغنياء. أو أن تأخذ المرأة من زوجها من ماله غير الذي يعطيها بدون علمه، هذا فعل الزور.
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، يبين لنا النبي صل الله عليه وسلم هنا أن الصيام عبادة عظيمة ليست مجرد ترك للطعام والشراب. بل هي عبادة أعظم فيها تزكية كبيرة للنفس، وتأديب لها بالبعد عن الباطل وترك ما يغضب الله من قول وفعل. وتحدد مدى تقوى الله في قلب العبد، ومدى مراقبة الله في قوله وفعله وظاهره وباطنه. فالله غني عن طاعتنا، وعبادتنا، لكنا تزكية لنفوسنا وإبعاد لها عن كل ما حرم الله على عباده، من أفعال الباطل.
وصلنا لختام هذا المقال الذي بينا لكم فيه شرح حديث من لم يدع قول الزور، وبينا لكم المعنى الحقيقي وراء الحديث.