الفرق بين الصمت والسكوت ،هناك الكثير من الكلمات في اللغة العربية نشعر للوهلة الاولى انها ذات معنى مترادف، وان هاتين الكلمتان تعنيان نفس المعنى، ولكن ان اردنا التعرف على المعنى الحقيقي لكل واحدة من هذه الكلمات فان لكل واحدة منها معنى مختلف، ودلالة مختلفة بعض الشيء، رغم ان هذه الاختلافات ليست واضحة، الا ان البعض من المهتمين والمختصين يبحثون عنها، وذلك لكي يتعرفوا اكثر عما تعنيه هذه الكلمات، ومن هذه الكلمات كلمتي الصمت والسكوت، وهذا ما سنتعرف عليه خلال هذه المقالة، وسوف يكون موضوع حديثنا متمحورا حول الفرق بين الصمت والسكوت.
الفرق بين الصمت والسكوت
يتسائل العديد من الاشخاص عن الفرق بين مصطلح الصمت ومصطلح السكوت، وفي الاجابة عن هذا السؤال يمكن القول بان السكوت هو ترك التكلم مع القدرة عليه، ومع اخر هذه القيود فانه يفارق الصمت، وتكون القدرة على التكلم غير معتبر فيها، وهذا هو اول الفروقات بينهما، اما ثاني هذه الفروقات فهو ان الصمت يراعى فيه الطول النسبي، ففي حال ضم الانسان شفتيه فانه يسمى ساكتا، اما في طالت مدة ضم الشفتين فانه يسمى صامتا، اما عن ثالث هذه الفروقات فهو ان السكوت امساك عن الكلام بشكل عام سواء كان باطلا او حقا، اما عن الصمت فانه عبارة عن الامساك عن قول الكلام الباطل او الشر وهذا دون الحق، وفي فروقات اخرى يقول الراغب ان الصمت ابلغ من السكوت، لانه من الممكن ان يتم استعماله في الاشياء او الامور التي لا قوة للانسان ان ينطقها والامور التي له قوة بان ينطقها، اما عن السكوت فانه يقال لما له نطق فيقوم بترك استعماله.
اي ان الشخص الغير ناطق يقال له صامت، والصمت يعني ان يمسك الانسان لسانه عن قول الباطل دون قول الحق، اما عن السكوت فهو ان يستطيع الشخص ان يمسك عن الكلام متى يريد ذلك، سواء كان هذا الكلام حقا او باطلا، يعني ان الفرق بين الصمت والسكوت ان السكوت هو ان يترك الشخص التكلم على الرغم من قدرته على ذلك.
أسماء مرادفة للصمت
يوجد الكثير من الاسماء المرادفة للصمت، ومن هذه الاسماء ما يلي:
- السكوت: وهو عبارة عن عدم التكلم مع المقدرة عليه.
- عدم قدرة الشخص على النطق، وفي هذه الحالة يقال صامت او ناطق.
- الاصاخة: ويقصد بها الاستماع الى الامور التي يصعب ادراكها مثل الصوت القادم من مكان بعيد، او السر، او غير ذلك من الامور.
- الانصات: ويقصد به السكوت مع الاستماع، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاعراف “فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ”.
الصمت والسكوت في الاسلام
خلقنا الله سبحانه وتعالى على فطرة الاسلام، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، اذ انه حتى صمت الانسان وسكوته هو زينة للانسان، وهو خلق حسن يتحلى به، فقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل من السكوت والصمت مواعيدا وضوابط معينة، وبهذا فان صمت الانسان هو زينة له، فالافضل للانسان اما ان يتكلم خيرا او ان يصمت ، ولكن لا يجب على المسلم ان يصمت عن الحق، وعليه فقط ان يسكت في المواقف التي تتطلب منه ذلك، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت”، وقد قال علي بن ابي طالب “بكثرة الصمت تكون الهيبة”.
هل يعني الصمت الخوف
هناك العديد من المواقف في الحياة العامية قد تجعلنا نرغب في السكوت اطلاقا، وعدم التفوه باي كلمة، فالحديث او الموقف الذي يكون امامنا في الغالب لا يكون على هوانا، ولكن يكون لهذا الشخص الذي امامنا مكانة رفيعة، واحتراما كبيرا، ولهذا فاننا احتراما وتقديرا له نؤثر الصمت، وفي بعض الأحيان يكون لهذا الشخص مكانة مرموقة في المجتمع، ويكون له اسمه وسمعته وصيته، فترى الاشخاص تقديرا لمكانته يفضلون الصمت، ولكن الصمت في حضرة الحاكم، وعدم البوح بالشكاوي وما يحدث في داخل البلد، بالإضافة الى العديد من القضايا والامور فانه يعني الخوف ويؤكده، ولعل من اشهر ما يؤكد هذا هي قصة الفيل يا ملك الزمان، وهذه واحدة من القصص العربية التي تؤكد خضوع الشعوب ومهانتها وتعرضها للذل، يضاف اليها جبنهم الشديد وصمتهم المتزايد، فالفيل يعيث في القرية فسادا وتخريبا وقتلا، وبعدما وصل الامر لذروته اتفقوا على ان يحكوا للحاكم، وبمجرد ان وصلوا الى الحاكم طأطأوا رؤوسهم، وابلغوا الحاكم انهم يتمنون تزويج الفيل بفيلة جميلة تملا القرية صغارا، ولكن في ختام هذا المقال يمكن القول بان سكوتنا عن الكثير من الامور التي يمكن ان تؤذي غيرنا لهو شيء ضروري، ولكن لو كان شيئا يؤذي ديننا فانه يجب علينا ان نرد وان لا نخشى في الله لومة لائم.
وبهذا نصل بكم الى ختام هذه المقالة لهذا اليوم، قدمنا لكم من خلالها العديد من المعلومات الت تتعلق بالصمت والسكوت، حيث تعرفنا على الصمت والسكوت في الاسلام، وفقرة بعنوان هل الصمت يعني الخوف، بالاضافة الى بعض الاسماء المرادفة للصمت، وكذلك ايضا الفرق بين الصمت والسكوت.