هل يجوز القصاص بالحرق، ديننا الإسلامي دين رحمة وألفة وتواد وتعاطف، لذا أوصانا الله عز وجل بالتعامل الحسن مع بعضنا البعض، وأن نترفع عن الحقد وقسوة القلب، التي تورث المشاكل وارتكاب الذنوب والمعاصي، وتجعل الإنسان يستبيح دم أخيه المسلم ولا يراعي حرمته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم”، كما فرض الله عز وجل عقوبات قاسية لتردع كل شخص تسول له نفسه إيذاء الناس، ولتكون تكفيراً عن ذنوبهم في الدنيا، ويعتبر القصاص من أهم العقوبات في الإسلام، والتي تنص على تنفيذ مبدأ المثل بالمثل، فهل يجوز القصاص بالحرق.
هل يجوز القصاص بالحرق
يقول المثل الشعبي: “السن بالسن، والعين بالعين، والبادئ أظلم”، يلخص هذا المثل تعريف القصاص، فالقصاص هو أن تتم معاقبة الجاني بنفس ما فعل، فإن قتل يُقتل، وإن جرح يُجرح، حيث تختلف مراتب القصاص حسب الإعتداء على الشخص، فالقصاص لا يكون بالحرق، فلا يجوز إستعمال النار في القصاص وتعذيب الناس بها، لأن التعذيب بالنار لله وحده، هو من يعذب بالنار، وبهذا لا يجوز القصاص بالحرق.
تحريم الحرق بالنار في القرآن
فرض الله القصاص المثل بالمثل، واختص نفسه ببعض أنواع القصاص، فقد خلق الله النار واختص نفسه بها، فلا يجوز لأي شخص أن يحرق آخر حتى من باب القصاص، فقد حرم الله عز وجل الحرق بالنار في كتابه العزيز، قال تعالى: ” إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار”، كما نهانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن التعذيب أو القتل بالحرق.
أحكام الحرق بالنار في الفقه الإسلامي
يعتبر الإعتداء بالنار على أي شخص وتعذيبه من أجل تشويه جسده، هو حرام شرعاً فلا يجوز الإعتداء بالحرق، لذلك فإن القصاص بالحرق أيضاً حرام، فمن باب الأولى الصفح والإحسان، والتي تعتبر من مراتب الدين الإسلامي، فإن استطاع الإنسان أن يعفو ويصفح فله الأجر، وإن لم يستطع فليولي أمره لأولي الأمر، من أجل تنفيذ العدالة والإقتصاص من الشخص المعتدي بالنار.
هل يجوز القصاص بالحرق، من المسائل الفقهية التي يسأل عنها الناس، والتي جاء فيها أنه لا يجوز الإعتداء على أحد بالحرق بالنار حتى لو كان الشخص الجاني، قام بحرق المجني عليه، فقد حرم الله عز وجل الإعتداء بالنار، كما نهى رسولنا الكريم عن قصاص الحرق بالحرق، لأنه لا يجوز لأحد أن يعذب بالنار إلا الله سبحانه وتعالى.