قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه

قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه، رب أخٍ لم تلده أمك، لطالما تردد إلى مسامعنا تلك العبارة التي معناها كبير على الرغم من صغر كلماتها، فقد درجت إحدى قصص الصداقة الثمينة بين الكثير من الأشخاص، والذين اعتبروها منهجهم في حياتهم، فقد كانت الصداقة هي أغلى من الوجود، يستطيع الصديق أن يثق بصديقه أكثر من نفسه، ويتحمل معه الكثير من المعضلات والمشكلات التي تواجهه في حياته، فيرسمان سوياً الطريق من أجل الوصول إلى بر الأمان، أو رسم طريق النهاية في حال انطفت حياة أحدهم، فهل سمعتم عن قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه، هي تلك القصة التي بحث عنها عدد من الأصدقاء، من أجل القراءة عن الصداقة، وهي هي حقاً أغلى من الوجود.

أحداث قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه

أحداث قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه
أحداث قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه

قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه، القصة الواقعية التي خطفت القلوب بعد سردها، من قبل مغسل الأموات الذي قصّها وتناقلتها المواقع والصفحات، فقد روى قصته بحزن حل على حروفه وكلماته قائلا:

حضرت جنازة لشاب في العقد الثالث من عمره، حيث حضر عدد كبير من الأقارب والأصدقاء، ولكن أكثر ما لفت انتباهي شاب بعمر الميت، شارك معنا غسيل الميت، وسط نشيج وخنين وبكاء رهيب، حيث كان يحاول كتمه، ولكن دموعه ترفض البقاء ساكنة، فتنهمر وتجري دون توقف، فكنت بين الحين والآخر أصبره، وأثبته وأهوّن عليه هذا المصاب الجلل، حيث كان هذا الشخص ذاكراً لله تعالى، مكثراً من عبارة  إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولا قوة إلا بالله، فكلما أراد أن يهدئه ازداد الشاب بالبكاء، فما كان من المغسل إلا أن رد عليه بصوت مرتفع نتج عن عدم قدرته على التركيز من بكاء هذا الشاب، فقال له، إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر، فقال له الشاب إنه ليس أخي، فشعرت بصدمة بتلك الكلمة، أهناك أناس يبكون بهذه الحرقة على أحد غير الأقارب والأهل، فسأله وهذا النحيب، فرد الشاب، هذا ليس أخي لكنه أغلى من أخي

بقي المغسل صامتاً بعد تلك الكلمات، لا يستطيع النطق بغيرها، ولكن الشاب لم يستطع التوقف عن الكلام عن صديقه وذكرياته معه، فقال له هو صديق طفولتي، وزميلي من أيام المدرسة، لعبنا سوياً في الحارة والمدرسة والبيت، لهونا ومرحنا حتى كبرنا ومبرت تلك العلاقة معنا

تابع أحداث قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه

تابع أحداث قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه
تابع أحداث قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه

درسنا معاً وتخرجنا وعملنا بنفس العمل أيضاً، وكذلك شاءت الأقدار أن نتزوج أختين ونسكن في شقتين متقابلتين، إذ أن الحياة كلها كانت تقسم الحظوظ بيني وبينه، حتى الأولاد رزقني الله ابن وبنت، وهو أيضاً، فكم من أيام سعيدة جمعتنا، وازدادت بلمتنا، وكم من أحزان وآلام انتهت بلقائنا، شرابنا واحد وسيارتنا واحدة، وضل يقص كل المشاركات التي يُشاركها مع صديقه الميت، وتوقف قائلا: يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا، فما كان من الشيخ إلا أن يردد قول سبحان الله سبحان الله، وبكي بكاء خانقاً حيث تذكر أخاه في غربته، ولكن لا تتساوى العلاقة بينهما كما هذان الشابان

أكمل المغسل كلامه، وقال بعد أن انتهيت من غسيل هذا الشاب، جاء وقت الوداع، فقبله صديقه، ولكن ليس ككل القُبل، فقبلته كانت موجعة لنا جميعاً، والمشهد كان مؤثراً مؤلماً، فمن شدة النشيج والبكاء الرهيب ظننت أنه سيموت بالتو، حاولنا أن نأخذ الميت من صديقه، لكي نصلي عليه، وخرجنا لمكان الصلاة، صلينا وانطلقنا لدفنه في أحد المقابر في المدينة التي نعيش فيها، تم دفنه والدعاء له، وسار كل الأقارب والأهل لبيت العزاء، وذهبت لبيتي في تلك الليلة محملاً بالهموم، قلبي يكاد يعتصر من الألم والحزن، كلما تكرت ذلك الموقف الأليم

ما حدث للصديق بعد موت صديقه

ما حدث للصديق بعد موت صديقه
ما حدث للصديق بعد موت صديقه

وفي اليوم التالي، حان وقت صلاة العصر، إذ بجنازة شاب في الثلاثين من عمره، عندما رأيت وجهه شعرت أنني أعرفه، ولكنني لا أعلم أين ومتى رأيت هذا الشاب، نظرت لوالده الذي بللت الدموع خديه، فرد والده على الشيخ أنه ذلك الشاب الذي كان يناولك المقص والكفن بالأمس لصديقه، الذي بكى بكاء رهيب، وحزن حزن لم يستطع أن يتناول الطعام الذي قدّمته له زوجته، وطلب أن ينام وعند صلاة العصر ذهبت زوجته لتيقظه، فوجدته قد فارق الحياة وذهب للقاء صديقه الذي لم يحتمل فراقه، وأخذ الأب يردد مع الشيخ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وقال الشيخ للأب اصبر واحتسب اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة، وتم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه

واتجهنا نحو ذات المقبرة التي دفن بها الصديق بالأمس، وللمفاجأة الكبيرة، أن نجد قبر فارغ بجوار القبر الذي دفن به صديقه بالأمس، فأنزلناه بجوار صديقه ووقفنا ودعونا لهما  اللهم أغفر لهما وأرحمهما اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

قصة الشاب الذي مات بعد موت صديقه، القصة التي بحث عنها الكثير من الأشخاص والأصدقاء، فهي قصة عجيبة تروي أحداث أعظم قصة صداقة حدث وانتهت بنفس البداية والنهاية فاشوا سوياً وماتواً سوياً، فالصداقة من أسمى العلاقات في الحياة، إن حصل عليها الشخص، عاش عمره سعيداً، وإن فقدها عاش محروماً.
Scroll to Top