هل من فلسطين مكتوب يطمئنني، هل من فلسطين مكتوب يطمئنني، نزار قباني هو شاعر دبلوماسي سوري معاصر من مدينة دمشق، ولد عام 1923م، وقد لُقب ب”شاعر الحب والمراة”، وكان هذا اللقب لان معظم اشعاره تدور حول مناصرة المرأة، وكان يتغزل في قصائده بالمراة، وله العديد من الاشعار السياسية والدبلوماسية ايضاً، تم نفي نزار قباني من موطنه الى لندن حتى توفي فيها بسبب نوبة قلبية، وتم دفنه في مدينة دمشق، كان لمدينته دمشق النصيب الكبير في قصائده، وقد كتب قصيدة من مفكرة عاشق دمشقي، وفي هذا المقال سنكتب لكم ابيات قصيدة هل من فلسطين مكتوب يطمئنني.
قصيدة هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني
من أجمل قصائد نزال قباني هي قصيدة “من مفكرة عاشق دمشقي”، والتي كتبها من اجل التشجيع على الجهاد واستنهاض الامة العربية والاسلامية من أجل نصرة فلسطين، ومن ابيات هذه القصيدة والمعروفة ايضاً باسم “هل من فلسطين مكتوب يطمئنني” ما يلي:
فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا | فيا دمشـق… لماذا نبـدأ العتبـا؟ |
حبيبتي أنـت… فاستلقي كأغنيـةٍ | على ذراعي، ولا تستوضحي السببا |
أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ | أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا |
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها | فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا |
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي | وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا |
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها | وكم تركت عليها ذكريات صـبا |
وكم رسمت على جدرانها صـوراً | وكم كسرت على أدراجـها لعبا |
أتيت من رحم الأحزان… يا وطني | أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا |
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا | فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟ |
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها | ومن دموعي سقيت البحر والسحبا |
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً | و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا |
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي | لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا |
فلا قميص من القمصـان ألبسـه | إلا وجـدت على خيطانـه عنبا |
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه | وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا |
يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ | وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا |
هل من فلسطين مكتوبٌ
قال الشاعر نزار قباني هذه القصيدة “هل من فلسطين مكتوب يطمئنني” عندما عاد الى دمشق بعد اربعة اعوام من الغياب، ويبرز في ابيات القصيدة حب الشاعر وانتماءه لوطنه، واشتياقه اليه وحزنه على الواقع الذي يعيشه، ويصور الشاعر نفسه بانه عاشق ومدينة دمشق “معشوقته” التي اهامته حباً، ويتذكر الشاعر طفولته البريئة في دمشق، ويعبر عن حزنه عن ما وقع في بلاد الشام والتي كان لها تاريخاً عظيماً.
فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ | زهــواً… ولا المتنبي مالئٌ حـلبا |
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه | فـيرجف القبـر من زواره غـضبا |
يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه | ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا |
يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟ | فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا |
دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي | أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟ |
أدمـت سياط حزيران ظهورهم | فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا |
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا | متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟ |
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً | وأطعموها سخيف القول والخطبا |
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً | تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا.. |
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني | عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟ |
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ | يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا |
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ | ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟ |
شردت فوق رصيف الدمع باحثةً | عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا.. |
تلفـتي… تجـدينا في مـباذلنا.. | من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا |
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني
ذكر الشاعر نزار قباني القضية الفلسطينية في ابيات قصيدته “هل من فلسطين مكتوب يطمئنني”، وهذا يدل على اهتمام شعراء العرب بالقضية الفلسطينية وحزنهم على ما حدث فيها من ضياع وتهجير ومجازر قتل، كما يبين الشاعر في ابيات قصيدته حزنه على ما واقع بلاد الشام، التي كان لها تاريخ عظيم، حيث كانت مركز للخلافة الاموية، وقد حكمها الحمدانيون، وفيها الكثير من الشعراء، وتتضمن على قبور الصحابة رضي الله عنهم.
فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرته | فانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا |
وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌ | قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا |
وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرته | وواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا |
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي | على العصـور.. فإني أرفض النسبا |
يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ | أستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا |
ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟ | حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا |
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ | قال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا |
يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه | ونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا |
من جرب الكي لا ينسـى مواجعه | ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا |
حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي | من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟ |
الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرها | نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا |
لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـره | ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا |
يتحدث الشاعر نزار قباني في قصيدة من مفكرة عاشق دمشق، عن مدينة دمشق وحبه وشوقه لها، كما قد تحدث عن مدينة فلسطين وفي هذا دعوة الى مناصرة القضية الفلسطينية ودعوة الى الجهاد، وقد قال نزار قباني في قصيدته هل من فلسطين مكتوب يطمئنني.